استمع إلى المقال

في ظل التطور التكنولوجي، أصبحت الحروب الإلكترونية والمعلوماتية واقعاً لا يمكن تجاهله،
حيث تبرز جهود “Meta” في مكافحة الأخبار المزيّفة وشبكات التجسس كمثال حي على هذه التحديات.
بينما شركة “ميتا”، المالكة لعدّة منصات اجتماعية كبرى كشفت في تقريرها الضوء على ثماني شركات متورّطة في نشر برامج التجسس والأخبار المزيفة، مستخدمةً حسابات وهمية على منصات التواصل الاجتماعي لاستهداف المستخدمينَ وجمع المعلومات الحساسة.
تعمل هذه الشركات، والتي تتخذ من إيطاليا وإسبانيا والإمارات مقرّاً لها،
على إخفاء نشاطها خلف هياكل مُلكية معقّدة، مما يزيد من صعوبة تعقّبها.

تقرير “Meta”

اتخذت “Meta” إجراءات ضد ستِّ شبكات تجسس وثلاث عمليات إخبارية مزيفة من الصين، ميانمار، وأوكرانيا.
هذه الشبكات المرتبطة بثماني شركات، استخدمت برامج تجسس لجمع معلومات واستهداف المستخدمينَ عبر منصات “Meta”.
التقرير يسلّط الضوء على تحديات الأمن الإلكتروني وأهمية الحماية ضد التهديدات المتزايدة للخصوصية والبيانات في عالم متّصل بشكل متزايد.

استراتيجيات التضليل

كما تحدث التقرير في بروز بائعينَ يدّعون الشرعية لبرامج التجسس و يخفون هويّاتهم وراء هياكل معقّدة لملكية الشركات.
على سبيل المثال، “Cy4Gate”، شركة إيطالية تعمل في مجال التجسس،
تمتلكها “ELT Group”، وهي مقاول دفاعي.
كما تستخدم “Cy4Gate” حسابات وسائل التواصل الاجتماعي المزيفة لجمع بيانات عن أهدافها،
معتمدة على صور ملفات شخصية مصنوعة بالذكاء الاصطناعي، وقد سبق لها إدارة موقع تصيّد احتيالي يقلّد تطبيق “WhatsApp” لتوزيع برامج ضارة تستهدف الأجهزة التي تعمل بنظام “iOS”.

كما تمتلك “Cy4Gate” شركة فرعية تدعى “RCS Labs”، التي تختص بانتحال شخصيات ناشطينَ وصحفيينَ وشابات في دول مثل أذربيجان وكازاخستان ومنغوليا، لخداع الضحايا واستدراجهم لمشاركة معلومات حساسة أو النقر على روابط ضارة.

مع ازدهار صناعة التجسس السيبراني، يميل المهاجمون لاستخدام أدوات متعددة في هجماتهم لزيادة فعاليتها.
“IPS Intelligence”، شركة إيطالية أخرى، تستخدم حسابات مزيفة عبر منصات التواصل لاستهداف ضحايا في مختلف القارات، مستخدمةً الهندسة الاجتماعية وأدوات أخرى للتجسس على الأجهزة التي تعمل بنظام “Android”.

كما تقرير “Meta”

أشار أيضاً إلى استخدام شركات المراقبة لمنصات التواصل الاجتماعي كمنصاتٍ تجريبية لتوزيع برامج التجسس.
شركات مثل “Variston IT” و”Mollitiam Industries” من إسبانيا، و”Negg” و”Truel IT” من إيطاليا،
و”Protect Electronic Systems” من الإمارات، استخدمت جميعُها حسابات وسائل التواصل لتجربة برامجها الضارة.

بالإضافة إلى ذلك، أوضح التقرير كيف تتنامى شبكات الأخبار المزيفة، المعروفة باسم
“السلوك المنسق غير الأصيل” (CIB) وهو تلاعب بالنقاش العام من أجل هدف استراتيجي، على منصات “ميتا”.
وأبرزت الشركة إزالة ثلاث شبكات مؤخرّاً، كانت تستهدف جماهير في الولايات المتحدة، ميانمار، وأوكرانيا،
مؤكدة على تنوع مصادر هذه الأنشطة وابتعادها عن التركيز السابق على روسيا فقط.

مكافحة التضليل

لمواجهة هذه التهديدات، ينصح التقرير بأن تعتمد المؤسسات على الدفاع ضد تهديدات الأجهزة المحمولة وفحص تطبيقات الأجهزة المحمولة كجزء من استراتيجية الأمان الشاملة، للكشف عن البرامج الضارة والتّصدي لها بفعالية.

في الختام

يُظهر تقرير “Meta” المعمق كيف تتخذ الشركات خطوات استباقية لمعالجة التحدّيات المعقّدة في الفضاء السيبراني، بما في ذلك التّصدي لبرامج التجسس والمعلومات المضللة.

 كما يسلط التقرير الضوء على الجهود المبذولة لفك شفرة شبكات الأخبار الزائفة وتقنيات الهندسة الاجتماعية،
مؤكداً على الدور الحاسم الذي تلعبه الشركات في تعزيز الأمن الرقمي. 

من خلال هذا النهج، كذلك يتضح أن الاستجابة للمخاطر السيبرانية تتطلب يقظة مستمرة وتحديثاً دائماً للاستراتيجيات الأمنية، لضمان بيئة رقمية آمنة للمستخدمينَ في مواجهة التهديدات المتزايدة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
5 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات