استمع إلى المقال

في ظل تكثيف جهودها لتصبح لاعبا عالميا رئيسيا في تصنيع السيارات الكهربائية، تخطط شركة “فوكسكون” التايوانية لبناء مصانع بيانات الذكاء الاصطناعي بتكنولوجيا من شركة “إنفيديا” الأميركية العملاقة للرقائق، حيث تسمح المرافق الجديدة التي تستخدم شرائح وبرامج “إنفيديا” للشركة التايوانية من استخدام الذكاء الاصطناعي بشكل أفضل في سياراتها الكهربائية.

“فوكسكون” تتجاوز أجهزة آيفون

الشركة التايوانية تريد استغلال الثورة الحاسوبية الجديدة التي تمثل بداية جديدة تماما لإنشاء البرامج، وذلك عبر استخدام الحواسيب لكتابة برامج لا يستطيع البشر برمجتها.

أنظمة الحوسبة الكبيرة المدعومة بالرقائق المتقدمة قادرة على تطوير منصات برمجية للجيل القادم من المركبات الكهربائية من خلال التعلم من التفاعلات اليومية.

بحسب الخطة الجديدة، تتحول “فوكسكون” من شركة خدمات تصنيع إلى شركة حلول منصات. في ثلاث سنوات قصيرة، عرضت “فوكسكون” مجموعة من السيارات الكهربائية السيدان والكروس أوفر والدفع الرباعي والبيك أب الصغيرة والحافلات التجارية والشاحنات التجارية.

شركة “فوكسكون”، المعروفة بكونها الشركة المجمعة لأجهزة “آيفون” من “أبل”، تتصور نموذج عمل مشابها للمركبات الكهربائية، حيث لا تبيع الشركة المركبات تحت علامتها التجارية الخاصة، وبدلا من ذلك، تقوم ببنائها للعملاء في تايوان وعلى مستوى العالم.

في عام 2021، كشفت “فوكسكون” عن 3 نماذج من السيارات الكهربائية، بما في ذلك سيارتي ركاب وحافلة، وتبعهم في العام الماضي نماذج إضافية، إلى جانب نموذجان جديدان كشفت عنهما قبل أيام قليلة.

خلال العام الماضي، بدأت حافلاتها الكهربائية العمل في مدينة كاوشيونغ بجنوب تايوان، في حين من المتوقع أن تبدأ في الجزيرة اعتبارًا من يناير 2024 عملية تسليم سيارتها الكهربائية التي يتم بيعها تحت العلامة التجارية “N7” من قبل شركة صناعة السيارات التايوانية “Luxgen”.

في العام الماضي تجاوزت المبيعات العالمية للمركبات الكهربائية، بما في ذلك المركبات الهجينة والعاملة بالبطاريات، 10 ملايين وحدة، بزيادة 55 بالمئة عن عام 2021، مع توقع أنه يتم بيع ما يقرب من 14 مليون سيارة كهربائية في عام 2023.

“فوكسكون” دخلت صناعة تنافسية

الشركة التايوانية تعمل على توسيع أنشطتها التجارية من خلال دخول صناعات جديدة، مثل السيارات الكهربائية والصحة الرقمية والروبوتات، حيث يعد دخولها إلى مجال السيارات الكهربائية بمثابة تنويع منطقي.

بحسب المحللين، تعد الهواتف الذكية سوقا مشبعا للغاية، كما أن مجال النمو في هذه الصناعة أصبح أصغر، وفي حال تمكنت الشركة التايوانية من الاستفادة من أعمال السيارات الكهربائية، فإنها قد تصبح مؤثرة في العامين المقبلين.

في العام الماضي، صرحت الشركة أنها تأمل في بناء 5 بالمئة من السيارات الكهربائية في العالم بحلول عام 2025، وتهدف في النهاية إلى إنتاج ما يصل إلى 40 بالمئة من السيارات الكهربائية حول العالم، لكن دخولها إلى الصناعة لم يكن سلسا.

خلال العام الماضي، اشترت “فوكسكون” مصنعا من شركة “Lordstown” في ولاية أوهايو، لكن الشراكة انتهت في شهر حزيران/يونيو، مع تقدم “Lordstown” بطلب الحماية من الإفلاس والإعلان عن دعوى قضائية ضد “فوكسكون” متهمة إياها بالاحتيال والفشل في الوفاء بوعودها الاستثمارية.

في حين رفضت “فوكسكون” الدعوى ووصفتها بأنها لا أساس لها من الصحة وانتقدت الشركة لتقديمها تعليقات كاذبة وهجمات خبيثة.

مع ذلك، فمن الواضح أن الشركة تواصل مساعيها، بما في ذلك تعيين اثنين من كبار مسؤولي الإستراتيجية الجدد لأعمال السيارات الكهربائية والرقائق.

تشيانغ شانغ يي هو خبير تايواني مخضرم في صناعة أشباه الموصلات ساعد “TSMC” على أن تصبح قوة عالمية، بينما يقود جون سيكي، نائب الرئيس التنفيذي السابق للعمليات في شركة “نيسان”، وحدة السيارات الكهربائية.

في شهر أيار/مايو، أعلنت “فوكسكون” عن شراكة جديدة مع الشركة الألمانية “Infineon Technologies” المتخصصة في رقائق أشباه الموصلات للسيارات لإنشاء مركز أبحاث جديد في تايوان.

بشكل عام، لا شك في أن “فوكسكون” تتمتع بميزة أنها قادمة إلى صناعة السيارات الكهربائية من خلفية الإلكترونيات الاستهلاكية، مما قد يسمح لها بالتوصل إلى منتجات سيارات كهربائية أكثر ابتكارا مقارنة بشركات صناعة السيارات التقليدية.

ختاما، تواجه شركات صناعة السيارات التقليدية مشكلة تتمثل في الاستثمارات الهائلة في المنصات المعدلة لدرجة عدم تطوير تلك الشركات لمنصات جديدة خالية من قيود المتطلبات، وهذه ميزة تتمتع بها شركات التكنولوجيا، حيث من المتوقع أن تتبع “فوكسكون” هذه الطريقة للوصول إلى هدفها.