استمع إلى المقال

تطبيقات التواصل الاجتماعي أصبحت في السنوات الأخيرة من أكثر الأدوات استخداما على الإنترنت، والأكثر تأثيرا على المجتمعات والأفراد وهذا الشيء لا يمكن إنكاره، وفي هذا الإطار، يتمحور حديث الكثيرين حول تطبيقي “إنستجرام” و”تيك توك”، اللذان يشتهران بأنهما منصات اجتماعية شديدة الشعبية وتُستخدمان بشكل واسع في جميع أنحاء العالم. 

“إنستجرام” تأسست في عام 2010 كتطبيق لمشاركة الصور، في حين أن “تيك توك” تأسست في عام 2016 كتطبيق للفيديو، وبعد سنوات قليلة، أصبحت الاثنتان منصات اجتماعية رائدة في عالم التواصل الاجتماعي، وتستخدمان بشكل واسع من قبل المستخدمين الذين يرغبون في مشاركة الصور والفيديوهات والاتصال بالآخرين.

مع ذلك، يثار الآن العديد من الأسئلة حول اختلاف “إنستجرام” عن “تيك توك”، سواء من حيث ديمغرافية مستخدميهم، أو نوع المحتوى وجودته، وأي من التطبيقات تساعد على التسويق بشكل أوسع، وكيف يمكن للمستخدمين العاديين الاستفادة من هذا النوع من التسويق.

قد يهمك: تيك توك وتغطيتها للأنشطة غير الشرعية

ديمغرافية المستخدمين

في هذا القسم، سنركز على كل ديموغرافية المستخدمين وسلوك المستخدم لمساعدتك على اكتشاف أفضل شبكة وسائط اجتماعية لجمهورك المستهدف.

لدى “تيك توك” مليار مستخدم نشط شهريًا في جميع أنحاء العالم، مقارنة بـ “إنستجرام“، الذي لديه ملياري مستخدم نشط شهريًا. في حين أن “تيك توك” لديه جمهور يتكون بشكل أساسي من مستخدمي جيل Z، فإن “إنستجرام” أكثر شعبية بين جيل الألفية.

يستهدف “تيك توك” جيل الشباب الذي يتكون من مستخدمي الجيل Z. في المقابل، تتكون قاعدة مستخدمي “إنستجرام” بشكل أساسي من جيل الألفية (الجيل Z هو ثاني أكبر فئة عمرية بعد جيل الألفية).

فيما يلي أكبر شرائح الجمهور لـ “تيك توك” و “إنستجرام” بناءً على العمر والجنس وفقا لموقع الاحصائيات لـ “Statista”.

الديمغرافيةتيك توكإنستجرام
العمر-25 بالمئة من المستخدمين تتراوح أعمارهم بين 10 و19 عاما
-22.4 بالمئة من المستخدمين تتراوح أعمارهم بين 20 و29 عاما
-21.7 بالمئة من المستخدمين تتراوح أعمارهم بين 30 و39 عاما
-20.3 بالمئة من المستخدمين تتراوح أعمارهم بين 40 و49عاما
-31.7 بالمئة من المستخدمين تتراوح أعمارهم بين 25 و34 عاما
-30.2 بالمئة من المستخدمين تتراوح أعمارهم بين 18 و24 عاما
-15.8 بالمئة من المستخدمين تتراوح أعمارهم بين 35 و44 عاما
-8.9 بالمئة من المستخدمين تتراوح أعمارهم بين 13 و17 عاما
الجنس-57 بالمئة من المستخدمين من النساء
-43 بالمئة من المستخدمين هم من الرجال
-50.7 بالمئة من المستخدمين من رجال
-49.3 بالمئة من المستخدمين من النساء

سلوك المستخدمين

يتم استخدام منصة “تيك توك” بشكل رئيسي لأغراض الترفيه، حيث يمكن للمستخدمين مشاهدة مقاطع فيديو مضحكة عشوائية، مع بعض البرامج التعليمية القصيرة، وبالمقابل، تعد منصة “إنستجرام” المفضلة للمستخدمين للتواصل مع أصدقائهم ومتابعة المؤثرين والعلامات التجارية المفضلة لديهم والكثير من القنوات التعليمية.

منصة “تيك توك” تتميز بتفاعل المستخدمين وتعاونهم فيما بينهم، حيث يمكن للأشخاص إنشاء ثنائيات مع بعضهم البعض والمشاركة في الاتجاهات والتحديات التي اشتهرت بها المنصة، ولكن بعض هذه التحديات لاقت استهجانا كبيرا من قبل الآباء حول العالم بسبب مخاطرها، ومنها على سبيل المثال، تحدي الإغماء، والذي تحدثنا عنه وعن غيره من مخاطر تطبيق “تيك توك” بشكل مفصل من خلال تقرير تم نشره على موقع ” إكسڤار” بتاريخ 10 آب/أغسطس من العام الماضي، بعنوان “الخوارزمية القاتلة.. تيك توك يخنق الأطفال“.

“تيك توك” يميل بشكل كبير نحو محتوى الفيديو القصير، وغالبا ما يتجه نحو الكوميديا، حيث إن مقاطع الفيديو فيه أقصر وأقل صقلا من منشورات “إنستجرام”، بالإضافة إلى أن “تيك توك”، يعتمد معظم مستخدميه على منشئيهم المفضلين للمحتوى، لأنه لا يشعر العديد من المستخدمين بالراحة في النشر هناك كما يفعلون على “إنستجرام”.

أما بالنسبة لتطبيق “إنستجرام”، فقد نمت شعبية فيديوهات الريلز والقصص، مما يسمح للمستخدمين بنشر تحديثات غير رسمية أكثر تلقائية، ومع ذلك، فإن المنصة لا تزال مكانا للمحتوى المنسّق بشكل جيد وعالي الجودة، ويظل التركيز الرئيسي لـ “إنستجرام” هو نشر الصور الجميلة والمصقولة.

على منصة “إنستجرام”، يشعر الناس براحة أكبر في النشر، حيث أصبح من القاعدة الاجتماعية تحديث أصدقائك بكل ما يحدث في حياتك من خلال منشورات التغذية وقصص.

إنستجرام وتيك توك

أقصى استفادة للتسويق

قد يبدو في البداية أن كلا التطبيقين متشابهين في الأداء، ولكن في حقيقة الأمر إن النظامين الأساسيين لهما اختلافات كثيرة يمكن أن تساعد في عملية التسويق والترويج ومنها.

الفيديو

تطبيق “تيك توك” يقدم إمكانيات تحرير فيديو متنوعة، بما في ذلك عرض لمجموعة واسعة من الموسيقى والملصقات والمؤثرات الصوتية والمرشحات وإمكانيات الشاشة الخضراء وتأثيرات أخرى، أما بالنسبة لتطبيق “إنستجرام”، فهو يحتوي على بعض الميزات القوية أيضا، إلا أنه لا يمكن إضافة التأثيرات إلا قبل إنشاء مقاطع الفيديو.

قد يكون تطبيق “تيك توك” هو تطبيق مستقل يركز فقط على إنشاء الفيديو ومشاركته، ولكن يبقى تطبيق “إنستجرام” الأكثر شمولية لأنه يتضمن إنشاء الفيديو ومشاركته مع ميزات إضافية مثل، فيديو الريلز وIGTV” ” والقصص والتي تُعد جزءا لا يتجزأ من التطبيق، بالإضافة إلى أنه تطبيق مشاركة صور ضخم وهذا ما يساعد على الزيادة في التنوع بالاستخدام.

قد يهمك: تيك توك وانتهاك خصوصية مستخدميها في الولايات المتحدة

التسوق داخل التطبيق

“إنستجرام” تستمد قوتها كمنصة رائدة بفضل توفر خدمات التسوق داخل التطبيق، وعمليات التمرير السريع عبر الريلز و”IGTV” والقصص، والإعلان المتميز عن نظام الدفع لكل نقرة، وأيضا فلاتر الواقع المعزز ذات العلامات التجارية، من جهة أخرى لا تزال “تيك توك” تعمل على استكشاف إمكانياتها في مجال التجارة الإلكترونية داخل التطبيق.

تطبيق “تيك توك” يقدم ميزات مفيدة للمؤثرين مثل الثنائيات والتحديات، بالإضافة إلى تقديم طرق لإنشاء الصوت الأصلي وحفظه وإعادة استخدامه، جميع هذه الأدوات تساعد المؤثرين في انشاء محتواهم بشكل بسيط، وهذا ما يركز عليه التطبيق في محاولاته للتغلب على منافسيه، ومع ذلك، لا يزال “إنستجرام “هو المرشح الأوفر حظا، فبحسب إحصائيات موقع “sproutsocial” فإن 98 بالمئة من المسوّقين يرون أن منصة “إنستجرام” هي الأكثر تأثيرا للتسويق المؤثر.

كما ترون، يتمتع كل من “إنستجرام” و”تيك توك” بفوائد ممتازة للمسوقين، لاستخدام كل منها بشكل فعّال، ستحتاج إلى الاستفادة من نقاط قوتها.

بالنسبة لحملة تستهدف الجيل X وجيل الألفية والجيل Z الأكبر سنا، قد يكون “إنستجرام” هو خيارك الأول، في حين أن الحملة المقررة أن تصل إلى جيل Z مناسبة جدا لتطبيق “تيك توك” إذا كنت تتطلع إلى استخدام مؤثر لربط جهودك الإعلانية، فإن “إنستجرام” هو الخيار الأفضل، لكن “تيك توك” يقدم أيضا العديد من الخيارات الجيدة، وبالطبع لا نستطيع تجاهل ارتباط منصة “إنستجرام” بمنصة “الفيسبوك” مما يساعد ربطهما على المزيد من التسويق والترويج للمنتجات.

إنستجرام وتيك توك

 

أيهما أفضل؟

أن تطبيقي “إنستجرام” و”تيك توك” يمثلان منصتين رائدتين في عالم التواصل الاجتماعي، وقد حقق كل منهما شعبية كبيرة على مستوى العالم.

 “إنستجرام” يشتهر بتوفيره منصة للتواصل الاجتماعي والتسويق الإلكتروني للعلامات التجارية والأفراد على حد سواء، حيث يمكن للمستخدمين نشر المحتوى الذي يتماشى مع اهتماماتهم ومتابعة العلامات التجارية التي يرونها مناسبة لهم.

من ناحية أخرى، فإن “تيك توك” يمثل منصة للفيديوهات القصيرة الترفيهية، وقد حقق شعبية كبيرة خاصة بين الشباب، يمكن للمستخدمين إنشاء مقاطع فيديو قصيرة ومشاركتها مع المتابعين. 

في النهاية من المحتمل أن يتغير مستقبل الإعلان على وسائل التواصل الاجتماعي، وسيؤثر ذلك على طريقة تفاعلنا معه، قد يتم تحويل المزيد من المحتوى إلى مقاطع فيديو قصيرة في السنوات القليلة القادمة بسبب انخفاض فترات الانتباه، إذ يقوم الناس بالتمرير بسرعة، وبالتالي يتعين على المعلنين جذب الانتباه في غضون الثواني الأولى.

لكن تبقى هناك أمور أهم من سرعة التسويق وقوة الترويج بالنسبة للمستخدمين، وهو ما يحتاجه المستخدمون لمشاركة حياتهم واهتماماتهم مع مجتمعاتهم ومحيطهم بشكل آمن، ففي هذه الجزئية لا نستطيع أن ننكر حالات القلق التي أثارها تطبيق “تيك توك” حول المحتوى الذي لا يناسب جميع الفئات العمرية والمخاطر التي قد يتعرض لها مستخدميه، ناهيك عن التحديات التي أودت بحياة الكثير حول العالم، وانتهاكات خصوصية مستخدميه، كل هذه النقاط وغيرها، تدفعنا لتفضيل منصة “إنستجرام” على منصة “تيك توك”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.