استمع إلى المقال

منذ أن اشترى إيلون ماسك “تويتر” في تشرين الأول/أكتوبر 2021، لم يتوقف عن إدخال تغييرات جذرية على المنصة التي تعد واحدة من أشهر وسائل التواصل الاجتماعي في العالم، ولكن هل كانت هذه التغييرات ناجحة في تحسين تجربة المستخدمين والمعلنين على “تويتر”، أم أنها أدت إلى تراجع شعبية المنصة وفقدان ثقة الجمهور.

قد تكون من أكثر الخطوات التي أحدثت تغييرات كبيرة في المنصة، هي إطلاق خدمة اشتراك مدفوعة تدعى “تويتر بلو”، والتي تضيف شارة توثيق زرقاء إلى حساب المستخدم، وتوفر له وصولا مبكرا إلى مجموعة من المزايا، مثل تعديل التغريدة، وإضافة علامات مرجعية إلى المجلدات، والحصول على نُسق وأيقونات مخصصة، والحد من عدد الإعلانات، وحتى زيادة في عدد الحروف ضمن التغريدة، وكان هذا القرار محط إشادة من قبل بعض المستخدمين، الذين رأوا فيه فرصة لزيادة جودة وشخصية تجربتهم على “تويتر”.

لكن في المقابل، قام ماسك باتخاذ قرارات أخرى أثارت جدلا وانتقادا كبيرا من قبل المستخدمين والموظفين والمحللين، فقد قرر إلغاء نظام التحقق القديم، وإزالة شارات التوثيق الزرقاء من حسابات العديد من الشخصيات المعروفة، وإجبارهم على الاشتراك في “تويتر بلو” لاستعادتها، كما قرر ماسك حظر تطبيقات طرف ثالث، مثل “Tweetbot” و”Twitterrific”، التي كانت توفر بدائل لتطبيق “تويتر” الرسمي، وأيضا قرر إلغاء خدمة “TweetDeck” المجانية، وجعلها خدمة مدفوعة للمستخدمين المحترفين، ناهيك عن قراره بتسريح الآلاف من الموظفين في “تويتر”، بحجة تقليل التكاليف وزيادة الكفاءة.

هذه القرارات أثارت غضبا واستياء كبيرا في أوساط المستخدمين، الذين شعروا بأن ماسك يحاول فرض رؤيته على المنصة دون احترام رغباتهم وحقوقهم، كما شعروا بأنه يحاول استغلالهم لزيادة أرباحه، دون تقديم خدمة جديرة بالثقة والجودة، ونتج عن هذه القرارات تراجع في شعبية “تويتر”، وانخفاض في عدد المستخدمين النشطين، وتسبب في فقدان الثقة بقيادة ماسك.

في شباط/فبراير الماضي، أعلن إيلون ماسك عن مكافآت مالية مقابل عرض إعلانات في الردود على تغريداتهم، وهذه الخطوة هي جزء من برنامج المشاركة في الإيرادات، والذي يهدف إلى تحسين جودة المحادثات على المنصة وزيادة دخلها، سعيا منه بكسب رضى العملاء والمستخدمين بأي شكل من الأشكال.

قصة توزيع الأرباح

بعد أشهر من الانتظار، حصل أخيرا بعض مستخدمي “تويتر” على مكافأة مالية غير متوقعة في حساباتهم، ففي يوم الأمس شارك بعض المشاركين التفاصيل الأولى للمدفوعات التي تلقوها.

الكاتب برايان كراسنستاين، الذي لديه حوالي 750 ألف متابعا، قال إن “تويتر” دفع له أكثر من 24 ألف دولار، وزعم مبدع آخر يُدعى SK، ولديه نحو 230 ألف متابعا، أنه حصل على 2236 دولارا، بينما قال المعلق السياسي بيني جونسون، الذي لديه 1.7 مليون متابع، أنه تلقى ما يقرب من 10 آلاف دولار، وفي هذا السياق، قالت “تويتر” إنها سترسل الدفعة الأولى من المدفوعات خلال الـ 72 ساعة المقبلة، وفقا لتقرير من موقع “Techcrunch” التقني.

على يبدو أن المبالغ التي تلقوها قد تراكمت منذ شباط/فبراير، وفقا لتغريدة نشرها ماسك يوم الخميس، ويأمل أن يشجع الميزة الجديدة لمشاركة الإيرادات المزيد من الأشخاص على الانضمام إلى طبقة “تويتر بلو” والمستندة إلى الاشتراك – وهي شرط للبرنامج خاصة المستخدمين ذوي الشهرة الكبيرة، والذين لديهم عدد كبير من المتابعين، والذين رفضوا التسجيل بعد أن أزال ماسك شارة التحقق الزرقاء في إطار إصلاح نظام التحقق في وقت سابق من هذا العام.

شروط وقواعد

لكي تكون مؤهلا للحصول على مدفوعات ميزة مشاركة الإيرادات في “تويتر”، تحتاج إلى الاشتراك في “تويتر بلو” أو المؤسسات الموثقة من قبل المنصة، وأن يكون لديك ما لا يقل عن 5 ملايين مشاهدة على منشوراتك في كل من آخر 3 أشهر، وأن تجتاز المراجعة البشرية لمعايير تحقيق الدخل للمبدعين، كما أنك بحاجة إلى حساب “Stripe” للمدفوعات.

محاولات ماسك

تأتي المدفوعات الأولى في وقت تحاول فيه “تويتر” التصدي لمنافسة قوية من “ثريدز”، وهو التطبيق الجديد المنافس الذي أطلقه شركة “ميتا” الأسبوع الماضي، وبفضل اندماجه مع “إنستغرام”، حصل التطبيق الجديد بالفعل على ما لا يقل عن 100 مليون مستخدم، أي ما يقرب من ثلث حجم مجتمع “تويتر” تقريبا.

رغم ذلك، لا نستطيع إنكار بأن برنامج مشاركة الإيرادات هي مبادرة جديدة وجريئة من قبل “تويتر” لزيادة جاذبية خدمتها الاشتراكية وتحسين علاقتها مع المستخدمين والمنشئين.

كما ويُظهر هذا البرنامج رغبة “تويتر” في التجديد والابتكار في سوق التواصل الاجتماعي المزدحم والمنافس، وأيضا احتراما لجهود وإبداعات المستخدمين والمشاركة في دعم دخلهم؛ ومع ذلك، فإن هذا البرنامج قد يواجه بعض التحديات والانتقادات، مثل صعوبة التأهيل للاستفادة منه، أو احتمالية التأثير على جودة وحيادية المحتوى، أو ازدياد الترويج للإعلانات على حساب التفاعل الطبيعي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات