استمع إلى المقال

لم تعد تطبيقات ومنصات السوشيال ميديا مجرد تطبيقات عابرة للاستخدام الشخصي، بل ازدادت أهميتها بشكل كبير، خاصة مع اقتحامها لعالم التسويق والتجارة، ما جعل المنافسة محتدمة بين التطبيقات، فكيف ستكون اتجاهات السوشيال ميديا في عام 2023. 

بعد ظهوره في فترة جائحة “كورونا” وانتشاره على نطاق واسع، يبدو أن تطبيق “كلوب هاوس” في طريقه نحو الاندثار هذا العام، إذ ترجح التوقعات نهاية التطبيق الذي قدم في فترة ما فكرة جديدة نسبيا، واستقبله المستخدمون كتطبيق جديد ومختلف في عالم التواصل الاجتماعي، لكن المنافسة احتدمت مع الوقت مع صعود تطبيقات أخرى قدمت مواصفات مختلف ما جعله ينزوي بشكل كبير.

تقرير لمنصة “هوت سويت” الخاصة بتقديم الخدمات الرقمية وإدارة شبكات التواصل الاجتماعي، تطرق إلى الاتجاهات العالمية التي ستهيمن على التسويق في السوشيال ميديا عبر الإنترنت لعام 2023، وقال إن تطبيق “لينكد أن” بدأ يطرح نفسه بشكل يتجاوز فيه الصورة الأولى التي تأطر فيها كمجرد تطبيق للعمل والوظائف.

التطبيق تحول بشكل ملحوظ إلى منصة شخصية، حتى أن المستخدمين أنفسهم بدأوا يستخدمونه لنشر محتوى قريب مما يتم نشره على “فيسبوك” كالصور الشخصية وسرد القصص والمنشورات العائلية والمواضيع الطويلة والشخصية أو الخاصة، ويدل هذا على تغير في الخوارزمية نفسها يرافقها مجموعة ميزات جديدة في محاولة لجذب الناس للبقاء على المنصة لفترة أطول.

قد بهمك: لماذا تسعى شركات الشرق الأوسط لبناء “التطبيق الفائق”؟ 

ما هو التطبيق المفضل؟

ما يلفت النظر في توقعات هذا العام، أن منصات التواصل الاجتماعي بدأت تستخدم بشكل أقوى في عمليات البحث؛ نظرا إلى اعتمادها من قبل نسبة جيدة من الجيل الجديد، فقد وجد تقرير “هوت سويت” أن عددا إضافيا من مستخدمي الإنترنت الذين تتراوح أعمارهم بين 16 و24 عاما يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي كمحرك للبحث عن العلامات التجارية التي يريدون الشراء منها.

بحسب التوقعات، فإن “إنستجرام” سيستمر بوصفه المفضل لدى العلامات التجارية هذا العام أيضا، إذ صرح 62 بالمئة من مستخدمي التطبيق، بأنهم يستخدمونه للبحث عن العلامات التجارية والمنتجات، وبعده مباشرة يأتي “فيسبوك” بنسبة 55 بالمئة.

وفقا للإحصاءات، لدى “إنستجرام” 1.5 مليار مستخدم نشط يوميا وأكثر من مليارين شهريا، ووصلت ميزة “ريلز” إلى 220 مليون مستخدم بين تموز/يوليو  وتشرين الأول/أكتوبر 2022، إذ يواصل التطبيق الترويج للفيديوهات عبر توصيات الخوارزمية الخاصة به، وتعطى الأولوية لميزة “ريلز” بشكل كبير.

فيما يخص أشهر منصات التواصل الاجتماعي من حيث كثرة الاستخدام  تتصدر “فيسبوك” المنصات مع أكثر من 2.7 مليار مستخدم نشط شهريا، تليها “يوتيوب” مع 2 مليار مستخدم نشط شهريا و”إنستجرام” مع مليار مستخدم نشط شهريا.

عام 2023 سيشهد استمرار هيمنة محتوى الفيديو وزيادة في استهلاك المقاطع القصيرة، وذلك وفقا لدراسة أجرتها شركة “Cisco” المتخصصة في خدمات ومنتجات التكنولوجيا، مبينة أن 82 بالمئة من حركة المرور على الإنترنت على مستوى العالم ستكون عبارة عن محتوى فيديو، مع تحول مزيد من المستهلكين إلى مقاطع الفيديو القصيرة.

توقعات هذا العام. ترجح صعود تطبيق “بي ريل”، وهو تطبيق فرنسي أصدر أواخر عام 2019 وطرح نفسه على أنه حقيقي وبعيد عن التزييف ويحارب إدمان المواقع، واكتسبت فكرته المبتكرة شعبية واسعة وتفاعلا كبيرا بين جيل الشباب واليافعين في أوائل 2022، ليحتل المركز الأول في فئة المنصات الاجتماعية على “متجر أبل”، وبلغ عدد مرات تنزيله ما يقارب 29.5 مليون مرة.

نمو “البودكاست”؟

“بي ريل” يقوم على مبدأ “مرة واحدة في اليوم”، إذ يطلب من المستخدمين مشاركة صورة غير مفلترة أو معدلة ولمجموعة مختارة من الأصدقاء، بحيث تصور ما يفعلونه في هذه اللحظة، لتعرض خلال نافذة مدتها دقيقتان، ويختلف توقيتها من يوم لآخر.

حسب تقرير لموقع “إندبندنت” البريطاني، فإنه رغم أن التطبيق مصمم لمنافسة “إنستجرام”، إلا أن “بي ريل” لا يقدم أيا من ميزات الأخير، إذ يقف في وجه التزييف، فلا فلاتر ولا عمليات تحرير أو تعديل للصورة ولا عداد للمتابعين ولا إعلانات على الإطلاق، إضافة إلى أنه يحارب تأثيرات مواقع التواصل الاجتماعي السلبية وإدمانها.

مراقبون لعمل منصات التواصل الاجتماعي، يعتقدون أن هذا ما يحتاج إليه شباب اليوم، لكنهم غير متأكدين من صدق توقعاتهم في ظل الإدمان الجارف والميل نحو الظهور بأجمل صورة ممكنة حتى لو كانت لا تشبه الحقيقة، وهذا ما لا يوفره “بي ريل” اليوم.

من المتوقع أيضا، أن تستمر منصات السوشيال ميديا في استخدام الفيديو والبث المباشر بكثافة، وخاصة “يوتيوب” و”تيك توك” و”إنستجرام”، حيث تركز على قوة المحتوى المرئي للتفاعل مع العملاء المحتملين.

في هذا العام سيستمر “البودكاست” في النمو كأداة تسويقية للعلامات التجارية من جميع الأحجام، حيث يستخدم 26 بالمئة من صناع المحتوى “البودكاست” للوصول إلى جماهيرهم، بينما تستخدم 25 بالمئة من المؤسسات “البودكاست” لنشر محتواها.

أبحاث “Salesforce”، توقعت أن تزداد في عام 2023 أهمية التسويق عبر البريد الإلكتروني بين الجماهير، خصوصا وأن حجم التسويق عبر البريد الإلكتروني زاد بنسبة 15 بالمئة في عام 2022 ، وهو ما يمثل 80 بالمئة من جميع الرسائل الصادرة.

قد يهمك: الجيل “زد” ودوره المحوري في رقمنة الشرق الأوسط

أسباب استخدام السوشيال ميديا

في عام 2023، سيتم إرسال واستلام 347.3 مليار بريد إلكتروني في المتوسط كل يوم، أي أكثر من 4 ملايين بريد إلكتروني في الثانية، وهي زيادة بنسبة 4.2 بالمئة عن العام السابق، مع استمرار الاتجاه حتى عام 2025 وما بعده، خصوصا وأن مستخدمي البريد الإلكتروني في جميع أنحاء العالم، يزدادون بنسبة 3 بالمئة سنويا.

بحسب استطلاع أنجز من قبل “Data Reportal”، وشمل مستخدمو الإنترنت ممن تتراوح أعمارهم بين 16 و64 عاما، فإن السبب الرئيسي وراء استخدام الأشخاص لوسائل التواصل الاجتماعي، هو البقاء على اتصال مع العائلة والأصدقاء، وذلك بنسبة 47 بالمئة.

الأسباب الرئيسية الأخرى، تشمل ملء وقت الفراغ وذلك بنسبة 35.4 بالمئة، وقراءة القصص الإخبارية بنسبة 34.6 بالمئة، والبحث عن المحتوى بنسبة 30 بالمئة، ورؤية ما يجري الحديث عنه (28.بنسبة  بالمئة، والبحث عن الإلهام بنسبة 27 بالمئة.

البيانات الحديثة تشير، إلى أن 59.3 بالمئة من سكان العالم، يستخدمون منصة وسائط اجتماعية واحدة على الأقل.، في وفت اكتسبت وسائل التواصل الاجتماعي 190 مليون مستخدم جديد في العام الماضي، بما يعادل معدل النمو السنوي 4.2 بالمئة.

بشكل عام، يتواجد الرجال على وسائل التواصل الاجتماعي أكثر من النساء وتشكل الأغلبية لكل منصة باستثناء “سناب شات”، حيث تمثل النساء 53.8 بالكئة من المستخدمين.

بالمحصلة، فإن وسائل التواصل الاجتماعي أو السوشيال ميديا، أمست أداة تسويقية مهمة للشركات، خصوصا وأن أكثر من 80 بالمئة من الشركات تستخدمها للوصول إلى عملائها والتفاعل معهم، وهو ما يعني بما لا يقبل الشك، أن هذا العام سيشهد طفرة قياسية في استخدام منصات السوشبال ميديا.

قد يهمك: صراع الفنانين والذكاء الصنعي.. من المحق؟

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.