استمع إلى المقال

نحو 3 أشهر مرت على صدمة التسريح الجماعي التي قامت بها شركة “ميتا” لموظفيها، عندما سرحت 11 ألفا من الموظفين، ويعد تلك الخطوة يبرز التساؤل عن الخطوة المقبلة التي ستقدم عليها الشركة، فهل هي مقبلة على جولة جديدة من التسريح، وما هي الأسباب.

حتى الآن، تؤخر شركة “ميتا” المالكة لمنصات “فيسبوك” و”واتساب” و”إنستجرام”، وضع اللمسات الأخيرة على الميزانية لكل فريق من فرقها، مما يتسبب في تأخيرات تشغيلية ويؤثر على إنتاج موظفي الشركة.

الخطوة تلك، تعني أن “ميتا” مقبلة على موجة تسريح جديدة لموظفيها، بحسب تقرير لصحيفة “فايننشال تايمز“، وورد فيه أن “ميتا” لم تحسب بعض الموظفين في الميزانية، “مما يعني أن عملية تسريح الموظفين في الشركة ستكون قريبة”.

التقرير نقل عن مصادر مطلعة من داخل شركة “ميتا” قولها: “تتطلع شركة ميتا إلى تقليص المزيد من القوى العاملة لديها في المستقبل القريب”.

قد يهمك: “ميتا” تلاحق حملات التلاعب على منصاتها حول العالم.. ما علاقة روسيا؟ 

“ميتا” وعدم الوضوح

الصحيفة البريطانية أفادت نقلا عن اثنين من موظفي الشركة، أنه في الأسابيع الأخيرة، كان هناك عدم وضوح بشأن الميزانيات وعدد الموظفين في المستقبل.

جولة التسريح المرتقبة، تأتي في إطار عمل مارك زوكربيرغ المدير التنفيذي لشركة “ميتا” على خفض التكاليف، في ظل الركود الاقتصادي العالمي، لتكون هي ثاني جولة تسريح تجريها الشركة في غضون أشهر وجيزة.

الجولة الأولى، شملت تسريح أكثر من 11 ألفا من موظفي “ميتا”، أي قرابة 13بالمئة من القوة العاملة للشركة، وذلك في شهر تشرين الثاني/نوفمبر المنصرم، في أعقاب موجة تسريحات واسعة بشركات التكنولوجيا، على غرار “أمازون” و”مايكروسوفت”، بسبب مخاوف الانكماش.

جولة التسريحات في شركات التكنولوجيا بدأت في نهاية شهر آب/أغسطس المنصرم، عندما تخلت “سناب تشات” عن 20 بالمئة من موظفيها أو 1200 شخص، حسب تقرير سابق لوكالة “فرانس برس”.

في أوائل شهر كانون الثاني/يناير أعلنت مجموعة “سايلزفورس” لتكنولوجيا المعلومات، أنها ستسرح نحو 10 بالمئة من موظفيها، أو أقل بقليل من 8 آلاف شخص. 

قبل ذلك، اشترى الملياردير إيلون ماسك منصة “تويتر” في تشرين الأول/أكتوبر 2022، وعندها طرد على الفور نحو نصف موظفي منصة التواصل الاجتماعي الزرقاء، والبالغ عددهم 7500 موظف.

قد يهمك: شركة “ميتا” والتضليل.. كيف يتم التلاعب بالمستخدم؟

تقييمات دون المستوى

تقرير لصحيفة “وول ستريت جورنال“، قال إن “ميتا” منحت آلاف الموظفين لديها تقييمات للأداء دون المستوى، مردفا أن المسؤولين في الشركة يتوقعون أن تؤدي التقييمات إلى مغادرة المزيد من الموظفين خلال الأسابيع المقبلة.

متحدث باسم شركة “ميتا”، أوضح أن عملية مراجعة الأداء تتماشى مع ما أبلغته الشركة للموظفين، قائلا إن “سياسة الشركة تطلب أداء مرتفعا من الموظفين، وتهدف مراجعة الأداء إلى التحفيز وتحسين جودة العمل”.

مسؤولو شركة ‏‏”ميتا” سجلوا تقييمات تشير إلى ضعف أداء نحو 10 بالمئة من موظفي الشركة الذي ‏تضاعف تقريبا بين عامي 2019 و2022 إلى 86.400 موظف، ولم يشهد نصفهم ‏عملية مراجعة أداء نموذجية. ‏

تقرير صحيفة “وول ستريت جورنال” الأميركية، لفت إلى أنه منذ العام الماضي، قال المسؤولون التنفيذيون في “ميتا”، إن أصحاب الأداء المنخفض لن يستمروا في الشركة.

الشركة عانت خلال السنة الماضية من تراجع الإعلانات في ظل وضع اقتصادي صعب، وما زاد من المصاعب بحقها، انخفاض سهم “ميتا” نهاية الأسبوع المنصرم بنسبة 1.1 بالمئة، هذا ناهيك عن تلقيها مع بداية هذا العام لغرامتين باهظتين يبلغ مجموعهما 390 مليون يورو؛ لانتهاكها القانون الأوروبي المتعلق بالبيانات الشخصية.

وكالة الصحافة الفرنسية “أ ف ب”، نقلت حينها قول المفوضية الإيرلندية لحماية البيانات في بيان، إن “ميتا” انتهكت “التزاماتها المتعلقة بالشفافية” واعتمدت على قاعدة قانونية خاطئة “في معالجتها للبيانات الشخصية لأغراض دعاية” مستهدفة.

قد يهمك: وثائق فيسبوك: الشركة متّهمة بالمساهمة في استغلال خادمات المنازل في الشرق الأوسط

التسريح بسبب انتقاد “عام الكفاءة”؟

فيما يخص هذا العام، أعلنت “ميتا” في وقت سابق من هذا الشهر، أنها تتوقع أن تتراوح نفقاتها لعام 2023 بين 89 مليار دولار و95 مليار دولار، إذ أطلق الرئيس التنفيذي مارك زوكربيرغ على الفترة اسم “عام الكفاءة”.

الجولة الجديدة من تسريح الموظفين في “ميتا”، تأتي ضمن عملية تسمى “التسطيح” داخليا، إذ ستشهد أيضا إعادة هيكلة بشكل كبير في بعض الأقسام، وفق “فايننشال تايمز”.

جولة التسريح، ستشمل الموظفين الذين انتقدوا كيفية رؤية “عام الكفاءة”، وهو مصطلح يستخدمه مارك زوكربيرغ لوصف أهداف شركة “ميتا” للعام الحالي.

مارك زوكربيرغ قال: “سنعمل على تسوية هيكل مؤسستنا وإزالة بعض الطبقات في الإدارة الوسطى، لاتخاذ القرارات بشكل أسرع”، على حد تعبيره.

في النهاية، لا بد من الإشارة ألى أن حجم الجولة التالية من عمليات التسريح التي ستقوم بها شركة “ميتا” غير معروف حتى الآن، لكن الشركة ستدرس تنفيذ جولة أخرى من تسريح ‏العمال إذا لم تكن تخفيضات الوظائف كافية.  ‏

‏قد يهمك: بعد معارك المزايا وجذب المستخدمين.. هل خسرت ميتا معركة الموظفين لصالح تيك توك؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.