أبل وصحة بطاريات الهواتف المحمولة.. تعمد أم صدفة؟

أبل وصحة بطاريات الهواتف المحمولة.. تعمد أم صدفة؟
استمع إلى المقال

صحة البطارية هي مفهوم أطلقته ونشرته ”أبل“ عبر هواتفها المحمولة وأجهزتها الذكية بشكل عام بعد عام 2020 في تحديث كبير شمل جميع الأجهزة الذكية التي تمتلكها الشركة، وهذا حتى ترضي جماهير الشركة الواسعة وتتجنب الأحكام القضائية. 

الإعلان عن صحة البطارية كان يفترض بأن يكون طريقة لمنع ”أبل“ من العبث في بطاريات الهواتف المحمولة ”آيفون“ وحتى لا تتعمد الشركة إتلاف البطاريات لإجبار المستخدمين للانتقال إلى الأجيال الحديثة من الهاتف، ولكن ما حدث كان عكس ذلك. 

استقبال الجمهور لخاصية صحة البطارية تحول لطريقة من أجل تقييم الهاتف وتقييم حالته بشكل عام، ووجدنا بعض المستخدمين في المنطقة العربية على الأقل يقومون بتغيير هواتفهم لأن صحة البطارية انخفضت، ولكن ماذا عن “أبل” نفسها، هل التزمت الدقة والصحة بعد هذا التحديث، أم استمرت في أساليبها. 

فضيحة “BatteryGate” 

في نهاية عام 2016، بدأ المستخدمون بملاحظة مجموعة من المشاكل والآثار السلبية على هواتفهم بعد تحديثات ”أبل” المستمرة للنظام، وتحديدا تحديث رقم 10.1.1 الذي تسبب في ضرر كبير لبطاريات هواتف ”آيفون 6“ و ”6s”، إذ إنخفضت سعة البطارية القصوى لهذه الهواتف إلى أقل من 30 بالمئة بين ليلة وضحاها. 

”آبل“ بالطبع أنكرت أنها مسؤولة عن هذا التصرف، وقالت بأن هذا مجرد صدفة، ولكن المتضررين اعتمدوا على أدوات الاختبار الخارجية من أجل فحص هواتفهم، وبحسب التقارير التي جائت من هذه الاختبارات، فإن ”أبل“ تعتمد خفض سعة البطاريات. 

بعد الكثير من المداولات في المحاكم، اعترفت ”أبل“ في عام 2020 بأنها تسببت في خفض أداء الهواتف والبطاريات؛ لأنها كانت تخشى على المستخدمين بسبب قدم هواتفهم، وهو ما اعتبرته المحاكم الفيدرالية والأوروبية احتيالا على المستخدمين وأجبرت الشركة على دفع غرامات تصل إلى  500 مليون دولار تقريبا

منذ تلك اللحظة، بدأت ”أبل” بالكشف عن صحة بطاريات هواتفها عبر الواجهة والنظام الخاص بها، وذلك في جميع الأجهزة وليس فقط في هواتف ”آيفون”، وقد ظن الجميع أن أساليب ”آبل” الملتوية مع البطاريات قد انتهت. 

تكرار الأزمة 

التحديث الأخير الذي أرسلته ”أبل“ إلى جميع هواتفها الذكية تسبب في خفض سعة البطارية وتقليل أدائها بشكل كبير، وليس هذا فقط، بل إن التحديث أثّر سلبا على درجات حرارة الهواتف، وأصبحت الهواتف ساخنة للغاية وترتفع درجات حرارتها بشكل كبير دون وجود أي سبب مبرر لذلك، وهذا في جميع الهواتف الذكية، ولكن تحديدا في هواتف ”آيفون 14 برو“ و“آيفون 14 برو ماكس“ اللذين صدرا منذ أقل من عام تقريبا. 

الكثير من المستخدمين حول العالم لاحظوا هذا الأمر، ولاحظوا أيضا أن التحديث الأخير الذي يحمل رقم 16.7 قام بخفض سعة البطارية أكبر وجعل الهواتف أبطأ من السابق، وهو ما أعاد حادثة ”Batterygate“ للذاكرة مجددا. 

في الوقت الحالي، نفت ”أبل“ أن يكون لها أي دور أو سبب في خفض صحة البطارية أو سعتها، وقالت إن السبب الرئيسي يعود لاستخدام ملحقات شحن مختلفة وغير معتمدة من الشركة، وهو ما جعل سعة البطاريات تنخفض بشكل كبير، ولأن الشركة تبيع ملحقات الشحن الخاصة بها بسعر مرتفع للغاية، فإن الكثير من المستخدمين يعتمدون على ملحقات خارجية، وهو ما تستخدمه ”أبل“ لتبرير انخفاض صحة البطاريات. 

”أبل” توقفت عن إرسال هواتفها مع ملحقات شحن داخل العلبة، وذلك من أجل حماية البيئة كما قالت الشركة، ولكنها عوضا عن ذلك بدأت في بيع الملحقات بشكل خارجي دون الاهتمام بالأثر البيئي لمثل هذا التصرف. 

هل تتعمد ”أبل“ إتلاف بطاريات هواتفها؟ 

قصة ”أبل“ والبطاريات ليست وليدة الأمس ولا يمكن اختصارها في صحة البطارية وأداء البطارية فقط، بل إن الشركة ترجع الكثير من القرارت المتعلقة بمواصفات الهاتف إلى الخوف من البطارية، ومن ذلك استخدام سرعات شحن بطيئة وتطوير تقنية شحن لاسلكي خاصة بها ترى الشركة أنها أكثر أمنا. 

سعة بطاريات ”آيفون“ أيضا تأتي أقل من الهواتف المنافسة، وذلك حتى لا تشكل البطارية خطرا على صحة المستخدمين ولتجنب مخاطر الانفجار التي قد تحدث من البطاريات الكبيرة والشحن السريع للغاية. 

لا يمكن الجزم بشكل قاطع أن ”أبل“ تتعمد إتلاف بطاريات هواتفها، ولكن ما يمكن التأكيد عليه هو أن الشركة التي وصلت قيمتها إلى أكثر من تريليون دولار تواجه مشكلة كبيرة مع البطاريات وهي بحاجة للعمل على حلول أكثر ابتكارا لها. 

من غير المنطقي أن يكون الهاتف الرائد الذي يتجاوز سعره 1000 دولار أبطأ في الشحن من ذاك الذي يأتي بسعر اقتصادي للغاية من الشركات المنافسة، ورغم أن سرعات الشحن المرتفعة للغاية مثل 200 واط و 150 واط هي أمر مبالغ فيه للغاية، إلا أن أي سرعة شحن مثل 50 واط أو 40 واط ستكون مناسبة وآمنة حتى تتمكن ”أبل“ من استخدامها، 

ختاما، هل تتكرر أزمة ”Batterygate” وينتصر المستخدمون على الشركة العملاقة، وإذا كان الأمر كذلك، فمتى تتعلم ”أبل“ من أخطائها السابقة. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات