استمع إلى المقال

نهاية الأسبوع المنصرم، أوقفت شركة “OpenAI” استخدام بيانات العملاء في عمليات تدريب منتجاتها التي تستخدم الذكاء الصنعي من قبيل “GPT”، فما هو السبب وراء ذلك القرار.

الرئيس التنفيذي لشركة “OpenAI” سام ألتمان، قال في تصريح لشبكة “سي إن بي سي” الأميركية، إن العملاء يريدون من الشركة عدم التدرب على بياناتهم، “لذلك قمنا بتغيير خططنا، ولن نفعل ذلك”. 

بحسب ألتمان، فإن منتجات “OpenAI” لا تتدرب على أي بيانات خارجية على الإطلاق، ولم نقم بذلك منذ فترة من الزمن.

قد يهمك: لماذا تراهن “مايكروسوفت” بمليارات الدولارات على “OpenAI”؟

مشاكل تتعلق بالخصوصية

سياسة الخصوصية وحماية البيانات الجديدة في “OpenAI” تنطبق فقط على العملاء الذين يستخدمون خدمات واجهة برمجة التطبيقات الخاصة بالشركة، وليس على الواجهات الأخرى.

ما يجب ذكره، أن المديرين في كبرى الشركات الإعلامية يهتمون كثيرا بتأثير برنامج “ChatGPT” والبرامج المماثلة على ملكيتهم الفكرية، لذلك اقترح رئيس مجلس إدارة “آياك” باري ديلر، بأن الشركات الإعلامية يمكنها رفع قضاياها إلى المحاكم وربما مقاضاة شركات الذكاء الصنعي بشأن استخدام المحتوى الإبداعي.

المحللون يرون، أن قرار “OpenAI” عدم استخدام معلومات العملاء يرجع لمشاكل الخصوصية التي بدأت بالظهور.

ما يدلل على ذلك، أن “OpenAI” أكدت في أواخر آذار/مارس الماضي، أن خطأ تقنيا تسبب على مدار 9 ساعات في تسريب عناوين سجلات المحادثات لبعض مستخدمي روبوت المحادثة “ChatGPT”.

الأمر لم يتوقف عند بعض عناوين المحادثات فحسب، بل وصل إلى تسريب بعض البيانات المهمة والحساسة للمستخدمين، التي تضمنت بعض أرقام بطاقات الائتمان لمشتركي خدمة “ChatGPT +” المدفوعة التي تقدمها الشركة.

جراء التسريبات حينها، قررت “OpenAI” إيقاف خدمة الروبوت عن العمل وقتئذ، للتحقيق في الأمر ولمحاول إصلاح الخلل، ثم كان الاكتشاف بعدها أن هناك بيانات خاصة أكثر خطورة تسرّبت.

قد يهمك: هل يعيد الذكاء الصنعي أمجاد “مايكروسوفت” ويمنحها التفوق على “جوجل” مجددا؟

تراجع عن القرار؟

بحسب الشركة، فإنه بعد إجراء التحقيق، تبين أنه كان بإمكان بعض المستخدمين رؤية الاسم الأول والأخير لمستخدم آخر نشط، وعنوان بريده الإلكتروني، وعنوان الدفع والأرقام الأربعة الأخيرة فقط من رقم بطاقة الائتمان، بجانب تاريخ انتهاء صلاحيتها.

وفق “OpenAI”، فإن أرقام البطاقات الكاملة لم تُكشف أو تُسرب لحسن الحظ، وأن نسبة المستخدمين الذين تسربت بياناتهم المالية من المشتركين في خدمتها المدفوعة، كانت 1.2 بالمئة فقط. 

كإجراء احترازي، أعلنت الشركة أنها تواصلت مع المستخدمين المتضررين لإخطارهم باحتمال تعرض بيانات بطاقات الدفع الخاصة بهم للتسريب.

بالمجمل، بمكن إرجاع قرار “OpenAI”، إلى مشاكل الخصوصية وما نتج عنها من اسريبات، ناهيك عن عدم رغبة العملاء بتدرب الشركة على بياناتهم، لذلك استجابت الشركة وأوقفت ندريب منتجات الذكاء الصنعي على بيانات العملاء، وبالتالي من المستبعد أن تتراجع الشركة عن قرارها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات