استمع إلى المقال

في الواقع، أصبح الذكاء الصنعي يستخدم على نطاق واسع ضمن التشخيص الطبي لمساعدة الأطباء في تحليل البيانات الكبيرة وتقديم تشخيص دقيق وسريع للمرضى، من خلال تحليل الأعراض والتحاليل والصور الطبية. 

كما يمكن استخدام الذكاء الصنعي للكشف المبكر عن الأمراض وتحديد العوامل المرتبطة بالأمراض وتوفير خطط العلاج الفعالة.

بينما تتزايد المخاوف بشأن تأثير الذكاء الصنعي على العمل، فقد تكون التكنولوجيا قادرة على المساعدة في منع الموظفين من ادعاء المرض عندما لا يكونون كذلك.

هذا الأمر يجعل التحايل عن طريق المرض يصبح أكثر صعوبة، وقد تتمكن شركتك في القريب العاجل من معرفة ما إذا كانت الأعراض حقيقية أم لا، من صوتك.

قد يهمك: تتحدى “إنفيديا”.. هل تنجح “جوجل” بمجال شرائح الذكاء الصنعي؟

كيفية التوصل إلى النتائج

الإصابة بنزلة البرد تغير كيف يبدو صوت الشخص، لأن الحبال الصوتية تلهب في الغالب، مما يغير خصائصها الصوتية، حيث يتضخم النسيج بشكل مؤقت، وبالتالي يهتز بنبرة منخفضة، مما يجعل الأشخاص المصابين بنزلة البرد يطورون صوت أعمق.

بحسب مجلة “الإيكونوميست”، فإن هذه الدراسة استفادت من الإيقاعات الصوتية المكتشفة في الكلام البشري، التي يمكن وصفها بأنها توافقية تتضاءل في السعة مع زيادة ترددها، حيث لا ينتج الكلام البشري ترددات فردية من الأصوات، بل إن النغمات السائدة في الصوت البشري مصحوبة بسلسلة من النغمات ذات الحدة العالية.

هذه المجموعات من النغمات تتوافق معا في أنماط رياضية تسمى التوافقيات، مع وجود نغمات إيحائية لها ترددات مضاعفة للنغمة الأصلية، وتميل سعة هذه التوافقيات في الكلام إلى التناقص كلما تقدمت في مقياس التردد.

الباحثون، بقيادة المهندس الإلكتروني بانكاج وارول، افترضوا أن الإصابة بنزلة برد قد تغير كيفية حدوث هذا النمط العادي.

بالاعتماد على ذلك حلل الباحثون في معهد “سردار” (Sardar) الوطني للتكنولوجيا في “سورات” (Surat) بالهند الأنماط الصوتية لما يصل إلى 630 شخصا ألمانيا – 111 منهم أصيبوا بنزلة برد – في محاولة لمعرفة كيف تختلف نبرة صوت الشخص المصاب بنزلة برد عن نبرة صوته عندما لا يكون مصابا.

من أجل تطبيق ذلك بشكل عملي، طلبوا من الأشخاص العد من واحد إلى 40 قبل وصف ما فعلوه في عطلة نهاية الأسبوع، كما طلبوا منهم أن يقرأوا حكاية “الريح الشمالية والشمس”، وهو نص سبق أن أثبت شعبيته لدى الباحثين في علم الصوتيات منذ عام 1949.

قد يهمك: الذكاء الصنعي.. هل حان وقت الشعور بالخوف؟

نتائج الدراسة 

من خلال تقسيم كلام كل شخص إلى طيفه من الأطوال الموجية المكونة، تمكن الباحثون من تحديد التردد السائد والتوافقيات في كل حالة، حيث استخدموا خوارزميات التعلم الآلي لتحليل العلاقات بين اتساع هذه التوافقيات ووجدوا أنماط يمكن أن تميز الأصوات المصابة بنزلة برد عن الأصوات السليمة. 

الدراسة تمكنت من الكشف عن نزلة البرد بشكل صحيح ضمن 70 بالمئة من الحالات، وبحسب الباحثين، كان الهدف الأساسي للنتائج هو التمكن من التعرف على نزلة البرد دون الحاجة إلى زيارات مكلفة وتستغرق وقتا طويلا من الطبيب.

مع ذلك، قد تثير النتائج اهتمام أصحاب العمل الحريصين على اكتشاف الموظفين الذين يتظاهرون بالمرض. 

بالرغم من عدم وجود الكثير من الأبحاث الدقيقة حول تزييف المرض لتجنب العمل، لكن الدراسة الجديدة تمثل أحد أحدث التطورات في تطبيق الذكاء الصنعي المستمر في المجال الطبي.

في العام الماضي، تمكنت مجموعة بحثية من استخدام الذكاء الصنعي للكشف عن مرض باركنسون من خلال أنماط تنفس المرضى، كما يمكن الكشف عن الاكتئاب والعديد من أشكال السرطان باستخدام تحليل الذكاء الصنعي للأنماط الصوتية.

في الختام، بالرغم من أن الذكاء الصنعي يمكنه تحليل الصوت واستخلاص معلومات مفيدة منه، فإن تشخيص حالات الأمراض يتطلب عادة التحقق من عدة علامات وأعراض، وليس الاستناد إلى معلومة واحدة، حيث قد تؤثر عوامل عديدة في نبرة الصوت، وليس الإصابة بنزلة البرد فقط. 

بالتالي، يعتبر تحديد حالة شخص ما بالاعتماد على نبرة الصوت فقط أمر غير موثوق به، ويجب الحصول على معلومات إضافية لتشخيص الحالة بدقة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات