استمع إلى المقال

منذ فترة طويلة، ظهرت الوعود بشأن الحوسبة الكمومية التي لم تتحقق بعد، لكن هل يمكن أن يكون الوصول إلى هذه الوعود المستقبلية قاب قوسين أو أدنى.

في الأشهر القليلة الماضية، أعلنت شركات “إنتل” و”آي بي إم” وغيرهم من الموردين عن تطورات في عالم الحوسبة الكمومية.

على سبيل المثال، كشفت شركة “إنتل” عن رقاقتها المعتمدة على السيليكون “Tunnel Falls” ذات 12 كيوبت، في حين أعلنت شركة “آي بي إم” عن خطط لإطلاق أول مركز بيانات كمومي أوروبي ومنطقة سحابية، وهي خطوة أخرى إلى الأمام بالنسبة للسحابة الكمومية.

في حين أن طفرة الذكاء الاصطناعي قد حجبت الكثير من الأخبار حول التطورات الكمومية في الساحة، يبدو أن المهندسين والعلماء أقرب من أي وقت مضى إلى جعل التكنولوجيا تصبح مفيدة.

لماذا الحوسبة الكمومية ليست قريبة

في غضون السنوات القليلة المقبلة، يأمل العلماء في ظهور نتائج مفيدة. مع ذلك، فإن الخطوة الأكثر أهمية هي النقطة التي يستطيع عندها الحاسوب الكمومي إجراء عملية حسابية غير ممكنة مع أجهزة الحواسيب التقليدية العادية، وربما لا يزال هذا على بعد عشر سنوات.

بطبيعة الحال، هذا التقدير مخصص لجهاز حاسوب كمومي مصمم لمهمة محددة، ويقدر العلماء أن الحاسوب الكمومي العالمي الذي يمكن إعادة برمجته بطريقة مماثلة لأجهزة الحواسيب التقليدية لا يزال على بعد 20 عاما.

الشركات تواصل التطوير

خلال شهر حزيران/يونيو 2023، نشر فريق “آي بي إم” نتائج تظهر تفوق الحوسبة الكمومية على الحوسبة التقليدية، وتمكن الباحثون من تخفيف الأخطاء وإظهار تفوق المعالج الكمومي “Quantum Eagl” من شركة “آي بي إم” على عمليات المحاكاة التقليدية.

في حين خطت شركة “إنتل” خطوة إلى الأمام مع “Tunnel Falls”، وهي شريحة سيليكون بسعة 12 كيوبت، التي سيتم إتاحتها لمجتمع الأبحاث الكمومية، حيث تهدف الشركة إلى بناء نظام حوسبة كموميي تجاري متكامل.

نشر الحوسبة الكمومية على نطاق واسع

الشركة الناشئة المتخصصة في أجهزة وبرمجيات الحوسبة الكمومية “IonQ” تدعي أننا نقترب من نشر الحوسبة الكمومية على نطاق واسع للمؤسسات، حيث أنها كشفت عن نموذجين مثبتين على حامل يمكن نشرهما محليا.

هذه الشركة بنت الجيل الرابع من “AQ35 IonQ Forte Enterprise” والجيل الخامس من “AQ64 IonQ Tempo”، وكلاهما مصمم للنشر في مراكز البيانات الخاصة بالمؤسسات والحكومات، كما يقال أيضا إنها تنشر جهازي حاسوبين كمومين في القوات الجوية الأميركية.

أثناء الكشف عن هذين النموذجين، أوضحت “IonQ” أن أجهزة الحواسيب الكمومية قيد الاستخدام من قبل الشركات لمعالجة أعباء عمل التعلم الآلي، وأضافت أن هذا يشير إلى أننا أقرب بكثير إلى الآلات المتوفرة بسهولة وبأسعار معقولة.

مؤسسو “IonQ” يعتقدون بأن الحوسبة الكمومية على مستوى المؤسسات، حيث يمكن أن تكون شيئا ذا قيمة للمؤسسات، يمكن أن تحدث في السنوات القليلة المقبلة عند بناء أجهزة حواسيب كمومية قوية بما يكفي يمكنها فعل أشياء تواجه أجهزة الحواسيب التقليدية تحديا في القيام بها.

هناك أسباب للاعتقاد بأنه قد يتم نشر الأنظمة في وقت أقرب بكثير، مع حرص الجهات الفاعلة في الصناعة على تقصير وقت طرحها في السوق.

في عام 2022، أعلنت شركة “IonQ” لأول مرة عن حاسوبها الكمومي “Forte Enterprise”، وجعلته متاحا عبر السحابة هذا العام. من المفترض أن يكون نموذج “Forte Enterprise” الجديد متاحا اعتبارا من عام 2024. في الوقت نفسه، يكون نموذج “Tempo” الجديد متاحا في عام 2025.

ختاما، من الواضح أننا ندخل الآن حقبة جديدة من فائدة الحوسبة الكمومية مع أن التطور الكمومي المنشود لا يزال على بعد سنوات، لكن هناك تفاؤل مع خرائط الطريق التي تنتجها شركات، مثل “آي بي إم” و”إنتل” و”جوجل”، كما أن وتيرة الابتكار في المجال الكمومي تفوق وتيرة العقد الماضي، حيث من المتوقع أن يتجاوز التطور الكمومي في السنوات العشر القادمة القرن السابق من الابتكار.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات