استمع إلى المقال

لا شك في أن أدوات المطبخ المتصلة بالشبكة اللاسلكية كافحت خلال السنوات السابقة لإثبات قيمتها، لكن هل يساعد تطبيق “سامسونج” الجديد في تحقيق إمكانات الطهي المتصل بالشبكة اللاسلكية، وهل “Samsung Food” يدخل عصرا جديدا للمطبخ الذكي.

منذ عام 2016، تحاول “ٍسامسونج” جعل المطبخ المتصل حقيقية واقعة، حيث أن الطعام وطريقة إعداده أمر أساسي في حياتنا اليومية، لذا أطلقت ثلاجتها الذكية “Family Hub” المزودة بجهاز لوحي يعمل بنظام “أندرويد” في المقدمة مع شاشة اللمس العملاقة بدقة 1080 بكسل.

الآن، اتخذت “سامسونج” خطوة كبيرة في الاتجاه الصحيح بعد الكشف عن تطبيق “Samsung Food” في معرض “IFA 2023” التكنولوجي.

لكن هذه الخطوة الكبيرة لا تتعلق بالتطبيق نفسه المعاد تصميمه وتجديده من تطبيق “Whisk” الذي كان موجودا منذ عام 2013، بل بتوحيد “سامسونج” مع هذا الإصدار الجديد من التطبيق للجوانب المختلفة للطهي الذكي، من ذلك الوصفات وأدوات المطبخ والطعام نفسه.

منصة مدعومة بالذكاء الاصطناعي

من نواح عديدة، يعد “Samsung Food” تتويجا لكل ما عملت “سامسونج” على تحقيقه منذ ظهور تلك الثلاجة الذكية لأول مرة، حيث يعد التطبيق بمثابة مكان مركزي لإدارة الوصفات وخطط الوجبات وقوائم التسوق، كما أنه يتكامل مع منصة المنزل الذكي “SmartThings”، ويتصل بأجهزة “سامسونج” الذكية، مثل هذا الفرن الذكي.

المنصة المخصصة للطعام والوصفات المدعومة بالذكاء الاصطناعي متاحة ب 8 لغات في 104 دولة حول العالم، وتقدم تجارب طعام شاملة من خلال أكثر من 160 ألف وصفة متاحة، وتعمل كمساعد شخصي يساعد المستخدمين على اكتشاف أطباق جديدة وإنشاء خطط وجبات مخصصة وطلب المكونات عبر الإنترنت. 

لتحقيق ذلك، تعتمد “Samsung Food” على قاعدة البيانات الشاملة لمنصة الطعام الذكية “Whisk” التي تستفيد من التكنولوجيا المتقدمة التي تسمى “Food AI”، والتي تقترح وجبات بناء على تفضيلات المستخدم وموسمية الطعام.

عند استخدام التطبيق وتحديد المكونات المطلوبة، فإنه يعطيك العديد من الوصفات التي تستخدم تلك المكونات من مجموعته المكونة من 160 ألف وصفة، ويمنحك خيارات لتخصيص الوصفة لتحقيق التوازن بين أشياء، مثل محتوى السكر أو الدهون، أو جعلها سريعة وسهلة، أو نباتية، أو حتى وصفة مدمجة من خلال إعطائها لمسة مكسيكية.

علاوة على ذلك، يقلل التطبيق من الأمور المزعجة المتمثلة في وضع خطط الوجبات وإنشاء قوائم البقالة وحتى التسوق، حيث يعمل من خلال جمع وصفات الطبخ للأسبوع من أي مكان، مثل موقع الويب أو كتاب الطبخ أو خياراته المضمنة.

بعد ذلك، يحلل الذكاء الاصطناعي الغذائي “Food AI” تلك الوصفات ويوحد تنسيقها وينشئ قوائم التسوق بناء على مكوناتها، بحيث يمكن للمستخدمين طلب المكونات من متجر البقالة ببضع نقرات. هذا التخطيط للوجبات يوفر الوقت والمال للعائلات.

“سامسونج” توحد الجوانب المختلفة

خدمة “سامسونج” تساعد أيضا المستخدمين على التحكم في أجهزة الطهي، مع تقديم إرشادات خطوة بخطوة للطهي والسماح للمستخدمين بمشاركة الوصفات المفضلة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، حيث يعرض التطبيق دليل الطبخ خطوة بخطوة، حيث يزامن إعدادات طهي الطبق لاسلكيا مع فرن “سامسونج” الذكي.

في الوقت الحالي، تعمل منصة “Samsung Food” مع جهاز واحد فقط، وهو فرن الحائط “Samsung Bespoke”، لكن البنية التحتية المتوافقة مع أجهزة متعددة قادمة عبر العديد من العلامات التجارية الكبرى للأجهزة المنافسة.

الفضل في ذلك يرجع إلى دور “سامسونج” كعضو مؤسس في تحالف “HCA” الذي يعمل على جعل الأجهزة الرئيسية من مختلف الشركات المصنعة قابلة للتشغيل البيني، وهي الحلقة المفقودة في المطبخ الذكي، حيث تسمح إمكانية التشغيل البيني للمستخدمين بسهولة بتوصيل أي وصفة يريدونها بأي جهاز ذكي موجود حتى يتخلصوا من عناء الطهي.

عند الإطلاق، تتفاعل “Samsung Food” مع منصة المنزل الذكي من “سامسونج” “SmartThings” للقيام بأشياء، مثل إرسال خطوات الطهي إلى الفرن الذكي المتصل بالشبكة اللاسلكية لتسخينه مسبقا، وضبط درجات الحرارة أثناء مراحل الطهي، وضبط الوقت المناسب للمستخدم.

حتى الآن، كان المطبخ الذكي مرتبط بأجهزة من مصنع واحد أو يقتصر على جهاز واحد، لكن بدأنا الآن نرى قابلية التشغيل البيني بينهما، حيث بدأت الأجزاء المتباينة من المطبخ المتصل، التخطيط والتسوق والتحضير والطهي، تجتمع معا، وأصبحت إمكانات المطبخ الذكي أكثر وضوحا.

كما أن إمكانية إضافة الذكاء الاصطناعي التوليدي للمزيد من المنفعة إلى المطبخ الذكي موجودة أيضا، حيث هناك المزيد من الميزات قيد التنفيذ، بما في ذلك، التكامل مع “Samsung Health” للمساعدة في تصميم خطط الوجبات بناء على عوامل، مثل مؤشر كتلة الجسم وتكوين الجسم واستهلاك السعرات الحرارية.

في العام المقبل، تتيح تقنية “Vision AI” لمنصة “Samsung Food” التعرف على المواد الغذائية والوجبات التي تم تصويرها من خلال الكاميرا وتقديم تفاصيل عنها.

بشكل عام، بالاعتماد على المجموعة الواسعة من أجهزة الطهي وخدمات الطعام المتكاملة، فإن منصة “سامسونج” المسماة “Samsung Food” تستخدم تقنية الذكاء الاصطناعي التوليدي لتجاوز القدرات الحالية وتقديم منصة طعام تتكيف مع احتياجات مستخدميها وأنماط حياتهم.

ختاما، قطع المطبخ الذكي شوطا طويلا بدءا من وضع كاميرا في الثلاجة لمعرفة ما إذا كنت بحاجة لشراء البيض من متجر البقالة وصولا إلى الثلاجة الذكية القادرة على تحليل محتوياتها وتقديم قائمة التسوق وخطط الوجبات تلقائيا دون الحاجة إلى القيام بأي شيء بخلاف طهي الطعام وتناوله.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات