استمع إلى المقال

الشركات الصينية تواصل مواجهة اتهامات أميركية بالسرقة والتجسس، وآخرها شركة “ماتسون” لصناعة أشباه الموصلات، لكن هل تستطيع شركة “أبلايد ماتيريالز” إثبات الاتهامات ضد منافسها الصيني.

لطالما اتهم المسؤولون الأميركيون الصين بالضلوع في تجسس الشركات للحصول على أسرار تجارية من شركات التكنولوجيا الغربية، وهي مزاعم نفتها بكين ووصفتها بالافتراء على الإنجاز العلمي المشروع.

للحصول على الخبرة التقنية، اعتمدت الشركات الصينية في الماضي على الاستحواذ على شركات أجنبية ، لكن هذا الأمر أصبح صعبا، حيث شددت الحكومات في جميع أنحاء العالم التدقيق بشأن مثل هذه الصفقات في السنوات الأخيرة.

في عام 2016، عندما كان الاهتمام معدوما بعمليات الاستحواذ الخارجية للشركات الصينية، أعلن مركز الاستثمار في صناعة أشباه الموصلات “دراجون إي تاون” المدعوم من بكين عن شراء “ماتسون”، وهي شركة أميركية يقع مقرها في فريمونت بولاية كاليفورنيا.

اتهامات أميركية للصين بالتجسس

بسبب المحاولات غير القانونية لاستقطاب الموظفين وعمليات النقل السرية لتصميمات معدات أشباه الموصلات، تقاضي شركة “أبلايد ماتيريالز” شركة منافسة صينية لمحاولة سرقة أسرارها الأكثر قيمة لمدة 14 شهرا.

على مدار أكثر من عام بقليل، وظفت “ماتسون” 17 من كبار مهندسي “أبلايد ماتيريالز”، أكبر مورد في الولايات المتحدة لمعدات صناعة الرقائق.

هؤلاء المهندسين كانوا مطلعين على المعلومات الحساسة، مثل عمليات صناعة الرقائق وخريطة طريق التكنولوجيا للشركة، حيث تحتوي العديد من هذه المستندات على أسرار تجارية وخبرات تقنية من شأنها أن تمنح “ماتسون” سنوات من الميزة التنافسية في مسارها التكنولوجي وتطورها.

الدعوى القضائية ضد “ماتسون” رُفعت في عام 2022 وكذلك أحدث موظف غادر الشركة، كانفنغ كين لاي، الذي قالت “أبلايد ماتيريالز”، “إنه قدم أخيرا أدلة ملموسة على التجسس”.

في شكواها، عرضت “أبلايد ماتيريالز” ما وصفته بأنه تفاصيل غير عادية وظروف مشابهة بشكل مثير للريبة حول رحيل الموظفين الرئيسيين، بما في ذلك مسح معظم الموظفين المغادرين للهواتف المقدمة من الشركة.

كما رفض الموظفون الكشف عن صاحب العمل الجديد، أو كذبوا في بعض الحالات، حيث قام أحد الموظفين المغادرين بتحديث حسابه عبر “لينكدإن” بمعلومات توظيف جديدة مزيفة مؤقتا.

في حالة لاي، وصفت “أبلايد ماتيريالز” كيف حاول تنزيل المعلومات على قرص “USB” بعد يوم من قبول عرض عمل “ماتسون” في شهر شباط/فبراير 2022 الماضي، ومن ثم أرسل كميات من المعلومات عبر البريد الإلكتروني إلى نفسه.

هذه المعلومات المنقولة تضمنت عرضا ثلاثي الأبعاد والأبعاد التفصيلية وتركيبات المواد لنوع جديد من الحجرة أو المفاعل المستخدم في الترسيب، وهي خطوة أساسية تتكرر عدة مرات في عملية تصنيع الرقائق لترسيب أغشية رقيقة من المواد الكيميائية على رقاقة من أجل إنشاء طبقات من المواد العازلة والموصلية.

كشركة رائدة في مجال الترسيب، قالت “أبلايد ماتيريالز”، “الحجرة الجديدة هي الأولى من نوعها وتتيح إنتاج رقائق متقدمة عالية الأداء”.

“ماتسون” تدافع عن نفسها

من جانبها، قالت “ماتسون”، “الادعاءات ليس لها أي أساس، وسيتم حلها لصالحنا. تم تقديم الشكوى في هذه القضية منذ 16 شهرا ولم تتضمن أي دليل يدعم المزاعم ضدنا. ولم يظهر أي دليل منذ ذلك الحين بالرغم من الإجراءات القضائية الصارمة، ولن يظهر أي دليل في المستقبل لأن المزاعم كاذبة “.

في إعلان للمحكمة، اعترف أحدث الموظفين المغادرين، كانفنغ كين لاي، بأنه أرسل مستندات من عنوان بريده الإلكتروني التابع لشركة “أبلايد ماتيريالز” إلى حساب شخصي، لكن للاحتفاظ بتذكارات من إنجازاته.

لاي نفى وجود نية للاستخدام أو الكشف عن أي معلومات سرية تخص شركة “أبلايد ماتيريالز” في وظيفته الجديدة ضمن “ماتسون”، وقال، “لم أستخدم مطلقا أو أفصح عن أي معلومات سرية تخص “أبلايد ماتيريالز” (سواء وردت في المستندات التي أرسلتها إلى نفسي أم لا) خارج الشركة”.

كما اتهمت “أبلايد ماتيريالز” لاي بأخذ خارطة طريقها لمجموعة منتجات الترسيب العازلة لعام 2022 وما بعده، وزعمت أنه حاول إخفاء أفعاله باستخدام مواضيع لا تثير الشك للبريد الإلكتروني، مثل الضرائب و الملاحظات، وكذب في 3 مناسبات منفصلة أثناء مقابلات الاستقالة.

من جانبه، أوضح لاي أن مسؤولياته في “ماتسون” لا علاقة لها بتكنولوجيا منتجات الترسيب العازلة.

بشكل عام، في ظل إدارة ترامب، أطلقت وزارة العدل ما أسمته “مبادرة الصين” للتحقيق في الجرائم المرتبطة بالصين، التي تركز بشكل خاص على تجسس الشركات. لكنها أغلقت البرنامج بعد اتهامها بتأجيج التمييز وفشل عدة قضايا ضد أكاديميين في المحكمة أو سحبها.

في النهاية، الدعوى القضائية مستمرة مع تزايد المخاوف بشأن مدى استعداد الصين للذهاب في هدفها المتمثل في التحايل على العقوبات الأميركية واكتساب القدرات اللازمة لبناء صناعة رقائق على مستوى عالمي.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات