استمع إلى المقال

كجزء من الصراع الدائر بين موسكو ومنظمات المجتمع المدني وحرية التعبير والإعلام، فإن “ويكيبيديا”، الموسوعة الحرة الأشهر عبر الإنترنت، تواجه مشاكل عديدة مع روسيا تتعلق معظمها بالحظر الجزئي الذي فرضه “الكرملين”، مما يحجب العديد من المقالات المتعلقة بمواضيع سياسية واجتماعية مثيرة للجدل.

قد يهمك: الدور الذي لعبته الهواتف المحمولة في الحرب على أوكرانيا

تهديدات جديدة بحجب “ويكيبيديا”

في أحدث التحركات، نقلت وكالة “إنترفاكس” الروسية للأنباء عن وزير الشؤون الرقمية في موسكو ماكسوت شادايف قوله، إن روسيا لم تخطط بعد لحجب الموسوعة ولا توجد مثل هذه الخطط في الوقت الحالي. 

في الوقت نفسه أصدرت محكمة مقاطعة تاجانسكي في موسكو غرامة أخرى ضد مؤسسة “ويكيميديا” المالكة للموسوعة بقيمة 800 ألف روبل (9800 دولار) بسبب عدم حذف مقطع فيديو يروج للسفر مجانا عبر القطار.

بدورها قالت “ويكيميديا”، إن المحتوى الذي اشتكت السلطات منه كان جيد المصدر ويتوافق مع معايير “ويكيبيديا”.

في مطلع نيسان/أبريل الحالي، فرضت محكمة غرامتين بقيمة 2.800.000 روبل (34.400 دولار) على المنظمة غير الربحية. بينما فرضت المحكمة في شهر شباط/فبراير الماضي غرامة قدرها 2 مليون روبل (26.600 دولار) لرفض الموسوعة إزالة مواد تخص 3 وحدات عسكرية روسية، إلى جانب مواد حول العمليات القتالية في أوكرانيا.

قيمة الغرامات العديدة المفروضة على المؤسسة غير الربحية، وصلت في عام 2022 إلى 9 ملايين روبل (110 آلاف دولار). 

ما يمكن قوله، إنه في وقت سابق، دعم رئيس المجلس الرئاسي الروسي لتنمية المجتمع المدني وحقوق الإنسان فاليري فادييف حجب “ويكيبيديا”.

بدورها قالت المؤسسة، إن هذه الغرامات المتكررة هي جزء من جهد مستمر بوساطة موسكو للحد من انتشار المعلومات الموثوقة في البلاد.

قد يهمك: أسباب إخفاق هجمات روسيا السيبرانية على أوكرانيا

المشاكل ليست وليدة الساعة

“ويكيبيديا” تمثل واحدة من المصادر المستقلة القليلة الباقية للمعلومات باللغة الروسية منذ تكثيف حملة القمع الحكومية ضد محتوى الإنترنت بعد الغزو الروسي لأوكرانيا الذي بدأ في 24 شباط/فبىاير 2022.

بالنظر إلى تاريخ الحظر الجزئي الذي فرضته روسيا على “ويكيبيديا” في عام 2015، فإنه يأتي بسياق تشديد قوانين الإعلام وتحديد ما يمكن نشره وما لا يمكن، بما في ذلك تنظيم النشر عبر الإنترنت ومواقع التواصل الاجتماعي. 

بالرغم من أن موسكو تعتبر حظر الموسوعة بمثابة إجراء وقائي للدفاع عن الأمن القومي، إلا أن هناك مخاوف بأن هذا الحظر يمثل تهديدا لحرية التعبير والإعلام في البلاد.

من الجدير بالذكر، أن روسيا رفعت الحظر الجزئي عن “ويكيبيديا” في عام 2020، بعد أن نجح المجتمع المدني والمنظمات الحقوقية بإجبار “الكرملين” على إلغاء الحظر. 

بالرغم من ذلك، فإن هذه المشكلة تظل قائمة حتى الآن، ولا تزال هناك بعض المقالات التي يتم حجبها.

منذ سنوات، سعت روسيا إلى إطلاق موسوعة محلية عبر الإنترنت، دون إحراز الكثير من التقدم، لكن موسكو قالت إن موسوعة “Znanie” قيد التطوير الآن، دون تحديد موعد ظهورها.

من المهم الإشارة إلى أن روسيا ليست الدولة الوحيدة التي تحاول قمع “ويكيبيديا”، حيث حظر الموقع في دول أخرى تنتهج أسلوب تكميم الأفواه وتقييد حرية التعبير، مثل الصين وإيران، وذلك نتيجة تقارير تحتوي على معلومات سياسية واجتماعية لا ترغب بها تلك الدول بأن تظهر للعلن.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات