استمع إلى المقال

في عالم ينبض بالابتكارات التكنولوجية ويشهد تقدما مستمرا بمجال الذكاء الاصطناعي، تُعد المنافسة الشرسة وتعدد الخيارات أمرا حيويا لضمان تطور صحي ومستدام، وفي إشارة واضحة إلى التزامها بتعزيز المنافسة وتقليص الاحتكار، تقوم شركة “مايكروسوفت” بخطوات هامة نحو تحقيق هذا الهدف، وذلك من خلال استخدام ذكائها الاصطناعي “بينغ” على نطاق أوسع.

في هذا التقرير، سنستكشف كيف يتجاوز “بينغ” حدود المتصفحات، مثل متصفحات “سفاري” و”كروم”، ليتمكن من توفير تجربة بحث فريدة وقوية، إذ سيتمحور اهتمامنا حول الخطوات المهمة التي يقوم بها فريق “مايكروسوفت” لتحقيق تلك الرؤية، والتي تسهم في تحسين أداء “بينغ” وتمنح للمستخدمين فرصة حقيقية للاستفادة من أفضل التوجيهات والنتائج المخصصة على المتصفحات كلها.

عبر الاستثمار في “بينغ”، يسعى فريق “مايكروسوفت” لتحقيق نقلة نوعية في عالم البحث عبر الإنترنت، وإعطاء الفرصة للجميع للاستفادة من قوة الذكاء الاصطناعي بطريقة غير مسبوقة، وعندما يتجاوز “بينغ” حدود المتصفحات، فإنه يبني جسرا نحو مستقبل مشرق حيث يتمتع الجميع بالمزيد من الخيارات والابتكار والتنافسية المنصفة.

خطوة نحو التشاركية

عندما أطلقت “مايكروسوفت” خدمة دردشة “بينغ” الآلية قبل بضعة أشهر، كان الوصول إلى خدمة الذكاء الاصطناعي هذه متاحا فقط لأصحاب أجهزة الكمبيوتر باستخدام متصفح “إيدج”، وقبل بضعة أيام، أعلن ميخائيل باراخين، رئيس الإعلانات وخدمات الويب في “مايكروسوفت”، أن الشركة ستبدأ في تجربة إضافة دعم لمتصفحات الطرف الثالث لـ “بينغ” في حزيران/يونيو الجاري.

الآن، بدأ الدعم في الظهور لبعض المستخدمين، وأظهر منشور في صفحة “بينغ” على منصة “Reddit” في نهاية هذا الأسبوع، لقطات لشاشة تعمل فيها “بينغ” داخل متصفحات “سفاري” التابعة لشركة “أبل” و”كروم” التابعة لشركة “جوجل”.

باراخين غرد حول هذا الموضوع على منصة “تويتر”، وأكد هذا التطور بقوله، “نحن نقوم بتجارب وسنبدأ في توفيره بشكل تدريجي”، وحتى تاريخ كتابة هذا النص، لم يذكر أي من متصفحات الطرف الثالث التي ستحصل على دعم دردشة “بينغ”.

بإضافة متصفحات أخرى لـ “بينغ”، ستحظى “مايكروسوفت” بجمهور أكبر بكثير؛ فوفقا لأحدث أرقام StatCounter، يعتبر “إيدج” ثالث أكثر المتصفحات استخداما بنسبة 5.31 بالمئة، في المقام الأول، يتصدر “كروم” بنسبة 62.82 بالمئة، ويأتي “سفاري” في المركز الثاني بنسبة بعيدة 20.72 بالمئة.

بينغ

من المحتمل أن تستمر “مايكروسوفت” في الحفاظ على عدد المستخدمين الذين يمكنهم الوصول إلى “بينغ” عبر “كروم” و”سفاري” بنسبة منخفضة لفترة من الوقت، لاختبارهم قبل أن تقرر فتح هذا الدعم لجمهور أكبر بكثير.

المزيد من الخطوات

هذا ليس الشيء الرئيسي الوحيد الذي تقوم به “مايكروسوفت” للمساعدة في توسيع استخدام “بينغ”، ففي وقت سابق من هذا الأسبوع، أكدت الشركة أنها رفعت الحد الأقصى لعدد مرات الدردشة اليومية من 200 إلى 300، وعدد مرات الدردشة في الجلسة الواحدة من 20 إلى 30.

كما قامت بتوسيع استخدام توليد الصور في دردشة “بينغ” لتشمل وضعين جديدين وهما “دقيق ومتوازن”، بالإضافة إلى وضع “الإبداع”، وفوق كل ذلك احتفل “بينغ” في نهاية هذا الأسبوع بعيد ميلاده الرابع عشر، حيث تم إطلاقه رسميا في 3 حزيران/يونيو 2009.

يمكن القول إن “مايكروسوفت” قد اتخذت خطوات جوهرية نحو توسيع استخدام “بينغ” وتحسين تجربة المستخدم، بدءا من دعم متصفحات الطرف الثالث، وزيادة الحد الأقصى لعدد مرات الدردشة اليومية والمرات في الجلسة الواحدة، وتوسيع استخدام توليد الصور من “بينغ” بوضعية المتقن والمتوازن.

تلك الخطوات تعكس التزام شركة “مايكروسوفت” بتحسين المنافسة وتقليص الاحتكار، وتوفير تجارب بحث قوية ومنوعة للمستخدمين، إذ بإمكان “بينغ” أن يصبح أكثر وصولا لجمهور أوسع، وذلك بفضل دعم المتصفحات الرئيسية وتحسين الخدمات والميزات المقدمة.

يبدو أن الشركة ما زالت في مرحلة التجارب، ولكن من المتوقع أن يكون لدينا المزيد من التحديثات والتطورات المثيرة في المستقبل.

باختصار، فإن جهود “مايكروسوفت” تتجه نحو توفير خدمات متطورة ومنافسة في مجال الذكاء الاصطناعي، ويبدو أن “بينغ” من أهم الأدوات الرئيسية في هذا الصدد، بفضل هذه الابتكارات والتحسينات، يمكن للمستخدمين الاستفادة من تجربة بحث محسنة ومنوعة، مما يدعم المنافسة الصحية، ويعزز اختيار المستخدم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات