Age Of Empires IV تُجدد بريق السلسلة وتعيد الألعاب الاستراتيجية إلى الساحة

Age Of Empires IV تُجدد بريق السلسلة وتعيد الألعاب الاستراتيجية إلى الساحة
استمع إلى المقال

لا شك أن الاهتمام بالألعاب الاستراتيجية يقل مع التطور الملحوظ في مختلف أنواع الألعاب وخصوصاً الألعاب الرياضية، التصويب وال Battle Royal، إذ أن العديد من الألعاب الاستراتيجية والتي كانت تتربع على عرش أكثر الألعاب شعبية اندثرت وفشلت في الحفاظ على اهتمام محبيها.

Age of Empires هي من أكثر الألعاب التي كانت تحظى بشعبية كبيرة منذ بداية ظهورها قبل أكثر من 20 عاماً وإلى الآن، حيث مازالت تعود إلينا كل عدة سنوات بإصدار جديد مبهر أو بنسخ محسنة من إصداراتها السابقة.

صدر الجزء الرابع من السلسلة ” Age Of Empires IV” في نهاية أكتوبر من هذا العام، واللعبة كما في الإصدارات السابقة هي لعبة استراتيجية فردية وجماعية تصنف تحت ألعاب الـ “RTS” او كما تسمى بالعربية “الاستراتيجية الآنية”، والتي تعني أن جميع اللاعبين يبنون مجتمعاتهم وجيوشهم في نفس الوقت دون تمرير الأدوار بينهم.

تم تطوير اللعبة من قبل شركة Relic Entertainment الكندية، وتحتوي على عدة أطوار للعب كما في الأجزاء السابقة، منها طور الحملات أو العمليات العسكرية “Campaign” يتحكم اللاعب فيه بحملات عسكرية تاريخية معينة ويتجاوز المرحلة بتحقيق الفوز في تلك العملية، بالإضافة إلى طور الاشتباك ” Skirmish” الذي يدخل اللاعب فيه بمواجهة ضد جيوش يتحكم بها لاعب آخر أو الذكاء الصنعي المطور في اللعبة.

مستجدات اللعبة:

اللعبة وبالرغم من صدور الجزء الثالث لها قبل أكثر من 10 أعوام إلا أنها أصدرت نسخاً محسنة من كل من الإصدارين الثاني والثالث قبل عامين وكلا الإصدارين المحسنين حمل العديد من التقنيات الفريدة والرسوميات المحسنة والجيوش الجديدة. Age Of empires 4 جاءت محمّلة بالعديد من الإضافات التي جددت اللعبة ووضعتنا أمام لعبة بمظهر يختلف عما عهدناه في هذه السلسلة.

الحضارات:

بخلاف باقي أجزاء السلسة صدرت Age Of Empires 4 بثمان حضارات فقط من مختلف القارات (الحضارة الروسية، الرومانية، الصينية، الإنكليزية، سلطنة دلهي، المغول، الأسرة العباسية، الفرنسيين)، ويتميز هذا الإصدار بالحس الفني والتاريخي العالي الذي حاول تجسيد هذه الحضارات بالشكل الأمثل، سواء من ناحية اللغة المتداولة بين السكان أو بالشكل المعماري للأبنية. كما أن العديد من الفيديوهات مرفقة مع اللعبة وتحاول أن تعلّم اللاعب بعض من تاريخ هذه الحضارات والصراعات التي دارت بينها بطريقة أكاديمية موثقة. كما أن محاولة الصناع تعزيز الفروقات بين هذه الحضارات وإبراز ما كان يميزها عن بقيتها ظهرت بشكل جلي في الحضارة المغولية، حيث إن كل الأبنية في هذه الحضارة وبعد تشييدها يمكن إعادة فكها لتصبح قابلة للتنقل، وذلك نظراً لطبيعة الحضارة المغولية التي كانت تعتمد على الهجرة بشكل كبير، بالإضافة إلى الأزياء الزاهية المقتبسة من مختلف الحضارات والتي تعكس عادات وشرائع تلك الحضارة.

الحضارات في Age Of Empires 4 | المصدر: www.ageofempires.com

الأصوات والموسيقى:

أكثر ما يلفت انتباه اللاعب في الألعاب الاستراتيجية هو أن يصبح جزءاً من المجتمع الذي يبنيه في اللعبة ويندمج مع جيشه ويتأقلّم مع ثقافة هذه الحضارة. الموسيقى بالطبع هي من أبرز الأدوات التي تساعد على تحقيق ذلك، وبالتأكيد فإن Age Of Empires 4 قد نجح بقوة في هذا النطاق. الموسيقى مستوحاة من الموسيقى الشعبية للحضارة المختارة كما إن الأصوات تبدو حقيقية ومشابهة إلى حد كبير للثقافة المنتشرة فيها، سواء من ناحية اللغة المستخدمة بين السكان، حيث العباسيون يتكلمون بالعربية والصينيون يتكلمون باللغة الصينية.. الخ أو من ناحية تقمص أدوار الجنود وصراخهم وتشجيعهم لكتائبهم.

تم الاهتمام بالتفاصيل الصوتية لتقديم أفضل تجربة سمعية في اللعبة وتقريبها إلى الواقعية أكثر، صوت حوافر الأحصنة، نعال الفلاحين، حصاد الحقل وأصوات القتال جميعها من إطلاق السهام إلى المنجنيق تبدو فريدة وواقعية وتجعل اللاعب جزءاً من اللعبة.

لا تخلو الأصوات التي يطلقها السكان عند تسليم مهمة إليهم من إطلاق تعابير طريفة ومسلية تزيد من جمالية اللعبة، فباختيار الحضارة العباسية وعند تسليم مهمة قطع الأشجار إلى أحد القرويين، ينطق ب “آه يؤلمني ظهري”، أو بعد انتهاءه من تشييد مبنى يقول: “ينبغي لهذا أن يظل حتى بعد مماتي” أو مثلاً ينطق أحد الجنود عن إرساله إلى الحرب بـ “قراراتك حكيمة وفي الوقت المناسب”.

الخريطة:

تحسُّن الرسوميات في اللعبة طال الخريطة أيضاً، فباتت التضاريس الآن أكثر واقعية من الإصدارات السابقة، شكل الأشجار وكذلك الحقول والأنهار. كما أن شكل الموارد بات أكثر منطقية، بالتنقيب عن الذهب واستخلاص الحجر صار واقعياً إلى حد بعيد جداً. كما أن من أفضل الميزات في هذا الجزء هو ظهور ممرات وطرق تلقائية في القرية أو المدينة التي تبنيها وذلك لفصل المباني عن بعضها وتسهيل حركة السكان بينها. الخريطة المصغرة أصبحت الآن أوضح من السابق وأماكن توزع الموارد عليها وكميتها صار واضحاً ويُستدَل عليه بسهولة. تمت إضافة مناطق إلى الخريطة تسمى بالأماكن المقدسة أو “Sacred Site” تكون منتشرة في وسط الخريطة ويمكن الاستيلاء عليها بدخول القس إلى حرمها وببقائه فيه يدر هذا المكان الذهب كل عدة ثواني. هذه الإضافة تخلق أجواء حماسية أكثر وتخرج بعض أنماط اللاعبين الذين يلعبون بأسلوب دفاعي بحت من أوكارهم وتجبرهم على الهجوم.

الأماكن المقدسة في الخريطة

أسلوب اللعب:

العديد من التحديثات طرأت على أسلوب اللعب أيضاً، بعضها سهّلت من تجربة اللعب واختصرت الوقت وبعضها زادت من صعوبتها في المقابل. نظام ضم الحيوانات الأليفة إلى صفك والتي يمكن الاستفادة منها في الطعام تغير عن الإصدارات السابقة. سابقاً ومع اكتشاف كل حيوان كان يجب اقتياده يدوياً إلى مركز القرية ليُستنبط منه الغذاء من قبل المزارعين، الآن باتت هذه الحيوانات تتبع الكشاف “Scout” تلقائياً ولا تحتاج لإضاعة وقتك في اقتياده إلى القرية.

اقرأ أيضاً: مراجعة لعبة Back 4 Blood، لعبة فوضوية بمتعة ضئيلة

الذكاء الصنعي أكثر تطوراً وصعوبة في هذا الجزء ويصعب توقع حركاته بغض النظر عن درجة صعوبته المختارة، لذلك على اللاعب أن يبني تحصينات دفاعية سريعة ويبني جيشه، حتى لو كان يواجه الذكاء الصنعي الأقل صعوبة.

بعد انتهاء قطف الثمار في الخريطة يتوجه جميع اللاعبين خصوصاً مع تطور القرية إلى زرع وحصد الحقول للاستفادة من البذور لتغذية السكان. كل حقل يعمل فيه مزارع واحد وينتهي من حصاده بعد حوالي دقيقة لتعيد زراعة الحقل يدوياً، كانت هذه من أكثر الأشياء استفزازاً في الأجزاء السابقة. في هذا الإصدار يعمل المزارع في الحقل ويعيد زرعه مجدداً تلقائياً دون تدخل من اللاعب نفسه.

الارتقاء بالقرية إلى عصر جديد يعطي اللاعب إمكانية سلك طريق من طريقين، كل منهما يعزز خواص معينة في الحضارة، فمثلاً بالانتقال من العصر المظلم “Dark Age” إلى العصر الإقطاعي “Feudal Age” يمكن الاختيار فيما إذا كنت تريد من هذا التطوير أن يترافق مع تسهيلات في قطاع الجيش من ناحية استهلاك الجنود للموارد، أو أن يترافق مع تسهيلات في المجال الاقتصادي بحيث تزداد قدرة المزارعين على تقوية اقتصاد القرية، وهذا بالطبع يكثر من القرارات التي يتخذها اللاعب والتي تقود بدورها إلى كثرة أساليب اللعب وبقاء اللعبة متجددة. 

توضيح أسلوب اللعب والرسوميات في Age Of Empires 4

بعض السلبيات:

تزامنت كل هذه التحديثات الإيجابية مع بعض من السلبيات التي تعيق بعض اللاعبين من التمتع بتجربة لعب جديدة وسلسلة. من أهم الميزات التي كانت موجودة في الإصدارات السابقة من اللعبة هي ميزة زيادة سرعة اللعبة قبل بدءها، وذلك لأن اللاعب وبعد قضاء وقت كبير، بالكاد يهتم بالتفاصيل ويريد أن يصل بسرعة إلى تلك المرحلة التي تتصارع فيها الحضارات. في Age Of Empires 4 تم نزع خيار التحكم بسرعة اللعبة من القائمة الرئيسية بالإضافة إلى عدم قدرة التحكم بتعداد السكان في قريتك، فسابقاً كان تعداد سكان القرية بين ال 200 إلى 500 أما الآن لا يمكن أن يزيد عن ال 200 عنصر بين مقاتل ومزارع.

جميع التفضيلات التي يتم تحديدها في القائمة الرئيسية وقبل بدء اللعبة تعود مجدداً إلى القيم الافتراضية بمجرد إغلاق اللعبة، وهذا بالتأكيد أمر مستفز، إذ يتوجب على اللاعب ضبط جميع الإعدادات مرة أخرى قبل بداية كل لعبة.

وضع ال “Campaign” في اللعبة يمتاز بتصاميم حربية رائعة جداً من ناحية توزع عناصر الجيش، حيث يتقدم حاملو الدروع بسيوفهم ومن خلفهم الرماة متوزعين بطريقة رائعة، يسير بينهم قائدهم يحفزهم على المعركة. في حين يُفتقد كل هذا في وضع ” Skirmish” هذا يدل بالتأكيد على عدم قدرة محاكاة هذه الحروب بشكل يمنح اللاعب إمكانية تطبيقها والتحكم بها. هذه كانت من أكثر المشاهد الموجودة في التشويقية التي دفعتني لاقتناء اللعبة من الأساس لأتفاجأ بنمط وتكتيك حربي مشابه تماماً للإصدارات السابقة باختلافات بسيطة.

تبقى كل هذه السلبيات على الطاولة حتى إصدار قسم ال Mods في اللعبة، والذي قد يحمل العديد من الأطوار التي تتيح إمكانية زيادة السكان وتُحسن من ترتيب الوحدات العسكرية.

طريقة توزع عناصر الجيشين في طور Campaign

المواصفات المستحسنة للتشغيل:

المعالج:  3.6 GHz 6-core (Intel i5) أو AMD Ryzen 5 1600

كرت الشاشة: Nvidia GeForce 970 GPU أو AMD Radeon RX 570 GPU with 4GB of VRAM

الذاكرة العشوائية : 16 GB RAM

المساحة: 50 GB

كما يمكن شراء اللعبة من متجر على متجر Steam أو من خلال تطبيق XBox

الملخص والتقييم النهائي:

اللعبة متقدمة عن بقية الإصدارات من ناحية الرسوميات والأصوات والجوانب الفنية الأخرى، كما إنها مادة تاريخية توثيقية رائعة وتزيد من وعي اللاعبين للتاريخ وأهميته. قد تضيف التحديثات اللاحقة بعض الإضافات الجديدة وتحسن من بعض السلبيات فيها. كل هذا لا ينقص من أهمية هذا الجزء في سلسلة Age Of Empires.

إنه جزء رائع ويقدم تجربة لعب مميزة وفريدة وبالتأكيد يستحق أن يُلعب بعناية.

التقييم النهائي: 8 من 10.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.