وثائق فيسبوك: الشركة متّهمة بالمساهمة في استغلال خادمات المنازل في الشرق الأوسط

وثائق فيسبوك: الشركة متّهمة بالمساهمة في استغلال خادمات المنازل في الشرق الأوسط
استمع إلى المقال

كشفت وكالة أسوشييتد برس يوم أمس عن “وثائق فيسبوك“؛ مجموعةً من الوثائق الداخلية التي عمل عليها اتحادٌ من الصحفيين من مختلف المؤسسات الإعلامية تدين عملاق التواصل الاجتماعي. ووفقًا لهذه الوثائق، اتّضح أن شركة فيسبوك قيودًا أقل على الأنشطة المسيئة المتعلقة بالخادمات التي يتم تداولها وبيعها في الشرق الأوسط.

وقبل عامين، هددت شركة آبل بإزالة تطبيقات فيسبوك وإنستاغرام من متاجر التطبيقات الخاصة بها بسبب هذه المزاعم. وفي ذلك الوقت، وعد فيسبوك بأنه سيركز على معالجة المشكلة. ولكن بعد مرور عامين، تشير الوثائق الداخلية المنشورة مؤخرًا إلى أن الإجراءات الصارمة التي قامت بها شركة التكنولوجيا العملاقة لم تفعل سوى القليل لمنع حدوث ذلك.

مشكلة متجذّرة في المنطقة

الشرق الأوسط هو سوق مركزي للنساء الإفريقيات والآسيويات اللواتي يتطلعن إلى العمل في الخارج، على الرغم من سجلات المنطقة الضعيفة فيما يتعلق بحماية حقوق العمال الأجانب. حيث لا يوجد عمليًا أي تشريع مناسب لكيفية توظيفهم وكيفية معاملتهم عندما ينتهي بهم الأمر في الأماكن التي يعملون فيها.

تُظهر الوثائق أن التحقيق الداخلي في فيسبوك أوضح أن “عاملات المنازل كثيرًا ما يشتكين لوكالات التوظيف الخاصة بهن من حبسهنّ في منازلهن وتجويعهنّ وإجبارهنّ على تجديد عقودهن إلى أجلٍ غير مسمى، وعدم دفع أجورهنّ وبيعهنّ بشكلٍ متكرر لأصحاب عمل آخرين دون موافقتهن”. وقد طلبت الوكالات التي سهلت العملية من العاملات “أن يكُنّ أكثر استجابةً” لمطالب أصحاب العمل.

كما وجد التحقيق أن العاملات أثرنَ مخاوف للوكالات بشأن الاعتداء الجسدي والجنسي. لكن بدلاً من مساعدتهنّ، غالباً ما رفضت المكاتب شكاواهن. وقالت فيسبوك في بيانٍ لوكالة أسوشييتد برس: “نحظر استغلال البشر بعباراتٍ لا لبس فيها. لقد كنا نحارب الاتجار بالبشر على منصتنا لسنواتٍ عديدة ويبقى هدفنا منع أي شخص يسعى لاستغلال الآخرين من الحصول على منزل على منصتنا.”

وتأتي هذه الاكتشافات الأخيرة وسط سلسلةٍ من المقالات تستند إلى مجموعة من الوثائق التي تسربت إلى وسائل الإعلام الأمريكية من قبل فرانسيس هوغن؛ مديرة المنتجات السابقة في فيسبوك التي كشفت مؤخرًا عن افتقار الشركة إلى تنظيم المحتوى غير المشروع على منصاتها عندما أدلت بشهادتها أمام الكونجرس الأمريكي قائلةً إن الشركة تضع الأرباح على السلامة.

وأشار بحث شركة فيسبوك الخاص إلى أن نظام الكفالة -الموجود في العديد من دول المنطقة- يقيد حقوق إقامة العمال الأجانب بأصحاب عملهم، الذين غالبًا ما يصادرون جوازات سفرهم ويتحكمون في تحركاتهم مقابل العمالة الرخيصة.

وتعرّضت دول الخليج؛ مثل قطر والإمارات العربية المتحدة لضغوطٍ متزايدة من نشطاء حقوق الإنسان بعد تقارير عن انتهاكاتٍ خطيرة لحقوق العمال في ظل نظام الكفالة.

تواطؤ محتمل للشركة

مصدر الصورة: بيكساباي.

في عام 2019، بعد تقرير صادر عن بي بي سي العربية حول بيع الخادمات وتداولهن على إنستاغرام، هددت شركة آبل بسحب تطبيقات الشركة من متجر التطبيقات الرقمي الخاص بها. إذ أظهر تحقيق بي بي سي كيف أن إنستغرام كان يساهم في قيام ما يشبه “سوق العبيد” من خلال المشاركات التي ذكرت أعمار الخادمات وتفاصيلهنّ الشخصية. 

ووفقًا لوثائق فيسبوك الداخلية، كانت الشركة على درايةٍ بالقضايا المتعلقة بالعبودية الحديثة التي تم تسهيلها من خلال منصاتها بدءًا من عام 2018. ووصفت الصحف المشكلة بأنها شكل من أشكال الاتجار بالبشر بغرض العمل داخل المنازل الخاصة من خلال استخدام القوة أو الاحتيال أو الإكراه أو الخداع.

ووفقًا للوثائق نفسها، كانت فيسبوك على درايةٍ بالأمر لدرجة أنه ابتُكر مصطلحًا لوصف هذه الظاهرة في الاتصالات الداخلية للشركة: “الاستغلال البشري”.

وفي ذلك الوقت، أسقطت شركة آبل تهديداتها بعد أن أعادت فيسبوك تأكيد رغبتها والتزامها بوقف الممارسات المسيئة من الحدوث على منصاتها. إذ قالت الوثائق: “إزالة تطبيقاتنا من متجر آبل كان من المحتمل أن يكون له عواقب وخيمة على سير أعمالنا، بما في ذلك حرمان ملايين المستخدمين من الوصول إلى خدماتنا”.

ولكن عندما بحث فريق إكسفار – ExVar عن الكلمات الرئيسية المتعلقة بالخادمات، وجدنا أن مثل هذه المنشورات لا تزال موجودةً على منصات فيسبوك، حيث لا تزال تظهر حساباتٍ تنشر صورًا لنساء من جنوب آسيا وأفريقيا. ورفضنا إرفاق روابط هذه المنشورات في هذا المقال كي لا نساهم في زيادة انتشارها، واكتفينا بالتبليغ.

كما تذكر وثائق فيسبوك الرسائل التي يصل إليها مهندسو الشركة من حسابات “بيع” العمال المنزليين. وقالت خادمة فلبينية تعمل في الكويت لوكالة أسوشييتد برس في هذا الصدد إنها “بيعت” لعائلة أخرى من خلال رسالة على إنستغرام في عام 2012. وقالت إنها تعرف حالات تم فيها تداول فلبينيات أخريات عبر الإنترنت، تمامًا مثل البضائع.

وقالت لوكالة أسوشييتد برس دون الكشف عن هويتها: “إذا لم يتخذ فيسبوك وإنستاغرام خطوات أقوى ضد هذا الوضع غير المقبول، فسيكون هناك المزيد من الضحايا مثلي. كنت محظوظةً لأنني لم أتعرض إلى الموت أو العبودية الجنسية.” ويُذكر أن الفلبين منعت العمال من الذهاب إلى الكويت بعد حادثة العثور على جثة عاملة فلبينية في الثلاجة هناك عام 2018.

ويُذكر أيضًا أن أكثر من 60% من المشاركات جاءت من المملكة العربية السعودية وربعها من مصر، ذلك وفقًا لأبحاث فيسبوك لعام 2019 التي استشهدت بها وكالة أسوشييتد برس.

وقالت وزارة الموارد البشرية والتنمية الاجتماعية في المملكة العربية السعودية في بيان إنها “تقف بحزم ضد جميع أنواع الممارسات غير القانونية في سوق العمل”، مضيفةً أن السلطات السعودية توافق على جميع العقود. ووفقًا للوزارة نفسها، لم يتواصل فيسبوك معهم بشأن هذه القضية، على الرغم من الدور المركزي للمملكة العربية السعودية في سوق العمل الأجنبي.

بينما قالت فيسبوك سابقًا إنها ستطلق برنامجًا تجريبيًا في عام 2021 لتوفير معلومات حول العمل في الخارج بجانب الوظائف الشاغرة في الخارج، ولكن لا يزال من غير الواضح ما إذا كان البرنامج قد بدأ.

قام فريق إكسفار – ExVar بالتواصل مع فيسبوك للرد على هذه الادّعاءات أو نفيها، ولم تفصح الشركة عن شيءٍ حتى الآن، لكن سيتمّ تحديث هذه المادة بمجرد توافر أي معلومات إضافية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.