استمع إلى المقال

الروبوتات البشرية تُعتبر من أحدث التطورات في قطاع الروبوتات والذكاء الصنعي، حيث تهدف هذه التقنية إلى تطوير روبوتات قادرة على تفاعل أفضل مع البيئة البشرية وأداء المهام المختلفة التي تتطلب تفاعلا مباشرا مع الإنسان.

الروبوتات البشرية تتميز أيضا بالقدرة على التعلم والتّكيف والتحسين المستمر، حيث يتم استخدام تقنيات الذكاء الصنعي وتعلم الآلة لتطوير قدرات الروبوتات وزيادة كفاءتها في أداء المهام المختلفة.

يمكن استخدام هذه الروبوتات في مجالات مختلفة مثل الطب والرعاية الصحية والتعليم والصناعة والإنتاج والخدمات اللوجستية والإنقاذ وغيرها، حيث يمكن لهذه التقنية أن تساعد على تحسين كفاءة العمل وتقليل الأخطاء وتوفير الوقت والجهد، ومع تطور التقنيات والذكاء الصنعي، فإن الروبوتات البشرية ستصبح أكثر تعقيدا وفعالية ما يجعلها إحدى التقنيات الحيوية في المستقبل.

فما هو تاريخ هذه الروبوتات، وما هي أنواعها والمجالات التي تغزوها تحديدا، وما التحديات والصعوبات التي تواجه تطور هذا القطاع، وإلى أي حدّ يتأثر المجتمع وسوق العمل والاقتصاد بتطور وانتشار هذه الروبوتات.

قد يهمك: تطور الذكاء الصنعي التوليدي.. تحويل الأفكار إلى واقع ملموس

تاريخ الروبوتات البشرية

تاريخ الروبوتات البشرية يعود إلى العديد من الأساطير والقصص الخيالية التي تحدثت عن الإنسان الآلي، ولكن التطور الفعلي للروبوتات البشرية بدأ في القرن العشرين.

في عام 1920، صمم المهندس الكهربائي الأميركي ويليام جراي الروبوت الأول، والذي أطلق عليه اسم “الإنسان الآلي”، والذي كان عبارة عن مجسم بشري الشكل، ويمكنه الحركة بواسطة المحركات الكهربائية.

العام 1950، طور العالم البريطاني غرايم ماكي بمساعدة زملائه الروبوت الأول الذي يمكن برمجته بشكل كامل باستخدام اللغة الإنجليزية.

في عام 2000، تم إطلاق أول روبوت بشري صغير يحمل اسم “ASIMO” من قبل شركة “هوندا” اليابانية، وهو يتميز بالقدرة على السير والرقص والتحرك بشكل طبيعي.

في عام 2010، قامت شركة “بوسطن دايناميكس” الأميركية بإطلاق روبوت “Atlas” الذي يمكنه السير على الأرض ورفع الأشياء وتنفيذ المهام الخطيرة، مما يجعله مثاليا للأعمال الصناعية وعمليات الإنقاذ.

شركة “هوندا” في عام 2015، طورت النموذج الثاني من روبوت “ASIMO”، الذي أصبح قادرا على الكلام والاستجابة للأوامر الصوتية، بالإضافة إلى قدرته على التعرف على الوجوه.

شركة “بوسطن دايناميكس”، قامت في عام 2019 بإطلاق النموذج الرابع من روبوت “Atlas” الذي تميز بالقدرة على تسلّق السلالم والتحرك في الأراضي الوعرة.

في عام 2020، تم إطلاق روبوت “Sophia” الذي تم تطويره بواسطة شركة “هانسون روبوتيكس”، وهو يتميز بالقدرة على التفاعل الاجتماعي والتواصل باللغة.

أنواع الروبوتات البشرية

الروبوتات البشرية يمكن تصنيفها حسب مدى شبهها بالإنسان في شكلها أو حركتها أو سلوكها، ووفقا لهذا التصنيف، يمكن تمييز ثلاثة أنواع رئيسية من هذه الروبوتات.

الروبوتات البشرية الأندرويدية (Androids)

هي الروبوتات التي تحاكي شكل الإنسان بدقة عالية، بما في ذلك الرأس والجسم والأطراف والوجه والشعر والجلد، هذه الروبوتات تستخدم عادة في الترفيه أو التعليم أو البحث.

مثال على هذا النوع هو روبوت “Geminoid” الذي صنعه البروفيسور هيروشي إيشيغورو من جامعة “أوساكا” في اليابان، والذي صممه ليشبه نفسه.

الروبوتات البشرية المتحركة (Bipeds)

هي الروبوتات التي تحاكي حركة الإنسان بالمشي على قدمين، دون أن تشبهه في شكله، وتُستخدم عادة في المجالات التي تتطلب حركة مرنة ومتزنة، مثل الطب أو الصناعة أو الأمن، وكمثال على هذا النوع لدينا الروبوت “Atlas” الذي تحدثنا عنه.

الروبوتات البشرية المختزلة (Anthropomorphic)

هي الروبوتات التي تحاكي بعض جوانب شكل أو حركة أو سلوك الإنسان، دون أن تصل إلى مستوى عال من التشابه، وتستخدم هذه الروبوتات عادة في المجالات التي تتطلب تفاعلا اجتماعيا أو عاطفيا مع الإنسان، مثل رعاية المسنين أو التأهيل أو الترفيه.

مثال على هذا النوع هو روبوت “Ameca” من ابتكار شركة “إنجينيرد آرتس” التي ركزت على تفاعل الإنسان مع الروبوت، بوجوه معبرة تحاكي وجه الإنسان، بالإضافة إلى أن “Ameca” يتواصل باستخدام نموذج لغة “GPT”.

مجالات استخدام الروبوتات البشرية

تتنوع مجالات استخدام هذه الفئة من الروبوتات بشكل واسع، ويمكن استخدامها في العديد من المجالات المختلفة، ومن بين هذه المجالات.

  • المجال الصحي

حيث يتم استخدام هذا النوع من الروبوتات في العديد من المهام المتعلقة بالرعاية الصحية، مثل الجراحة والتشخيص والعلاج الطبيعي والتأهيل والرعاية المنزلية.

  • المجال الصناعي

استخدام الروبوتات البشرية يتم في الصناعات المختلفة، مثل السيارات والإلكترونيات والطيران والبتروكيماويات والغذاء والمشروبات.

  • المجال التجاري

الروبوتات البشرية تستخدم في العديد من المهام المتعلقة بالخدمات التجارية، مثل المطاعم والفنادق والمحلات التجارية والبنوك.

  • المجال التعليمي

هذه الروبوتات تستخدم في المدارس والجامعات والمراكز التدريبية لتقديم الدروس والمساعدة في التعليم.

  • المجال العسكري

استخدام هذه الروبوتات يتم في المهام العسكرية، مثل القتال والأمن والاستطلاع والتخطيط.

  • المجال الفضائي

يتم استخدامها في البحث الفضائي والاستكشاف، وفي صيانة وإصلاح المحطات الفضائية والأقمار الصناعية.

قد يهمك: دور التكنولوجيا في تشخيص ومحاربة السرطان

تحديات تصميم الروبوتات البشرية

تصميم الروبوتات البشرية يواجه العديد من التحديات والصعوبات التي تحتاج إلى تحديد ودراسة الأسباب التي تؤثر فيها، ومن أهم هذه التحديات.

  • التفاعل الإنساني

تصميم الروبوتات البشرية لتتفاعل مع البشر بشكل مجدي، وهذا يحتاج إلى وجود برامج وتقنيات تساعد الروبوتات في التعرف على التفاعل الإنساني.

  • التحكم والسيطرة

يجب أن يتمتع التصميم الخاص بهذه الروبوتات بنظام تحكم وسيطرة دقيق، وذلك حتى لا تتسبب في الإضرار للبشر.

  • التنقل

التصميم الخاص بالروبوتات البشرية يوفر إمكانية التنقل بسهولة وفعالية في البيئات المختلفة، بما في ذلك الأماكن التي يصعب على البشر الوصول إليها.

  • التوافق

يجب أن يتوافق تصميم الخاص بهذه الروبوتات مع نمط الحياة البشرية، وذلك من خلال مراعاة العادات والتقاليد والثقافات الخاصة بالبشر.

  • التحديات التقنية

المصممون يواجهون العديد من التحديات التقنية، مثل تطوير أنظمة استشعار وتحليل البيانات والذكاء الصنعي وتحسين قدرات الروبوتات في القيام بالمهام المتعددة.

  • التحديات القانونية

مصممو هذه الفئة من الروبوتات يواجهون تحديات قانونية، مثل تحديد المسؤولية في حالة وقوع حوادث والحفاظ على الخصوصية والأمان في استخدام الروبوتات.

الروبوتات البشرية

تأثير الروبوتات البشرية على المجتمع.. اقتصاد وسوق العمل

الروبوتات البشرية تستخدم في العديد من القطاعات المختلفة وبشكل واسع النطاق، ولها تأثيرات إيجابية وسلبية على المجتمع، خاصة فيما يتعلق بالاقتصاد وسوق العمل.

من الناحية الإيجابية، تساهم الروبوتات في زيادة الإنتاجية والكفاءة والجودة في العديد من القطاعات، مما يؤدي إلى تحسين المنافسة والابتكار والنمو.

كما تساعد هذه الروبوتات في تخفيف العبء عن العاملين في المهام الشاقة أو المملة أو الخطرة، مما يحسّن من صحتهم وسلامتهم.

 إضافة إلى ذلك، يوفر مثل هذا النوع من الروبوتات فرصا جديدة للتعليم والتدريب والتوظيف في مجالات مرتبطة بالروبوتات، مثل التصميم والبرمجة والصيانة والإشراف.

من الناحية السلبية، تشكل الروبوتات تهديدا لبعض الوظائف التي يمكن أن تحل الروبوتات محلها بسهولة، خاصة في المجالات التي تتطلب مهارات منخفضة أو روتينية.

هذا قد يؤدي إلى زيادة معدلات البطالة والفقر، كما قد يؤثر مثل هذا النوع من الروبوتات على علاقات وقيم المجتمع، حيث قد يشعر بعض الأشخاص بالغيرة أو التهديد أو التحدي من قبل الروبوتات، أو قد يصبحون مدمنين أو معزولين بسبب التفاعل المفرط مع الروبوتات.

لذلك، من المهم للحكومات والشركات والأفراد على حد سواء أن يكونوا على دراية بالفرص والتحديات التي تقدمها الروبوتات، وأن يضعوا سياسات وقوانين وأخلاقيات تضمن استخدامها بطريقة مسؤولة ومستدامة.

الروبوتات البشرية في عصر من التحولات التكنولوجية

الروبوتات البشرية هي المستقبل المنتظر لتكنولوجيا، وهي تقنية متطورة قادرة على تحسين الإنتاجية والجودة وتقليل المخاطر الصحية والبيئية، ولكنها في ذات الوقت قد تؤدي إلى تغييرات جذرية في سوق العمل وزيادة البطالة في بعض القطاعات.

من المهم أن نتابع التطورات التكنولوجية وندرس تأثيرها في المجتمع والاقتصاد، ونبحث عن حلول وتدابير اجتماعية واقتصادية للتعامل مع هذه التحولات، وعلى الشركات والمصنّعين أن يضعوا في الاعتبار آثار استخدام الروبوتات البشرية على المجتمع والعمالة، وأن يضمنوا توفير فرص عمل جديدة وتطوير المهارات اللازمة للعمالة لتحسين قدراتهم وتلبية احتياجات السوق الجديدة.

نعيش في عصر من التحولات التكنولوجية والابتكارات الجديدة، ويجب علينا أن نتعلم كيفية التعامل معها والاستفادة منها بأفضل الطرق الممكنة، لذا، يجب علينا المضي قدما بالبحث والتحليل والابتكار والتطوير لتحقيق مستقبل أفضل وأكثر استدامة لنا جميعا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
5 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات