استمع إلى المقال

“جوجل” محبوب الجميع، وبالأخص الأطفال الذين يسعون للبحث عن إجابات الآلاف من التساؤلات التي تدور في أذهانهم، ويلقون ضالتهم في “جوجل”، فهو بالنسبة لهم يعرف كل شيء، ولكن في بعض الأحيان من الممكن أن تأخذ الأمور منعطفا خاطئا، وينتهي بهم الأمر حيث لا ينبغي أن يكونوا.

شركة “جوجل” واجهت الكثير من الدعاوى حول انتهاك الخصوصية، وحول عرض محتويات غير ملائمة لبعض الفئات العمرية مثل الأطفال والمراهقين.

قوانين لحماية الأطفال

في 16 من شهر شباط/فبراير من العام الماضي، قدّم اثنان من أعضاء “مجلس الشيوخ” مشروع قانون جديد من شأنه أن يمنح المنصات عبر الإنترنت واجب التصرف في مصلحة الأطفال ومنع أو تخفيف مخاطر بعض الأضرار بما في ذلك الانتحار واضطرابات الأكل وتعاطي المخدرات.

تم تقديم قانون سلامة الأطفال على الإنترنت من قبل السيناتور ريتشارد بلومنتال، د- كون، ومارشا بلاكبيرن، آر- تين، على التوالي. مشروع القانون له تأثير كبير على تصميم المنصات التي تصنعها شركات مثل “ميتا”، “سناب”، “جوجل”، “تيك توك”.

بعض الوثائق كشفت أن هذه المنصات لديها تأثير كبير على الأطفال، ووجدت آثارا سلبية على الصحة العقلية لبعض الفتيات المراهقات، وهناك شركات لم تفعل المزيد لتغيير خدماتها بعد نتائج البحث، ومن خلال هذا القانون المخصص لسلامة الأطفال عبر الإنترنت، سيتم الرفع من معايير المنصات عبر الإنترنت التي يتم استخدامها من قبل الأطفال الذين تبلغ أعمارهم 16 عاما أو أقل لحمايتهم بشكل أفضل.

المطلوب من الشركات تنفيذ إجراءات وقائية يمكن للقُصّر أو آبائهم الوصول إليها بسهولة للتحكم في تجربتهم وبياناتهم الشخصية، وسيشمل ذلك إعدادات النظام الأساسي التي تساعدهم على الحدّ من قدرة الآخرين على العثور على القاصرين عبر الإنترنت، وتقييد كمية البيانات التي يمكن جمعها عنهم، والسماح لهم بإلغاء الاشتراك في أنظمة التوصيات الخوارزمية باستخدام بياناتهم والحد من الوقت الذي يقضونه على الإنترنت.

الجدير بالذكر أن مشروع القانون يطلب من المنصات أن تجعل أقوى إصدار من هذه الضمانات هو الإعداد الافتراضي لخدماتها، علاوة على ذلك، سيمنع الخدمات من تشجيع القاصرين على إيقاف عناصر التحكم هذه.

المنصات ستحتاج إلى إصدار تقارير عامة سنوية بناءً على تدقيق مستقل من طرف ثالث لمخاطر الضرر الذي يلحق بالقُصّر على خدماتهم، وسيحتاجون أيضا إلى توفير الوصول إلى البيانات للباحثين الذين تم اختيارهم من قبل الإدارة الوطنية للاتصالات والمعلومات لإجراء أبحاث المصلحة العامة حول الأضرار التي تلحق بالقُّصر عبر الإنترنت.

قد يهمك: جائحة العصر.. ما مخاطر إدمان مواقع التواصل الاجتماعي؟

المخاطر المحدقة بالأطفال

الإنترنت بشكل عام يشكل خطرا على الجميع، لكن الأطفال والمراهقين معرضون للخطر على نحو خاص، من المحتالين عبر الإنترنت إلى منشورات وسائل التواصل الاجتماعي التي تشكل عواقب وخيمة ومكلفة بل ومأساوية، قد يُعرِّض الأطفال أسرهم عن غير قصد لتهديدات الإنترنت، على سبيل المثال، عن طريق تنزيل برامج ضارة بطريق الخطأ، والتي قد تمنح مجرمي الإنترنت إمكانية الوصول إلى الحساب المصرفي لوالديهم أو أي معلومات حساسة أخرى.

هناك الكثير من أنواع المخاطر والتهديدات التي قد يواجهها الأطفال في الاستخدام غير الواعي وغير المراقب للإنترنت ومنها.

وسائط متعددة غير لائقة

أي عملية بحث على “جوجل” قد تظهر نتائج بعيدة بعض الشيء عن المطلوب، وفي حالات كثيرة يتم عرض روابط لمواقع تعرض صور ومقاطع فيديو غير اللائقة (جنسية) وخصوصا للأطفال، أو حتى من المحتمل أن يظهر هذا النوع من المحتوى على منصة “اليوتيوب”، ومن المرجح أن يتم عرض إعلانات غير لائقة أيضا على صفحات البحث أو صفحات المواقع.

التنمر الإلكتروني

90 بالمئة من المراهقين يوافقون بأن التنمر الإلكتروني يمثل المشكلة الأكبر التي تواجههم، ويعتقد 63 بالمئة أن هذه مشكلة خطيرة، ووجد استطلاع للرأي عام 2018 لسلوك الأطفال عبر الإنترنت أن ما يقرب من 60 بالمئة من الأطفال الذين يستخدمون وسائل التواصل الاجتماعي قد شهدوا شكلا من أشكال التّنمر.

وفقا لموقع “enough.org“، إن ما يقرب 47 بالمئة من الشباب جميعها ضحايا للتّنمر عبر الإنترنت. وسائل التواصل الاجتماعي والألعاب عبر الإنترنت هي ساحة اللعب الافتراضية اليوم، وهذه البؤر هي أكثر الأماكن التي يتعرض فيها الأطفال والمراهقون للتّنمر.

الهجمات السيبرانية

غالبا ما يلاحق المحتالون الجنسيون وغيرهم من المحتالين الأطفال على الإنترنت، ويستغلون براءتهم، ونقص إشراف الكبار وإساءة استخدام ثقتهم، يمكن أن يبلغ هذا ذروته في استدراج الأطفال إلى لقاءات شخصية خطيرة.

عادة ما يتربص هؤلاء المحتالون على المواقع التي يتم عرضها بأنها موجهة للفئات العمرية الصغيرة والتي تجذب الأطفال، لا يمكنهم استغلال براءة الأطفال فحسب، بل أيضا استغلال موهبتهم في التخيل، فهناك الكثير من المواقع التي تظهر في محركات البحث، والتي تحاكي نشاطات الأطفال، وتثير رغبتهم في اللعب، وهي في الحقيقة خطاف لجذب الأطفال.

نشر المعلومات الخاصة

الحدود الاجتماعية مفهوم غريب بالنسبة للأطفال، قد ينشرون معلومات شخصية عبر الإنترنت، على سبيل المثال في نشر ملفاتهم الشخصية، والتي لا ينبغي أن تكون علنية، قد يكون هذا أي شيء من صور اللحظات الشخصية المحرجة إلى عناوين منازلهم أو خطط العطلات العائلية.

التصيد

عمليات التصيد الاحتيالي التي تحاول خداع الأشخاص للنقر على الروابط أو المرفقات الضارة، قد يكون من الصعب جدا على الأطفال اكتشافها؛ لأنه في كثير من الأحيان، ستظهر هذه المواقع كأنها ودودة، أو من خلال إعلانات مزيفة على صفحة البحث، والتي تأتي مرفقة بصورة لافتة للأطفال.

تنزيل البرامج الضارة

البرامج الضارة هي برامج كمبيوتر يتم تثبيتها دون إذن الضحية، وتقوم بعمليات ضارة على الكمبيوتر، يتضمن ذلك سرقة المعلومات الشخصية من جهاز الكمبيوتر أو الاستيلاء عليه، غالبا ما يتم خداع الأطفال بكلمات جذابة تحاكي مخيلتهم أو رغباتهم لحضهم على النقر فوق الروابط التي تتضمن أكواد أو برامج ضارة.

تدابير لحماية الأطفال

لمنح الأطفال والمراهقين تجربة أكثر أمانا عبر الإنترنت، قامت “جوجل” بمجموعة من التغييرات في سياساتها ومنتجاتها وتقليل المحتوى غير المناسب الذي ينتهي به الأمر في نتائج البحث، بما في ذلك حظر الإعلانات التي تستهدف الفئة العمرية أقل من 18 عامًا.

شركة “جوجل” طرحت سياسة جديدة ستمكّن أي شخص أقل من 18 عاما، أو أحد الوالدين أو الوصي، من طلب إزالة صورهم من نتائج صور “جوجل” قد لا تؤدي إزالة صورة من البحث إلى إزالتها من الويب، ولكن قد يساعد على منح المزيد من التحكم في صورهم عبر الإنترنت.

كما منعت “جوجل” من عرض الفئات الإعلانية الحساسة للعمر للمراهقين، وحظرت استهداف الإعلانات استنادا إلى العمر أو الجنس أو اهتمامات الأشخاص الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما.

أما بالنسبة لمنصة “يوتيوب”، قامت الشركة بتغيير إعداد التحميل الافتراضي إلى خاص للمستخدمين في الفئة العمرية من 13 إلى 17 عاما، وفي البحث، سيتم تشغيل “البحث الآمن” الذي يساعد على تصفية النتائج عند تمكينه، افتراضيا للمستخدمين الذين سجلوا الدخول، والذين تقل أعمارهم عن 18 عاما.

أن ميزة البحث الآمن قيد التشغيل حاليًا افتراضيًا للمستخدمين جميعهم الذين سجلوا الدخول، والذين تقل أعمارهم عن 13 عاما بالإضافة تم إيقاف تشغيل سجل الموقع، الذي كان إعداد حساب “جوجل”، افتراضيا للمستخدمين الذين تقل أعمارهم عن 18 عاما على الصعيد العالمي دون خيار تشغيله.

تطبيق Family Link

هو تطبيق من “جوجل” يسمح للآباء بمراقبة نشاط هاتف الأطفال، وإدارة التطبيقات التي يمكنهم تنزيلها، وقفل أجهزتهم، وتعيين وقت الشاشة، وتتبع مواقعهم، ويتيح اختيار مواقع الويب التي يمكن للطفل الوصول إليها باستخدام متصفح جوجل كروم، وهو متوفر لأجهزة التي تعمل بنظام “IOS” و “أندرويد”.

قد يهمك: هل تؤذي وسائل التواصل الاجتماعي عقول المراهقين؟

ضبط خاصية البحث الآمن على أجهزة الكمبيوتر

شركة “جوجل” وفّرت خاصية البحث الآمن، والتي تعمل على منع كم كبير من المحتوى السيئ من أن يظهر في نتائج البحث، ولكن يجب الحذر من أن هذه الطريقة لا توفر الأمان الكامل، وذلك بسبب محتوى الإنترنت الضخم، والذي يجعل من الصعب على هذه التقنية ملاحقة وفلترة كل هذا المحتوى، ولكن هذه الأداة تعتبر ميزة مهمة، حيث تحمي أطفالنا من أغلب ما يمكن أن يصادفهم من محتوى إباحي.

في حال استخدام متصفح “جوجل” (كروم)، والذي يجب أن نجعله المتصفح الافتراضي في الكمبيوتر، هذا المتصفح يستخدم “جوجل” في خدمة البحث على نحو تلقائي، ولضبط خاصية البحث الآمن من خلال هذا الرابط.

ونختار خيار تفعيل البحث الآمن، وبهذا نكون قد قمنا بإخفاء المحتوى غير اللائق، مثل المواد الإباحية في عمليات البحث.

ميزة البحث الآمن

الحل الأمثل

الإنترنت يمكن أن يشكل مخاطر جسيمة على الأطفال، وفي الوقت ذاته يمكن أن تفتح لهم أيضا أبوابا من العجائب التي لم تكن الأجيال السابقة حتى تحلم بها، بالرغم من وجود الكثير من الحلول التقنية التي تساعد على حمايتهم من مخاطر الإنترنت، ولكن تبقى الطريقة الأفضل لحماية أطفالنا هي الحوار المفتوح، وأن نكون منفتحين ومستعدين دائما في التحدث مع أطفالنا حول ما يجري في حياتهم عبر الإنترنت وفي الحياة الواقعية، ومشاركتهم كيفية مواجهة مشاكلهم مثل التّنمر الإلكتروني على سبيل المثال وليس الحصر.

من الممكن أن تساعدك برامج الأمن السيبراني والتطبيقات المتخصصة لمراقبة نشاط الأطفال على الإنترنت والهاتف أيضا، ولكن لا شيء سيحل محل حوار مفتوح وصريح، علينا أن نسعى لضمان أمن أطفالنا على الإنترنت حتى يختبروا السعادة والفائدة من عالم الإنترنت وتجنب مخاطره، ولكن أولاً وقبل كل شيء، علينا مشاركة نشاط أطفالنا الرقمية واليومية وتوفير قنوات التواصل معهم على نحو دائم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.