استمع إلى المقال

لا شك في أن وحدات معالجات الرسومات من “إنفيديا” تهيمن على سوق الذكاء الاصطناعي، لكن لماذا تبذل الشركة الأميركية محاولات حثيثة لتجنب قيود التصدير المفروضة على الصين.

“إنفيديا” تواجه عقبات جديدة

وفقا لوثائق مسربة، طورت “إنفيديا” شرائح جديدة مصممة خصيصا للصين تهدف إلى تلبية الطلب المتزايد في المنطقة على تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي مع الامتثال لضوابط التصدير الأميركية.

هذا الجهد الأخير يمثل المرة الثانية خلال ما يزيد قليلا عن عام الذي تضطر فيه شركة “إنفيديا”، ومقرها وادي السيليكون، بموجب لوائح أميركية جديدة إلى إعادة تشكيل منتجاتها للعملاء الصينيين، حيث تسعى جاهدة للحفاظ على موطئ قدم لها في واحدة من أهم أسواقها.

بعد أسابيع فقط من تقييد الولايات المتحدة مبيعاتها للصين من الرقائق العالية الأداء التي يمكن استخدامها لإنشاء أنظمة الذكاء الاصطناعي، في أحدث هجوم لإدارة بايدن في الحرب التكنولوجية المتبادلة بين القوتين العظميين، تستعد “إنفيديا” لإطلاق الرقائق الجديدة.

وفقا لوثيقة وزعتها الشركة على العملاء المحتملين، تم تسمية الشرائح الثلاث الجديدة باسم “H20″ و”L20” و”L2″، وهي معدلة من حيث الأداء العام مقارنة بتلك التي باعتها الشركة سابقا في الصين.

مع ذلك، من المتوقع أن تظل وحدات معالجة الرسومات الجديدة قادرة على المنافسة في السوق الصينية، المحللون في الشركة الاستشارية للرقاقات “SemiAnalogy” كتبوا في مذكرة للعملاء: “تتجاوز إنفيديا بشكل مثالي الحد الأقصى للأداء وكثافة الأداء مع هذه الرقائق الجديدة لتمريرها من خلال اللوائح الأميركية الجديدة”.

جنسن هوانغ شارك في تأسيس “إنفيديا”، وهو أيضا رئيسها التنفيذي، حيث ارتفعت القيمة السوقية للشركة إلى أكثر من تريليون دولار هذا العام مدفوعة بحماس المستثمرين حول دورها المهيمن في المعالجات اللازمة لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي.

رقاقاتها “A100″ و”H100” أصبحت المكونات الأكثر رواجا لشركات الذكاء الاصطناعي في جميع أنحاء العالم التي ترغب في إنشاء نماذج لغوية كبيرة، وهي التكنولوجيا التي تدعم روبوتات الدردشة، مثل “ChatGPT” من “OpenAI”.

الرد على التحركات الأميركية

بينما سعت الولايات المتحدة إلى تقييد تطوير الذكاء الاصطناعي في الصين، منعت إدارة بايدن مبيعات وحدات معالجة الرسوميات “A100″ و”H100” في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2022.

ردا على ذلك، طورت “إنفيديا” نموذجين بديلين للصين، “A800” و”H800″، اللذين انخفضا إلى ما دون عتبة الأداء التي حددتها العقوبات الأميركية.

لكن الولايات المتحدة شددت قيودها في الشهر الماضي بشكل يمنع تصدير رقاقات “A800” و”H800″، ودخلت قيود التصدير الأخيرة حيز التنفيذ على الفور مع قيام حكومة الولايات المتحدة بتسريع الموعد النهائي.

هذا الأمر ترك مجموعات التكنولوجيا الصينية تعتمد على الرقائق القديمة والمخزنة لتحقيق طموحاتها في مجال الذكاء الاصطناعي، حيث ينظر إلى القواعد على أنها تجبر المجموعات الصينية على اللجوء إلى تكنولوجيا عمرها 6 سنوات لتطوير أنظمة الذكاء الاصطناعي.

في غضون ذلك، ضاعفت الشركات الصينية جهودها للحصول على رقائق الذكاء الاصطناعي من الموردين المحليين، مما يقلل من مخاطر الاعتماد على “إنفيديا” واستيعاب الحظر المتصاعد على شرائح الذكاء الاصطناعي. من بين المنافسين الصينيين البارزين لـ “إنفيديا” شركة “هواوي” و”Cambricon” و”Biren”.

بحسب تصريحات مؤسس شركة الذكاء الاصطناعي الصينية “iFlytek”، فإن شريحة “Ascend” للذكاء الاصطناعي من “هواوي” قد تحقق أداء مشابها لأداء “A100” من “إنفيديا”.

مع ذلك، فإن المنافسين الصينيين جميعهم مقيدون بالصراعات الجيوسياسية التي تمنعهم من إنتاج الرقائق خارج الصين، في حين سعت العقوبات الدولية أيضا إلى الحد من وصولهم إلى معدات صناعة الرقائق المتقدمة من الموردين، مثل “ASML”، ومقرها هولندا.

ختاما، “إنفيديا”، التي تمتلك حصة مهيمنة في سوق رقائق الذكاء الاصطناعي في الصين، تتحرك بسرعة، إذ إن عملية تصنيع أحدث رقائقها للصين كانت أقل تعقيدا من تطوير “A800” و”H800″، وأرسلت الشركة عينات من الرقائق للعملاء لاختبارها، مما يشير إلى أنها تتوقع أن يبدأ الإنتاج الضخم قريبا جدا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات