استمع إلى المقال

“أبل” أعلنت عن الجيل الجديد من المعالجات التي تقوم بصناعتها في حدث هادئ تم بثه يوم الاثنين الماضي، دون الكثير من الضجيج أو إقامة بث مباشر من مقر الشركة، بعكس ماكانت تقوم به خلال الأعوام الماضية للإعلان عن المعالجات الجديدة. 

طريقة الإعلان ليست وحدها المختلفة، إذ كسرت “أبل” عادتها في الإعلان عن معالج واحد فقط، وكشفت عن 3 معالجات مرة واحدة، وهي معالجات “M3” و “M3 Pro” و”M3 Max”، ورغم أن جميع المعالجات تعتمد على المعمارية ذاتها، إلا أن أداء كل معالج يختلف بحسب عدد الأنوية الموجودة فيه، ولكن هل قدمت المعالجات الجديدة النقلة النوعية في الأداء التي كان ينتظرها محبو “أبل”، أم كانت مجرد إضافة لا طائل منها. 

معمارية جديدة للمرة الأولى في العالم 

معالجات “أبل” الجديدة تعتمد على معمارية 3 نانومتر، وبهذا تصبح أول معالجات مخصصة للحواسيب المحمولة والمكتبية في العالم تعتمد على هذه المعمارية، لتسبق بذلك “أبل” جميع شركات المعالجات المخصصة مثل “إنتل” أو “AMD”. 

الانتقال إلى المعمارية الجديدة كان سهلا على “أبل” لأنها قدمت المعمارية ذاتها في معالجات الهواتف المحمولة الجديدة، لذلك كان مصنع “TSMC” يمتلك مخططات استخدام المعمارية الجديدة ونفذها على معالجات الحواسيب بشكل مباشر.

معمارية 3 نانومتر توفر مزايا متنوعة وعديدة لمعالجات “أبل” تجعلها تتفوق على جميع المنافسين، وفي مقدمة هذه المزايا تأتي درجات الحرارة المنخفضة واستهلاك الطاقة المنخفض، إذ تحسن المعمارية الجديدة من هذا الاستهلاك بشكل كبير للغاية يتفوق على جميع الأجيال السابقة. 

الاختلاف الرئيسي بين معمارية 3 نانومتر وبقية أحجام المعمارية أنها تتيح للشركة وضع عدد أكبر كثيرا من أشباه الموصلات والنواقل في مساحة صغيرة للغاية، بالتالي، تزيد قوة المعالج بشكل ملحوظ دون الحاجة إلى زيادة حجمه وزيادة استهلاك الطاقة والحرارة أيضا. 

“أبل” أعلنت عن مجموعة من أرقام الأداء للمعالجات الجديدة، وقارنتها بالطبع مع الجيلين السابقين للمعالجات الخاصة بها سواء كانت معالجات “M1” أو “M2″، وبحسب إعلان الشركة، فإن المعالجات الجديدة تقدم تحسنا يصل إلى 60 بالمئة في بعض المجالات. 

وفق ما أعلنت عنه “أبل”، فإن أنوية الكفاءة في معالجات “M3” أسرع بنسبة 50 بالمئة عن الجيل الأول من المعالجات وأسرع بنسبة 30 بالمئة عن “M2″، وبالنسبة لأنوية الأداء، فهي أسرع بنسبة 30 بالمئة من “M1” وأسرع بنسبة 15 بالمئة من “M2″، وأما الأنوية العصبية التي تستخدم في مهام التعلم الآلي والذكاء الاصطناعي، فهي أسرع بنسبة 60 بالمئة من جيل معالجات “M1” وأسرع بنسبة 15 بالمئة من “M2”. 

زيادة الأداء في هذه الأنوية المختلفة تنتج سرعة أعلى في إنجاز المهام المختلفة عبر المعالج، بداية من مونتاج مقاطع الفيديو والبرمجة وحتى استخدام تطبيقات “إكسيل” بشكل عام، وهو ما يجعل المستخدم يشعر أن الحاسوب أصبح أسرع وأقوى كثيرا من الأجيال السابقة.

الزيادة في السرعة والأداء هما أبرز المزايا التي ركزت عليها “أبل” في المؤتمر، وهذا لأنها تعود على المستخدم بنفع مباشر، ولكن في النهاية، هناك مزايا أكثر تقدم القفزة الحقيقية والمستقبل الحقيقي لمعالجات “أبل”. 

دعم تقنيات DirectX 12

استخدام معمارية 3 نانومتر أتاح للشركة إضافة موصلات جديدة وتخصيصها بشكل مباشر لوظائف جديدة، ومن ضمن هذه الوظائف، كانت تعزيز الأداء الرسومي للمعالجات الرسومية، وتحديدا، إضافة قدرات ومزايا تتبع الأشعة لأجهزة “أبل”. 

تقنية تتبع الأشعة كانت من التقنيات التي جعلت بطاقات “انفيديا” والأجهزة التي تستخدمها متفوقة رسوميا وقادرة على تشغيل الألعاب بدقة مرتفعة، لذلك أصبحت غالبية الألعاب تعتمد عليها في الأجيال الجديدة، والآن أصبحت هذه التقنية موجودة في أجهزة “أبل” إلى جانب تقنيات أخرى مثل تظليل النماذج. 

التقنيات الجديدة التي أضيفت لأنوية المعالجة الرسومية في “M3” هي المكون الرئيسي لتقنيات “DirectX 12” التي تعد حصرية لأجهزة “مايكروسوفت” و “ويندوز”، والآن أصبحت “أبل” تمتلك تقنية مشابهة لها تحت اسم مختلف. 

التأثير المباشر لمثل هذه التقنيات يظهر في تشغيل الألعاب والبرامج التي تحتاج إلى قوة رسومية مرتفعة، مثل برامج المونتاج وبرامج التصميم وغيرها، ورغم أن الأخيرة كانت متفوقة لدى “أبل” بالفعل، لكن من المتوقع أن تزداد فعاليّتها مستقبلا. 

ماذا يحمل المستقبل لأجهزة أبل؟ 

جميع البيانات المتاحة في الوقت الحالي عن المعالجات الجديدة قادمة مباشرة من “أبل”، لذلك يجب الإنتظار قبل الحكم على جدوى هذه التقنيات والتطورات حتى تبدأ الاختبارات بشكل يدوي من المراجعين والخبراء حول العالم، لذلك لا يمكن الحكم بدقة على مستقبل الأجهزة الجديدة من “أبل”.

ولكن التركيز المباشر على المزايا الرسومية وإضافة تقنيات جديدة إلى المعالج، يشير بوضوح إلى اهتمام الشركة باقتحام قطاع الألعاب وتقديم أجهزة تشجع اللاعبين على اقتنائها، بالطبع، هناك عقبات مختلفة تقف أمام هذه المساعي، وفي مقدمتها تأتي الدعم البرمجي للمطورين وتشجيعهم على تطويع ألعابهم للعمل مع أجهزة “أبل” المختلفة، وهذا ما يكشف عنه المستقبل القريب. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات