هاتف “Redmi Note 12 pro” يقتل طفلة.. لماذا تنفجر الهواتف الصينية؟

هاتف “Redmi Note 12 pro” يقتل طفلة.. لماذا تنفجر الهواتف الصينية؟
استمع إلى المقال

في حادثة مأساوية، فقدت الطفلة أديثيا ثرى التي تبلغ من العمر 8 سنوات حياتها نتيجة لانفجار هاتفها المحمول أثناء استخدامه في مشاهدة مقطع فيديو في منزلها بمقاطعة ثيروفيلوامالا الهندية منذ عدة أيام مضت، وهي ليست الحادثة الأولى من نوعها أو حتى الأخيرة. 

حوادث انفجار بطاريات الهواتف المحمولة ليست وليدة اليوم، ولكن معدلها ارتفع كثيرا في الآونة الأخيرة مع ظهور حالات أكثر غرابة من الماضي، وربما كان المستخدم الذي اشتعل هاتفه وهو في جيبه في الأيام الماضية أيضا أحد أغرب تلك الحالات، ولكن لماذا ازداد معدل هذه الحوادث مؤخرا. 

انفجارات عديدة 

أديثيا كانت تجلس في منزلها تستمتع بمشاهدة بعض مقاطع الفيديو عبر الهاتف الاقتصادي الذي يقدم قيمة مقابل سعر، وبشكل مفاجئ انفجر الهاتف متسببا في حروق شديدة في جسد أديثيا تسببت في وفاتها مباشرة، شدّة النيران جعلت جسد الهاتف يحرق تماما بدرجة لا يمكن التعرف عليه معها، وهو الأمر الذي دفع الشرطة الهندية لطلب خبراء المتفجرات لمحاولة فهم تفاصيل الحادث. 

الطفلة – أديثيا ثرى ضحية الهواتف المحمولة

الكارثة في هذه الحادثة أنها لم تحدث أثناء شحن الهاتف أو تجربة سرعة الشحن القصوى، بل كانت أثناء استخدام معتاد من طفل صغير لهاتفه، وهو الأمر الذي يحدث في منازلنا بشكل يومي، وهناك أيضا الحادث الذي تعرض له نافين ضاهية أثناء عمله في حقله، إذ فجأةً اشتعل هاتفه في جيبه. 

فارق العمر بين الضحيتين كان له الفضل الأكبر في نجاة الضحية الأخيرة، إذ تمكن ضاهية من إلقاء الهاتف على الأرض في الوقت المناسب قبل أن ينفجر بشكل كامل ويتسبب له بالأذى، ولكن الاحتراق المفاجئ دون سبب كان كافيا لجعل ضاهية يتواصل مع الشركة المصنعة للهاتف عبر “تويتر”. 

قد يهمك أيضا: عيوب “كارثية” في هواتف “شاومي”

التغريدات التي نشرها ضاهية اختفت بشكل مفاجئ من الإنترنت، ولا يمكن الوصول إليها بسهولة، ولكن بحسب المواقع التي نقلت الحادثة، فإن ضاهية اتهم شركة “Redmi” بالإهمال، وعندما طالب بتعويض مادي مناسب واستلام هاتف جديد بدل الذي احترق تماما تجاهلت الشركة ردوده حتى هددهم باتخاذ الإجراءات القانونية اللازمة. 

حادثة أخرى لا تقل بشاعةً عن تلك التي تعرضت لها أديثيا أصابت طفل رضيع يبلغ من العمر 8 شهور ولكن مع شركة هواتف صينية أخرى وهي “Lava” إذ تسبب الهاتف في حريق أثناء شحنه أدى لوفاة الطفلة في أيلول/ سبتمبر الماضي، وقبل ذلك بعدة أيام اشتعل هاتف “Redmi 6A” متسببا بوفاة سيدة أثناء نومها. 

هاتف “Redmi 6A” المحترق

فرع شركة “شاومي” في الهند التزم الصمت أثناء كل هذه الحوادث، واكتفى بالتصريح أنه يعمل على تحقيقات لكشف ملابسات هذه الحوادث ومعرفة المتسبب فيها، وربما تقرر الشركة لاحقا أن الهواتف انفجرت نتيجة استخدامها أثناء الشحن ملقية بذلك اللوم على المستخدمين وسوء استخدامهم للهواتف. 

ذكر حوادث الانفجار يعيد إلى الذاكرة مأساة هاتف “Galaxy Note 7” الذي كان ثوريا في عام 2016 حتى بدأ الهاتف في الانفجار بشكل عشوائي لدرجة أن شركات الطيران منعت مالكيّه من ركوب طائراتها، وذلك حتى تدخلت “سامسونج” وأرسلت تعويضا ماديا لكل من امتلك الهاتف وسحبت الهاتف من الأسواق حتى أعادت تطويره وإصلاح المشكلة فيه وقدمته لاحقا تحت اسم “Galaxy Note 7 FE” وهي النسخة التي لم تلقَ رواجا مثل النسخة الأصلية. 

 رحلة البحث عن جميع حالات انفجار الهواتف لن تنتهي، ولكن يمكن القول بأن غالبية هذه الحالات تأتي من الهواتف الصينية وتحديدا هواتف “شاومي” إذ ظهرت 5 حالات كبيرة في الشهور الماضية فقط دون العودة إلى الوراء أكثر من ذلك، ولكن لماذا تكثر هذه الحوادث في الهواتف الصينية. 

لماذا تنفجر الهواتف؟ 

الأسباب التي قد توصل الهاتف المحمول إلى الإنفجار كثيرة ومتعددة، وهي تبدأ من طريقة استخدام الهاتف وشحنه حتى تركيبة الهاتف وبناءه والظروف الخارجية المحيطة به، ولكن في المعتاد تراعي الشركات التقنية هذا الأمر أثناء تطوير الهاتف ليكون آمنا للاستخدام في مختلف الظروف. 

“سامسونج” قدمت مثالا مذهلا على التعامل مع أزمة كبيرة كفيلة بالقضاء على أي شركة أخرى، إذ أوقفت مبيعات هاتفها الرائد في ذلك الوقت، ثم استدعت جميع الهواتف المباعة وعرضت على مالكيّها اقتناء هاتف جديد من اختيارهم أو استعادة أموالهم، وبعد ذلك ألغت الهاتف تماما من قائمتها، ورغم أن أسهم الشركة ومبيعاتها تأثرت كثيرا من هذا القرار، إلا أنها أثبتت للعالم أن سلامة المستخدمين هو هدفها الأول وليس مجرد المبيعات. 

هاتف “Galaxy Note 7” محترق

الأعوام التي تلت انفجار “Galaxy Note 7” كانت هادئة نسبيا من ناحية الانفجارات، ولم تحدث أيّة انفجارات بشكل واسع واقتصر الأمر على حالات فردية بحق، ولكن مع ظهور الكثير من الشركات الناشئة في قطاع الهواتف المحمولة، عاودت هذه الحالات الظهور. 

قد يهمك أيضا: “مايكروسوفت” تقلل إنتاج ملحقات “Surface”.. تراجع بمبيعات الحواسيب؟

السبب الرئيسي في انفجار الهواتف المحمولة يعود إلى التبريد السيء في الهواتف وتخزين الحرارة داخل هيكل الهاتف والبطارية، وهو ما يؤدي إلى انفجار البطارية مباشرةً نتيجة الضغط  الحراري وعدم وجود منفذ آخر للحرارة. 

الهواتف الحديثة تمتلك منظومة تبريد سلبية تعمل على تبديد الحرارة الناتجة عن الاستخدام الطبيعي للبطارية ودورة الشحن المعتادة دون أي مشاكل، لذلك رأينا الهواتف تصل إلى سرعات شحن مستقرة دون انفجار البطارية. 

سباق وراء سرعة الشحن

المشكلة عاودت الظهور عندما بدأ السباق للوصول إلى أعلى سرعة شحن بغض النظر عن أمان هذه السرعة على مكونات الهاتف وبطاريته، أو حتى تطوير منظومة تبريد قادرة على تبديد الحرارة الناتجة عن سرعة الشحن. 

سرعات الشحن الجنونية التي وصلت إليها الهواتف المحمولة تشكل الخطر الأكبر على مكونات الهاتف، وكلما زادت هذه السرعة ارتفعت الحرارة الناتجة عنها، وإذا لم تجد هذه الحرارة مخرجا لها، فإنها تسبب في انفجار الهاتف. 

قد يهمك أيضا: العواقب البيئية لاستخدام الشحن اللاسلكي وتطوره

الشركات الصينية تهتم كثيرا بالأرقام النظرية وتسعى بشكل جاهد من أجل الوصول إلى أعلى سرعة شحن ممكنة، لذلك رأينا “Redmi” تتباهى بسرعة شحن تصل إلى 300 واط في “Note 12 Pro+ Magic” دون النظر إلى مخاطر مثل هذه التقنية، كما رأينا “Realme” تتفاخر بأنها تمتلك أسرع هاتف يشحن في العالم عند قوة 240 واط، وعلى الصعيد الآخر نرى شركات مثل “سامسونج” تلتزم بقوة 65 واط فقط أو “أبل” تلتزم بقوة 20 واط فقط

الشركات الرائدة في المجال والتي تسيطر على غالبية مبيعات الهواتف المحمولة لا تركض خلف سرعة الشحن الجنونية لأنها تعرف جيدا نتائج هذا الاهتمام الكارثي، ورغم أنها قد تبدو أضعف من منافسيها، إلا أن هذا الضعف يضمن سلامة المستخدمين ويحميهم. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
3 2 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات