استمع إلى المقال

الأفلام المقرصنة منتشرة ضمن منصة “تيك توك” على شكل سلسلة من المقاطع تتراوح مدتها بين 2 و10 دقائق، وبينما توضح المنصة أنها تحظر نشر المحتوى الذي ينتهك حقوق الملكية الفكرية، فإن طريقة تحميل الأفلام وخوارزمية المنصة تجعل من الصعب مراقبتها وإزالتها.

مقاطع قصيرة عبر “تيك توك”

الحسابات الموجودة عبر “تيك توك” تنشر حلقات من البرامج التلفزيونية والأفلام الكاملة على شكل مقاطع صغيرة يمكن للمستخدمين مشاهدتها في سلسلة طويلة متواصلة. 

إذا بحثت عن فيلم “باربي”، فمن المحتمل أن يتم عرض مقاطع فيديو متنوعة للمعجبين بالفيلم، دون أي مقطع رسمي. مع ذلك، بعد هذا البحث، تروج خوارزميات “تيك توك” لمقتطف مدته 90 ثانية من الفيلم المقرصن عبر صفحة “For You”، مع عنوان فيديو غامض، مثل “Part 8”.

بمجرد أن تشاهد عددا قليلا من هذه المقاطع الصغيرة من فيلم “باربي” المقرصن، فقد تظهر أيضا مقاطع أفلام مقرصنة أخرى في صفحة “For You”.

المحامون وأساتذة القانون في هوليوود يوضحون أن هذه الحسابات تنتهك قوانين حقوق التأليف وتنتهك الملكية الفكرية لاستوديوهات السينما والتلفزيون، ولهذا السبب لا تظهر أسماء الأفلام غالبا في المنشورات.

الحسابات التي تنشر المحتوى تجمع مئات الآلاف من المتابعين والتعليقات والاعجابات والمشاهدات، لكن لا يبدو أنها تجني أموالا من المقاطع، نظرا لعدم وجود منشورات دعائية أو أي عروض ترويجية مدفوعة أخرى.

مدة مقاطع الفيديو يمكن أن تصل إلى 10 دقائق، لكن العديد منها تتراوح مدتها من 2 إلى 3 دقائق. مع بعض الاستثناءات التجريبية، لا تشارك الاستوديوهات أفلاما أو عروضًا كاملة عبر منصة “تيك توك”، نتيجة لذلك، وجدت هذه الحسابات المجهولة جمهورا.

المحامون يوضحون أن مراقبة محتوى حقوق التأليف عبر وسائل التواصل الاجتماعي ليس بالأمر السهل. كما أن هذه المنشورات المخالفة للقوانين قد تفيد الاستوديوهات، لأنها تمنح محتواها جمهورا جديدا.

المحتوى غير الشرعي 

قانون الألفية الجديدة لحقوق المواد الرقمية الصادر في عام 1998 يحمي شركات الإنترنت من العقوبة إذا قام مستخدموها بنشر مواد محمية بحقوق التأليف عبر شبكاتهم.

هذا الأمر يسمح لصانعي الأفلام – استوديوهات الأفلام أو شركات الإنتاج أو المبدعين الأفراد – بمراقبة المنصات وتقديم المطالبات عندما يكتشفون أعمالهم.

طالما تعمل المنصة على وجه السرعة لإزالة المواد المخالفة بمجرد إخطارها، فإن المنصة محمية. من جهتها، توضح “تيك توك” أنها تحظر المحتوى الذي ينتهك حقوق الملكية الفكرية وتمنح أصحاب حقوق التأليف وسيلة للإبلاغ عن الانتهاكات.

“تيك توك” جعلت من بث المحتوى هو القاعدة، حيث أصبح الأشخاص يشاهدون المزيد من مقاطع الفيديو عبر شاشات الهواتف الصغيرة، سواء كانت فيديوهات شخصية مدتها 15 ثانية أو أفلاما حققت نجاحا كبيرا.

بعض شركات الترفيه قد لا تشتكي من المقاطع المنشورة عبر الإنترنت لأن “تيك توك” قد تعزز شعبية فيلم أو برنامج تلفزيوني معين.

من المفيد في بعض الأحيان لأصحاب حقوق التأليف أن يروا أعمالهم يتم توزيعها على جمهور أكبر لجذب المزيد من الاهتمام بهذا العمل من أجل المبيعات اللاحقة.

لكن هذه المقاطع غير المصرح بها من الأفلام الرائجة ليست تجارب مفتوحة لاختبار الجمهور، بل هي أعمال غير مشروعة.

من الصعب مراقبتها بسبب طريقة تحميل هذه الأفلام عبر “تيك توك”، حيث يقسم الحساب المقاطع المقرصنة ويدمجها مع محتوى فيديو آخر لتجنب اكتشافها بواسطة استوديوهات الأفلام أو شركات الإنتاج أو المبدعين الفرديين. 

هذه الحسابات لا تحمل الحلقة أو الفيلم الكامل دائما، مما يترك المشاهدين في حالة من الانتظار والتشويق. 

كما أنها تجعل نفسها تبدو أكثر شعبية باستخدام المتابعين الروبوتيين. هذا الأمر يساعد الحسابات على التعامل مع محرك توصيات “تيك توك” للترويج لمنشوراتهم.

في الختام، أصبحت “تيك توك” جبهة جديدة للقرصنة الترفيهية من خلال الحسابات التي تقسم الأفلام والبرامج التلفزيونية إلى عشرات المقاطع وتنشرها دون تحقيق مكسب مادي لأنه لا أحد يرعى المحتوى المسروق أو يضع إعلانات ضمنه. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات