ما وراء مساعي أبل لبناء محرك البحث الخاص بها؟

ما وراء مساعي أبل لبناء محرك البحث الخاص بها؟
استمع إلى المقال

لسنوات طويلة، ظلت الشائعات حول بناء “أبل” لمحرك البحث الخاص بها منتشرة في مختلف بقاع الإنترنت، ورغم أننا حتى اليوم لم نر أي نتائج أولية لمحرك البحث هذا، إلا أن الشائعات تعاود الظهور مجددا عند الحديث عن مشاريع “أبل” المستقبلية. 

“أبل” بالطبع كانت طرفا في القضية المقامة ضد محرك بحث “جوجل” في الوقت الحالي، وهذا لأن “جوجل” هو محرك البحث الرئيسي الذي تستخدمه “أبل” في جميع أجهزتها ولأن القضية المقامة ضد “جوجل” تدعى أن الأخيرة احتكرت سوق الإعلانات في محركات البحث لصالحها، وبحسب المستندات التي ظهرت ضمن هذه القضية، فإن “أبل” أوشكت على شراء “بينغ” منذ عدة سنوات، ولكنها تراجعت في اللحظات الأخيرة.

لماذا تراجعت “أبل” عن شراء محرك بحث “بينغ”، وهل يعني هذا توقف مساعيها عن تطوير محرك بحث خاص بها، ولماذا تحاول الشركة جاهدة تقديم محرك البحث الخاص بها. 

أقدم شائعة عن “أبل” 

شركة “أبل” هي من الشركات التي تجذب الكثير من الشائعات حول مختلف المنتجات التي تقدمها، بداية من هاتف “آيفون” الأسطوري الذي يقاوم السقوط عبر مراوح هوائية وحتى سيارة “أبل” الخرافية التي لم نر أو نسمع عنها شيئا رسميا. 

إلى جانب هذه الشائعات الأسطورية، تقف شائعة محرك بحث “أبل” الخاص كواحدة من أقدم الشائعات التي تدور حول الشركة، إذ يمكن تتبع ظهورها للمرة الأولى في عام 2015 عبر خبر نشرته صحيفة “ديلي ميل” البريطانية.

منذ ذلك الوقت، كان محرك البحث يظهر ويختفي بإستمرار في شائعات “أبل”، ولكن الظهور الأقوى له كان مؤخرا ضمن تبعات قضية “جوجل” الأخيرة التي أظهرت بكل وضوح أن الشركة كانت تسير في طريقها للاستحواذ على محرك بحث “بينغ” التابع لشركة “مايكروسوفت”. 

محرك بحث “بينغ” هو أحد مشاريع “مايكروسوفت” الطموحة لمواجهة إمبراطورية “جوجل” الخارقة، ورغم أن المحرك يمتلك العديد من المزايا، إلا أنه لم يتمكن من جذب المستخدمين إليه، وظلت “جوجل” متربعة على عرش محركات البحث بنسبة تزيد عن 80 بالمئة في عام 2023 ونسبة 9.19 بالمئة من نصيب “بينغ”. 

لماذا ترغب “أبل” في تطوير محرك بحث خاص بها؟ 

الحديث عن محرك بحث “أبل” الخرافي لن يستمر دون محاولة فهم دوافع الشركة في تطوير مثل هذه التقنية واستخدامها، خاصة وأن “جوجل” تستحوذ على غالبية هذا القطاع منذ فترة طويلة لدرجة أصبح من الصعب منافستها. 

في البداية، وبحسب التقارير، فإن “أبل” تدفع 20 مليار دولار سنويا لشركة “جوجل” مقابل استخدام محرك البحث الخاص بها كمحرك بحث رسمي في أجهزتها المختلفة، وهذا العقد يجدد باستمرار فور صدور الأجهزة الجديدة من “أبل”، ولا يشمل التقنيات الجديدة التي قد تطورها “جوجل” مستقبلا. 

لذلك، إن تمكنت “جوجل” من تطوير أداة الذكاء الاصطناعي الخاصة بها بشكل يستبدل محرك البحث، فإن “أبل” وجميع شركات الهواتف المحمولة الأخرى ستحتاج إلى تأسيس صفقة جديدة من أجل الوصول إلى هذه الأدوات الجديدة. 

جانب آخر هو كمية المعلومات والبيانات التي تجمعها “أبل” عن المستخدمين، وبينما ترفض “أبل” ترك شركات الإعلانات الخارجية مثل “جوجل” و”ميتا” تتبع مستخدميها بالكثافة التي ترغب بها هذه الشركات، إلا أنها في النهاية تستطيع استخدام هذه البيانات التي جمعتها لصالحها ولصالح بناء شبكة إعلانية ضخمة توازي حجم شبكة “جوجل” للإعلانات. 

في الآونة الأخيرة، بدأت “أبل” تهتم ببيع الخدمات البرمجية الخاصة بها وتوفير مصادر للدخل لا تعتمد على بيع الأجهزة والمعدات بشكل مباشر، وعند دخولها في قطاع محركات البحث والإعلانات الخاصة به، فإن الشركة قد تولد مصدرا إضافيا للدخول يوازي حجم قطاع الساعات الذكية في الشركة. 

الصفقة التي تمتلكها “أبل” مع “جوجل” مفيدة لكلا الطرفين، إذ تستفيد “أبل” من قدرات محرك البحث الخاص ب”جوجل” وتستفيد الأخيرة من أعداد المستخدمين المهولة التي تمتلكها “أبل”، ورغم أن “جوجل” أصبحت تمتلك قاعدة مستخدمين خاصة بها مع هواتف “أندرويد”، إلا أنه لا غنى عن مستخدمي “أبل”. 

هل تسعى “أبل” لتطوير محرك البحث الخاص بها؟ 

الشائعات تشير إلى نيّة “أبل” لتطوير هذا المحرك، كما أن صفقة “بينغ” التي لم تتم تشير إلى ذلك أيضا، ولكن في النهاية، تظل كلمة المديرين التنفيذيين في الشركة هي الأهم، وبحسب تقرير “بلومبرغ”، فإن الطبقة العليا للمديرين في الشركة لا ترى أهمية لتطوير محرك بحث خاص بها. 

على الأقل هذا يعبر عن وجهة نظر الشركة في وضع محركات البحث الحالية، ولكن قد تعمل الشركة مستقبلا على تطوير نسخ متطورة من آلية البحث دون إطلاق محرك بحث حقيقي كامل، وذلك مثل دمج محرك البحث الخاص بها في آلية “Spotlight” للبحث عن المحتوى في الحواسيب والهواتف ودمجها أيضا مع “سيري” والاستفادة من تقنيات الذكاء الاصطناعي. 

تأكيد إيدي كيو نائب الرئيس التنفيذي للشركة يشير بوضوح إلى ابتعاد “أبل” عن تطوير محرك البحث، ولكن قد تتغير الخطط مستقبلا مع تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي التوليدي، وقد ينجم عن هذا دمج وتكامل بين آليات الذكاء الاصطناعي والمساعد الصوتي الخاص بشركة “أبل”. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات