استمع إلى المقال

في مسعى لتحقيق طموحاتهما باستكشاف الفضاء، تعاونت وكالة الفضاء الأميركية “ناسا” ووكالة مشاريع البحث المتقدمة للدفاع “داربا” مع شركة لوكهيد مارتن الأميركية، وهي شركة رائدة في مجال الصناعات الجوية والفضائية، لبناء أول صاروخ نووي في المدار.

يطلق على هذا الصاروخ اسم “دراكو”، اختصارا لـ (Demonstration Rocket for Agile Cislunar Operations).

صاروخ “دراكو” يستخدم تقنية جديدة تسمى الدفع النووي الحراري (NTP)، والتي تستخدم مفاعلا نوويا صغيرا لتسخين غاز الهيدروجين وإطلاقه من خلال فوهة لإنتاج دفع قوي، يمكن لهذه التقنية أن تزيد من كفاءة الصاروخ، وتقلل من وقت السفر بين الأرض والمريخ وغيره من الأهداف في الفضاء العميق، ويتوقع أن يكلف المشروع حوالي 500 مليون دولار، وأن يطلق الصاروخ إلى المدار في أواخر عام 2025 أو أوائل عام 2026.

الهدف من هذا المشروع هو إظهار قابلية تقنية الدفع النووي الحراري للتطبيق في المهام المستقبلية، خاصة تلك التي تستهدف المريخ.

حاليا، يستغرق السفر من الأرض إلى المريخ حوالي سبعة أشهر، مما يزيد من التعرض للإشعاعات والمخاطر على صحة رواد الفضاء، وبالإضافة إلى ذلك فإن كمية المعدات والأجهزة العلمية التي يمكن حملها على متن المركبات الفضائية محدودة؛ بسبب قيود الحجم والوزن، باستخدام “دراكو”، يمكن تقصير وقت السفر إلى نصفه تقريبا، وزيادة حمولة المركبات بشكل كبير.

ليس هذا فحسب، بل إن “دراكو” سيساهم أيضا في تحسين قدرات الولايات المتحدة بالتحكم بالأقمار والأجسام في المجال القمري، والذي يُعد مجالا استراتيجيا مهما.

كما سيفتح الصاروخ الجديد آفاقا جديدة للاستكشافات العلمية والتجارية في الفضاء، فعلى سبيل المثال يمكن استخدام “دراكو” لإطلاق مسبارات إلى كوكب عطارد أو الكويكبات أو القمر الأوروبي لكوكب المشتري، أو لنقل المواد والمعدات إلى محطات فضائية أو قواعد قمرية.

“دراكو” يُعد مشروعا طموحا ومبتكرا، ولكنه يواجه أيضا بعض التحديات والمخاوف؛ من بينها، السلامة والأمن النوويان، والتأثير البيئي للإشعاعات، والقانون الدولي للفضاء، والتوازن الاستراتيجي بين الدول.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات