استمع إلى المقال

لا شك في أن إطلاق “أبل” لنظارتها قد يمثل أحد أهم الأخبار في عالم الواقع المختلط لهذا العام، لكن الشركة المصنعة لهواتف “آيفون” لا تسير وحيدة في هذا الطريق، إذ تواصل “ميتا”، الشركة الرائدة حاليا في الواقع الموسع الذي يمزج الواقع المعزز والافتراضي، تحديث أجهزتها، بما في ذلك نظارة “Quest 3” التي لم يتم الإعلان عنها بعد.

هذا الإطلاق قد يؤدي إلى نشوب حرب بين الشركات حول نظارات الرأس، ويمكن لهذه الحرب أن تتواصل بطريقة مماثلة لمعركة “أبل” التي استمرت 15 عاما مع نظام “أندرويد” من “جوجل” في صناعة الهواتف الذكية، لكن السؤال الذي يُطرح في الوقت الحالي، هل نظارة “ميتا” القادمة قادرة على منافسة نظارة “أبل”.

مميزات نظارة “ميتا”

“Quest 3″، التي تحمل الاسم الرمزي “Eureka”، تبدو أخف وزنا وأرق بكثير من “Quest 2” الحالية من عام 2020، كما أن الحزام الذي يوضع على الرأس أقوى قليلا، وتستخدم القماش على الجوانب بدلا من البلاستيك.

النظارة حصلت على واجهة أمامية جديدة تتضمن 2 كاميرا فيديو ملونة تتيح للمستخدم رؤية العالم من حوله، بالإضافة إلى كاميرا قياسية ومستشعر العمق.

الجوانب الأمامية السفلية للنظارة تشتمل على كاميرا تتبع، بينما يحتوي الجزء السفلي على مفتاح تحكم في مستوى الصوت وعجلة لضبط المسافة بين الحدقتين، في حين يظل زر الطاقة ومنفذ USB-C على جانب النظارة.

الوضوح الفعلي وشاشات الواقع الافتراضي داخل “Quest 3” تشابه تلك الموجودة في “Quest 2″،  لكن تمرير الفيديو للواقع المختلط وأداء الجهاز الأسرع شهدا تحسينات كبيرة.

تمرير الفيديو هو أساس الواقع المختلط، ويعتمد على الكاميرات الخارجية للسماح لمرتدي النظارة بمشاهدة بث فيديو مباشر للعالم الحقيقي، مما يخلق تأثيرا واقعيا معززا دون استخدام عدسات شفافة.

بالنظر إلى الكاميرات المزدوجة ذات الألوان، فإن تمرير الفيديو عبر “Quest 3” يقدم ألوانا أكثر دقة مع عرض أقرب إلى الواقع للعالم الحقيقي.

بسبب تضمنها إصدارا من الجيل الثاني من شريحة “Snapdragon XR2” التابعة لشركة “كوالكوم”، فإن سرعة التنقل عبر واجهة “Quest 3” وتشغيل التطبيقات وممارسة الألعاب تحسنت بشكل كبير مقارنة بنظارة “Quest 2”. 

المنافسة بين النظارتين

المواجهة بين “ميتا” و”أبل” قد تظهر في الأشهر القليلة المقبلة، حيث تستعد الأخيرة للكشف عن نظارتها للرأس في 5 حزيران/يونيو المقبل، بينما تخطط “ميتا” للإعلان عن “Quest 3” في شهر تشرين الأول/أكتوبر القادم.

في صناعة الهواتف الذكية، تسيطر “أبل” على قيمة السوق، مع أسعار مرتفعة ونظام بيئي مغلق، في حين يهيمن “أندرويد” على الجزء السفلي من السوق عبر منصة أكثر انفتاحا.

مع نظارات الرأس، فإن “أبل” قد تمتلك على الفور السوق الراقي من خلال جهازها الذي يكلف أكثر من 2000 دولار، لكن “ميتا” تظل مهيمنة في الجزء الأقل تكلفة.

من أجل خدمة المستهلكين الذين لا يستطيعون شراء أفضل نموذج، فإن “ميتا” قد تستفيد حتى من مساعدة “أبل” في الترويج للواقع الموسع.

بالرغم من تطور تمرير الفيديو ضمن “Quest 3″، لكن من المستبعد أن توفر تجربة مماثلة لتجربة نظارة “أبل” المتضمنة عشرات الكاميرات.

كما أن “ميتا” تتميز في الألعاب المصممة للواقع الافتراضي، لكن “أبل” ستحاول تحدي ذلك من خلال إتاحة الوصول إلى مئات الآلاف من تطبيقات “آيباد” وطرح الأدوات التي يمكنها بسهولة تحويل برامج “iOS” و”iPadOS” إلى عناوين “xrOS”.

على عكس نظارة “أبل”، فإن “Quest 3” تفتقر إلى تتبع الوجه والعين. هذا يعني أن النظام لا يستطيع تركيز موارده بدقة أكبر على المكان الذي يبحث فيه المستخدم.

بشكل عام، من الواضح أن نظارة “أبل” أكثر تعقيدا من “Quest 3″، وتستفيد أيضا من تكاملها في نظام الشركة البيئي، لكن نقاط السعر والمحتوى تميل لصالح “ميتا”، وعند أخذ ذلك بالاعتبار، فإن “Quest 3” قد تُحدث بعض الضجيج وقت إصدارها، خاصة وأن الواقع الموسع يأتي في قمة اهتمامات المستهلكين.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات