استمع إلى المقال

خلال الأشهر القليلة الماضية، ارتفعت قيمة “البيتكوين” بشكل كبير، وختمتها هذا الأسبوع بتسجيل أرقام قياسية، لكن ما الأسباب التي أدت إلى حدوث ذلك، وهل لشركة “BlackRock” علاقة بالموضوع.

بالرغم من التدقيق التنظيمي الأميركي المشدد على قطاع الأصول الرقمية، سجلت “البيتكوين”، أكبر عملة مشفرة في العالم، أعلى مستوى في أكثر من عام، متوجة أسبوعا من المكاسب.

هذه المكاسب تحققت بمساعدة جزئية من خطط شركة “BlackRock” التي صدمت العالم المالي بتقديمها طلبا لإنشاء صندوق التداول الفوري لعملة “البيتكوين” في البورصة (ETF) بعد سنوات من رفض الإستراتيجية من قبل لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية.

“البيتكوين” ترتفع بسبب الأخبار

سابقا، لم توافق الجهة المنظمة الأميركية على أي طلبات لإنشاء صندوق التداول الفوري لعملة “البيتكوين” في البورصة (ETF)، ورفضت في العام الماضي طلب شركة “Grayscale” لتحويل أداتها المالية (Grayscale Bitcoin Trust) إلى صندوق تداول فوري لعملة “البيتكوين” في البورصة (ETF).

لكن في وقت سابق من هذا الشهر، تقدمت شركة “BlackRock”، أكبر مدير للأصول في العالم، بطلب لإطلاق “iShares Bitcoin Trust”، وهو صندوق التداول الفوري لعملة “البيتكوين” في البورصة (ETF).

الطلب المفاجئ جاء في أعقاب الدعوى القضائية التي رفعتها لجنة الأوراق المالية والبورصات ضد “بينانس” و”كوين بيس”، مما جعل توقيت شراكة “BlackRock” مع “كوين بيس” والطلب أكثر غرابة.

بصفتها أكبر مدير للأصول في العالم، تضفي “BlackRock” الشرعية التي تحتاج إليها عملة “البيتكوين”.

من شأن صندوق التداول الفوري لعملة “البيتكوين” في البورصة (ETF) أن يتتبع سعر السوق الأساسي للعملة المشفرة، الأمر الذي يمنح المستثمرين إمكانية التعامل بها دون شرائها مباشرة.

بحسب الطلب، فإن مقتنيات الصندوق تكون بعهدة منصة “كوين بيس” كحافظة لها، إلى جانب أنه يسمح للمستثمرين المؤسسيين بالاستثمار في العملة المشفرة، حيث أن فئة الأصول هذه تخضع لتدقيق تنظيمي مكثف.

كما أعلنت منصة العملات المشفرة “EDX Markets“، المدعومة من قبل شركات الاستثمار “Charles Schwab” و”Fidelity” و”Citadel Securities”، في وقت سابق من هذا الأسبوع أنها تسمح بالتداول على بعض العملات المشفرة.

منذ تقديم “BlackRock” لطلب إطلاق صندوق التداول الفوري لعملة “البيتكوين” في البورصة (ETF)، اكتسبت أكبر عملة مشفرة في العالم زيادة بنحو 25 بالمئة من حيث القيمة، وارتفعت إلى 31458 دولارا، وهو أعلى مستوى منذ 7 حزيران/يونيو 2022، وكان آخر ارتفاع بنسبة 3.29 بالمئة عند 30872 دولارا.

الاهتمام يعود من جديد

هذه التحركات أعادت إحياء اهتمام المستثمرين بالعملات المشفرة، التي كانت في حالة ركود بعد سلسلة من انهيار شركات التشفير، بما في ذلك الانهيار المفاجئ لمنصة “FTX” في أواخر العام الماضي.

المشاعر السلبية تجاه العملات المشفرة تفاقمت بعد زيادة التدقيق التنظيمي، بما في ذلك تحرك لجنة الأوراق المالية والبورصات الأميركية هذا الشهر لمقاضاة عمالقة التشفير “بينانس” و”كوين بيس” بدعوى انتهاك قواعدها.

وسط موجة من الاهتمام المؤسسي، تراجعت السلبية التي طغت على العملات المشفرة، حيث أن دعوى لجنة الأوراق المالية والبورصات أوجدت فرصا لدخول اللاعبين الأقوياء المنظمين مثل “BlackRock”. 

بالرغم من الإجراءات الصارمة التنظيمية الأخيرة، اهتمام شركات الاستثمار بالعملات المشفرة يُظهر أن المؤسسات جادة بشأن هذا المجال.

عندما كانت أسعار الفائدة منخفضة، توجه المستثمرون نحو العملات المشفرة، مما دفع السوق إلى ذروة تبلغ 3 تريليونات دولار في عام 2021، لكن المستثمرين توخوا الحذر مع ارتفاع أسعار الفائدة، حيث تبلغ القيمة السوقية الآن نحو 1.24 تريليون دولار.

في الختام، الحملة التي تشنها لجنة الأوراق المالية والبورصات قد تكون مفيدة لعملة “البيتكوين”، التي تعتبر بشكل عام سلعة وليست ورقة مالية، وبالتالي فهي خارج اختصاص اللجنة، مما قد يعزز جاذبيتها للمستثمرين.