استمع إلى المقال

مارك زوكربيرج “الحالم الكبير” كما يلقب، يحلم بإنشاء عالم جديد، عالم يتجاوز حدود الواقع، عالم يسمح للناس بالتواصل والتعاون والتعلم واللعب في بيئات افتراضية مذهلة، هذا العالم يسمى “ميتافيرس”.

مارك قام بخطوات كبيرة لإثبات تصميمه على تحقيق حلمه؛ لذلك، قام بتغيير اسم شركته الشهيرة “فيسبوك” إلى “ميتا”، وأعلن عن رؤيته الطموحة لإحداث ثورة في تجربة الإنترنت.

لكن، كما يقول المثل، ليس كل ما يلمع ذهبا، فقد واجه مارك العديد من التحديات والصعوبات في تحويل حلمه إلى حقيقة، إذ تعرض لانتقادات واتهامات من جانب الجهات التنظيمية والمستخدمين والشركاء والمنافسين، الذين اعتبروا أن مشروعه يهدد خصوصية البيانات وأمن المعلومات وحرية التعبير والديمقراطية.

كما تكبد خسائر مالية هائلة في تطوير وإطلاق منصات وأجهزة وبرامج “الميتافيرس”، دون أن يحقق الإقبال أو الإيرادات المتوقعة.

هل سيستطيع مارك إنقاذ مشروعه من الفشل، أم أن “ميتافيرس” سيظل حلما بعيد المنال، هذا ما سنحاول استكشافه في التقرير التالي من خلال قراءة بعض الأرقام حول إيرادات الربع الأول من هذا العام للشركة.

قد يهمك: هل يقضي “ميتافيرس” على شركة “فيسبوك”؟

كابوس الربع الأول

الأزمات في عالم “الميتافيرس” تستمر، الفكرة الرائدة التي كانت تحلم بها شركة “ميتا” تحت قيادة مارك زوكربيرج، ففي تقريرها الأخير عن الأرباح، أعلنت الشركة تراجعها المستمر، وتكبدها خسائر جديدة من استثماراتها في هذا المجال الجديد.

مع تقليص حجم الشركة على وسائل التواصل الاجتماعي بتخفيضات التكاليف، يعمل فريق مختبرات الواقع على بناء تقنيات الواقع المعزز والواقع الافتراضي للميتافيرس المستقبلي، ولكن يبدو أن الأمور لم تسر على ما يرام، حيث سجلت هذه الوحدة خسارة تشغيلية تبلغ 3.99 مليار دولار في الربع الأول.

على الرغم من تحقيق الوحدة إيرادات بقيمة 339 مليون دولار، إلا أن هذا المبلغ يعد ضئيلا بالنسبة لشركة “ميتا” التي تحقق عشرات المليارات من الدولارات في مبيعات الإعلانات، وعلى الرغم من الخسائر المتتالية، إلا أن الشركة استطاعت تقليص الخسائر من 4.28 مليار دولار في الربع السابق إلى 727 مليون دولار في الإيرادات.

ميتافيرس

سلسلة من الانكسارات

في العام الماضي، تكبدت مختبرات الواقع لشركة “ميتا” خسائر تشغيلية تقدر بـ 13.72 مليار دولار على عائدات بلغت 2.16 مليار دولار، وهو دليل على عدم وصول تقنيات الواقع الافتراضي والواقع المعزز للقمة الرائجة.

في هذا السياق، وصف مارك زوكربيرج عام 2023 بأنه “عام الكفاءة” ونفذ مبادرات رئيسية لخفض التكاليف، ومن بينها تسريح حوالي 21.000 موظف تقريبا، ورغم ذلك، ما زالت الشركة تستمر في ضخ مليارات الدولارات في مشروع “ميتافيرس”.

فيما يتراجع اهتمام الجمهور بسماعات رأس الواقع الافتراضي في الولايات المتحدة، إذ انخفضت مبيعاتها بنسبة 2 بالمئة على أساس سنوي، فإن “ميتا” خفضت أسعار سماعات الرأس “Quest 2 VR” و”Quest Pro” في محاولة لتحفيز الطلب، وبالفعل؛ تم تخفيض سعر “Quest 2″ بمقدار 70 دولارا ليباع مقابل 430 دولارا، في حين تم تخفيض سعر”Quest Pro” بمقدار 500 دولار ليباع بـ 1000 دولار.

قد يهمك: ميتافيرس.. واقع بائس يحاول التطلع إلى مستقبل واعد

أحلام زوكربيرغ إلى أين؟

بشكل عام، يواجه عالم التكنولوجيا والواقع الافتراضي تحديات كبيرة في الفترة الحالية، ويتجلى ذلك بشكل خاص في الخسائر التي تكبدتها مختبرات الواقع في شركة “ميتا” العام الماضي؛ واستمرارها حتى الربع الأول من هذا العام.

على الرغم من تحدياتها الحالية، فإن شركة “ميتا” تبذل قصارى جهدها لتحسين أدائها وزيادة قدراتها في السوق، وذلك وسط مخاوف حول زيادة عمليات طرد الموظفين تحت شعار “خفض التكاليف”، ومحاولات أخرى مثل تحفيز الطلب على منتجاتها.

لا يمكن إنكار أن سوق سماعات رأس الواقع الافتراضي يواجه تحديات كبيرة أيضا، ولكن “ميتا” تأمل في أن يتمكن تخفيض أسعار منتجاتها الجديدة، مثل “Quest 2 VR” و”Quest Pro”، من جذب المزيد من العملاء وتحقيق أرباح أكبر في المستقبل.

في النهاية، يبقى الابتكار والتحديث والتغيير جزءًا أساسيا من عالم التكنولوجيا، ومن خلال العمل الجاد والمستمر، يمكن للشركات المبدعة مثل “ميتا” الاستمرار في تحقيق النجاح والتقدم بهذا المجال المتطور بشكل سريع.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات