استمع إلى المقال

في شهر آذار/مارس الماضي، طالبت لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة شركة “بايت دانس” الصينية ببيع حصتها في منصة “تيك توك” أو مواجهة الحظر، وذلك بعد 3 سنوات من المفاوضات. 

خلال الأسبوع التالي، واجه شو زي تشيو، الرئيس التنفيذي لشركة “تيك توك”، استجوابا من قبل أعضاء “الكونغرس” الذين كانوا يستكشفون كيف يمكن أن يشكل التطبيق الصيني تهديدا محتملا للخصوصية والأمن للمستهلكين في الولايات المتحدة. 

في ظل تهديد السياسيين بحظره على مستوى البلاد، برز “تيك توك” باعتباره جزءا من اقتصاد صناع المحتوى، الذي تجاوز 100 مليار دولار سنويا، حيث أنشأ صناع المحتوى شراكات مع العلامات التجارية، ويستخدم أصحاب الأنشطة التجارية الصغيرة الجماهير الكبيرة التي أنشأوها عبر التطبيق للترويج لعملهم وجذب الزيارات إلى مواقعهم عبر الويب.

بحسب البيانات الصادرة في عام 2021، فإن متوسط الدخل السنوي للمؤثر في الولايات المتحدة كان أكثر من 108.000 دولار.

في شهر آب/أغسطس الماضي، وجد استطلاع أجراه مركز “Pew” للأبحاث، أن 67 بالمئة من المراهقين في الولايات المتحدة يستخدمون التطبيق الصيني، حيث استحوذ على قدر متزايد من اهتمام المستهلكين الذين كانوا يقضون وقتا أطول عبر “فيسبوك” و”سناب شات” و”تويتر” و”إنستجرام”.

قد يهمك: “إنستجرام” و”تيك توك”.. بين الأصالة والتسويق

أفول نجم “تيك توك”

مع ضغط “الكونغرس” على التطبيق الصيني، فإن دوره في مستقبل التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة تزعزع، وكذلك استدامة الأنشطة التجارية التي أصبحت تعتمد عليه.

خلال شهر نيسان/أبريل الفائت، وافق المشرعون في مونتانا على مشروع قانون يحظر عرض التطبيق الصيني في الولاية اعتبارا من العام المقبل، بينما حظر “الكونغرس” التطبيق عبر الأجهزة الحكومية، ويحاول بعض المسؤولين الأميركيين حظر استخدامه تماما ما لم تبيع “بايت دانس” حصتها في التطبيق.

كما ألقى البيت الأبيض بثقله وراء مشروع قانون لمجلس الشيوخ من الحزبين يسمى قانون التقييد، الذي يمنح إدارة بايدن سلطة حظر منصات مثل “تيك توك”. 

قد يهمك: السوشيال ميديا في 2023.. ما المتوقع؟

الاتجاه نحو المنصات الأخرى

مع التهديد الذي يلوح في الأفق بفرض حظر على التطبيق الصيني، فمن المتوقع حدوث نزوح جماعي لصناع المحتوى إلى المنصات الأخرى، حيث أن الفراغ الذي قد يتركه حظر التطبيق الصيني من شأنه أن يترك الباب مفتوحا أمام المنافسين الراسخين، مثل “يوتيوب” و”إنستجرام”، خصوصا وأن التطبيقين قاما على مدى سنوات بنسخ التطبيق الصيني وميزاته في محاولة لتكرار بعض سماته الاجتماعية.

النقاش بين السياسيين بشأن حظر “تيك توك” المحتمل يكتسب زخما، نتيجة لذلك يستعد صناع المحتوى لتلك اللحظة عبر توقيع عقود عمل جديدة والتفكير في استراتيجيات خاصة لبناء قاعدة جماهيرية جديدة وتنويع المحتوى من خلال منصات متعددة، مثل “يوتيوب” و”تويتر” و”إنستجرام” والبودكاست والنشرات الإخبارية.

من أجل محاولة ملء الفراغ، فإن الاستعدادات بالنسبة لكبرى شركات التواصل الاجتماعي في الولايات المتحدة متواصلة، حيث تضخ “ميتا” و”سناب” و”يوتيوب” مليارات الدولارات في ميزات الفيديو القصير للتنافس مع التطبيق الصيني.

بحسب البيانات، تحظى مقاطع الفيديو القصيرة بشعبية كبيرة، حيث ارتفع استخدام “Shorts” إلى 50 مليار مشاهدة يوميا، وتحصل “Reels” على 140 مليار تشغيل يوميا، وفي حال غياب التطبيق الصيني، فإن صناع المحتوى والمشاهدين ينتقلون إلى المنصات الأخرى.

ختاما، هناك اختلافات رئيسية بين المنصات، لكن مشاكل “تيك توك” قد تساعد عمالقة التكنولوجيا، حيث يتحرك صناع المحتوى، الذين يشعرون بالقلق بشأن مصدر الدخل، بسرعة لبناء قاعدة جماهير جديدة ضمن المنصات الأخرى في محاولة لاستباق الحظر المحتمل لمنصة “تيك توك”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات