سنغافورة تعتمد على إنفيديا.. لماذا تحتاج إلى الكثير من الرقائق؟

سنغافورة تعتمد على إنفيديا.. لماذا تحتاج إلى الكثير من الرقائق؟
استمع إلى المقال

مع إعلان شركة “إنفيديا” عن نتائج ممتازة للربع الثالث في الأسبوع الماضي، أشار مراقبو الصناعة إلى أن قدرا كبيرا من إيرادات شركة الرقائق الأميركية العملاقة جاءت من دولة صغيرة واحدة، لكن لماذا تحتاج هذه الدولة إلى الكثير من الرقائق.

العلاقة بين “إنفيديا” وسنغافورة

للربع المنتهي في تشرين الأول/أكتوبر، أظهر تقرير لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية أن نحو 15 بالمئة أو 2.7 مليار دولار من إيرادات “إنفيديا” جاءت من سنغافورة.

الإيرادات القادمة من سنغافورة قفزت في الربع الثالث بنسبة 404.1 بالمئة من 562 مليون دولار من الإيرادات المسجلة في نفس الفترة من العام الماضي، وقد تجاوز هذا نمو إيرادات “إنفيديا” الإجمالي بنسبة 205.5 بالمئة مقارنة بالعام الماضي.

سنغافورة جاءت متأخرة فقط عن الولايات المتحدة (34.77 بالمئة) وتايوان (23.91 بالمئة) والصين (22.24 بالمئة) في تصنيفات مبيعات الربع الثالث لشركة “إنفيديا”.

بحسب المحللين، يعتقد أن ذلك يرجع إلى مراكز البيانات، حيث يوجد في سنغافورة عدد كبير جدا من مراكز البيانات ومقدمي الخدمات السحابية.

كما يمكن أيضا إرسال الرقائق إلى سنغافورة للتجميع النهائي مع منتجات أخرى ومن ثم شحنها إلى دول أخرى، إلى جانب استخدامها في الذكاء الاصطناعي والحوسبة والمركبات الكهربائية.

نظرا لأن البلاد مستقرة وآمنة، فإن هناك الكثير من المواهب، والبنية التحتية الرقمية قوية، والسياسات الحكومية المواتية للخدمات الرقمية وخدمات البيانات.

ملف هيئة الأوراق المالية والبورصة كشف أن 80 بالمئة من مبيعات “إنفيديا” في الربع الثالث جاءت من قطاع مراكز البيانات، في حين أن الألعاب والتصوير الاحترافي والسيارات وغيرها تشكل الباقي.

“إنفيديا” أوضحت في الإيداع أن مقدمي الخدمات السحابية كانوا مسؤولين عن نحو نصف إيرادات مراكز البيانات، في حين شكلت شركات ومؤسسات الإنترنت الاستهلاكية النصف الآخر تقريبا.

سنغافورة ومراكز البيانات

الشركة لم تفصل إيراداتها في سنغافورة حسب قطاع الأعمال، لكن التقارير أوضحت قيام إحدى شركات الإنترنت الاستهلاكية في سنغافورة بشراء حلول مراكز البيانات في الربع الثالث ليتم وضعها في مراكز البيانات في سنغافورة.

سنغافورة تعد أيضا منطقة متنامية لمزودي الخدمات السحابية المتخصصين الذين يقومون بإنشاء مراكز البيانات في المنطقة.

في شهر كانون الثاني/يناير 2022، رفعت سنغافورة الوقف الاختياري الصادر في عام 2019 الذي أوقف مؤقتا الإفراج عن الأراضي لاستخدام مراكز البيانات وسعى إلى تخفيف نمو مراكز البيانات.

سنغافورة منحت بعد ذلك حقوقا في شهر تموز/يوليو لشركات “مايكروسوفت” و”Equinix” و”GDS” ومشروع مشترك بين “بايت دانس” و”AirTrunk”، من أجل تطوير مشاريع مراكز بيانات جديدة في سنغافورة.

اعتبارا من كانون الثاني/يناير 2022، كان هناك أكثر من 70 مركز بيانات تشغيلي في سنغافورة، حيث لا تزال الدولة المدينة تمثل 60 بالمئة من إجمالي سعة مراكز البيانات في جنوب شرق آسيا.

سنغافورة احتلت المركز الثالث عالميا والأول في منطقة آسيا والمحيط الهادئ من حيث تصنيفات سوق مراكز البيانات.

ختاما، يظل الطلب على مراكز البيانات في سنغافورة مرتفعا مع النمو السريع للتطبيقات الرقمية، والتجارة الإلكترونية، وإنترنت الأشياء، والذكاء الاصطناعي، وتجارة العملات المشفرة، وأنشطة البلوك تشين، والألعاب عبر الإنترنت، وما إلى ذلك، كما ساهم التحول إلى العمل المختلط ورقمنة الأعمال في زيادة الطلب على مجال مركز البيانات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات