استمع إلى المقال

شركة “جوجل” بلا شك هي واحدة من أكبر الشركات التكنولوجية في العالم، ولها تأثير هائل على كيفية تواصل الناس وتعلمهم وتسليتهم، “جوجل” (التي كانت تُعرف في البداية باسم Backrub) بدأت كمحرك بحث في عام 1996، حيث بدأ المؤسسان سيرجي برين ولاري بيج رحلتهما من غرفة نوم في جامعة ستانفورد؛ منذ ذلك الحين، وسعت” الشركة نطاق اهتماماتها إلى حد لا يُصدق ربما حتى المؤسسين لم يتخيلوه وقتئذ.

في السنة المالية الأخيرة التي تم الإبلاغ عنها، بلغت إيرادات “جوجل” 279.8 مليار دولار أميركي، حيث تأتي إيرادات “جوجل” في الغالب من الإعلانات من خلال مواقع “جوجل” وشبكتها، ولكن هناك أيضا منصات وأعمال أخرى تظهر تحت اسم “ألفابت” التي تولد دخلا، ففي الربع الثاني من عام 2023، بلغت إيرادات “جوجل” 69.69 مليار دولار، مقارنة بحوالي 62 مليار دولار حصلت عليها في نفس الربع من العام السابق.

لكن كيف يبدو مستقبل عملاق البحث، بحسب اعتراف الرئيس التنفيذي لشركة “جوجل” سوندار بيشاي، تضع الشركة كل بيضها في سلة الذكاء الاصطناعي، وبينما يقتصر فهم غالبية سكان العالم الحالي للذكاء الاصطناعي على روبوتات المحادثة مثل “ChatGPT” أو “جوجل بارد” وحتى نموذج لغة “جوجل BERT” إلى حد ما، فمن الواضح أن الشركات التكنولوجية قد بدأت توا في دخول عالم جديد وأكثر اتساعا، ولكن هل ستكون مجرد تطورات في مجال الذكاء الاصطناعي خلال الـ 25 عاما المقبلة، دعونا نستعرض بعض توقعاتنا لـ 25 عاما المقبلة لشركة “جوجل”، وذلك بعد أن شهدنا 25 عاما مضت من تطورات ومنتجات وإبداعات هذه الشركة في الكثير من المجالات.

أجهزة “جوجل”

بعد بضعة أيام، ستتوفر سلسلة أجهزة “بيكسل 8” من “جوجل” في الأسواق، ومن بينها ساعة “بيسكل “2، على الرغم من وجود الكثير من التسريبات حتى الآن والتي أثيرت حول هذه الأجهزة، إلا أننا نتوقع أن تقوم “جوجل” بالكشف عن ميزات ومواصفات ممتازة لهذه الأجهزة، وبغضون الـ 25 عاما القادمة لابد أن الشركة ستبدع في ميزات هذه الأجهزة، وأن تضع بصمتها في سوق الهواتف الشديد المنافسة.

إضافة إلى هواتف “بيكسل” العادية، ننتظر بشغف معرفة المزيد عن Pixel Fold، الذي يعد أول هاتف قابل للطي من “جوجل”. يعتبر هذا الهاتف مناسبًا، على الرغم من أنه لا يصل إلى مستوى الابتكار الذي تقدمه بعض الشركات الأخرى مثل “سامسونج” في مجال الهواتف القابلة للطي. ولكن هذا الهاتف سيكون أيضًا جميلاً من الناحية التصميمية، مما يعكس الاتجاه الشائع في صناعة الأجهزة القابلة للطي، وذلك بناءً على صورة “جوجل” Pixel Fold.

في الوقت ذاته، يبدو أن مجموعة “جوجل” من الشاشات والسماعات الذكية قد تشهد تطورات وأيضا التخلي عن بعض الميزات. لذا، من الممكن أن نشهد “جوجل” تركز أكثر على المنتجات الرئيسية مثل هواتفها، وربما تقوم بإيقاف خدمات مثل “Nest Secure” و”Dropcam” و”Works with Nest”، على الرغم من استمرار دعم برمجي لبعض الأجهزة القديمة في مجموعة كاميرات Nest الداخلية والخارجية.

عمليات الاستحواذ

باتت عمليات الاستحواذ هي الشغف الرئيسي في عالم التكنولوجيا الحالي، سواء كان ذلك للأفضل أم للأسوأ، فخلال الربع قرن الماضي، قامت “جوجل” بشراء العديد من الشركات التي أصبحت اليوم جزءا لا يتجزأ من هويتها التجارية، مثل “يوتيوب” و “Nest” و “Fitbit” والمزيد.

لم تتوقف “جوجل” هنا، بل استفادت أيضا من فرصة استحواذها على شركة “Motorola Mobility” قبل عقد من الزمن، والتي كانت من كبرى عمليات استحواذ بالنسبة للشركة؛ ولكن للأسف، انتهت هذه الصفقة بخيبة أمل كبيرة عندما تم بيع الشركة لشركة “Lenovo” في وقت لاحق؛ بشكل عام، أصبحت “جوجل” تمتلك اليوم أكثر من 200 شركة، ومن الممكن أن نرى تعزيزا لقبضتها على مجموعة متنوعة من الصناعات في السنوات الخمس والعشرين المقبلة من خلال عمليات شراء إضافية، وليس من المستبعد أن يكون لديها النية في الاستحواذ على شركة ناشئة تعمل على تصنيع سيارات كهربائية لتعزيز جهودها في مجال تطوير السيارات ذاتية القيادة.

من جهة أخرى، قد يصبح التدقيق التنظيمي المتزايد أمرا صعبا على الشركات الكبيرة مثل “جوجل” عندما يتعلق الأمر بالاستحواذ على شركات أخرى؛ لذلك، قد تشهد السنوات الخمس والعشرين المقبلة تراجعا في عدد عمليات الاندماج مقارنة بالربع القرن الماضي.

قفزة كبيرة لـ “أندرويد”

من المستحيل حتى تصور الاتجاه الذي سيتخذه “أندرويد” خلال الـ 25 عاما المقبلة، لكنني نأمل فقط في أن تستمر الشركة في الابتكار والاستمرار فيما نشاهده حاليا مع “أندرويد 14″، يمكن أن تكون معظم هذه التغييرات ذات صلة بالذكاء الاصطناعي، موزعة على بعض من أفضل الميزات التي تتوفر حاليا في أجهزة “بيكسل”.

أحد أهم التحديثات في “أندرويد 14” هو دعم الشاشات المرنة والقابلة للطي، هذا يسمح للمطورين بإنشاء تطبيقات تتكيف مع حجم وشكل الشاشة بسلاسة، وتوفر تجربة مستخدم فريدة ومبتكرة، يمكن للمستخدمين الاستفادة من المزيد من المساحة والوظائف التي توفرها هذه الأجهزة الجديدة.

أخيرا، يقدم “أندرويد 14” مجموعة من التحسينات في واجهة المستخدم والتصميم، بعض من هذه التحسينات تشمل.

الوضع المظلم، والذي يقلل من إجهاد العين، ويوفر طاقة البطارية.

الإشعارات الذكية، والتي تقوم بتصنيف وترتيب الإشعارات بناء على أولوية وسياق المستخدم.

الإجابات الذكية، والتي تقترح ردودا مناسبة على الرسائل والبريد الإلكتروني باستخدام تقنية التعلم الآلي.

الإذن المؤقت، والذي يسمح للمستخدم بإعطاء التطبيقات إذنا مؤقتا للوصول إلى بعض المعلومات أو الموارد، مثل الموقع أو الكاميرا أو الميكروفون.

هذه بعض من الميزات الرائعة التي يقدمها “أندرويد 14″، والتي تجعله نظاما تشغيليا متقدما ومبتكرا، ونحن متحمسون لرؤية ما سيأتي بعد ذلك من “أندرويد” في المستقبل.

المزيد من الذكاء الاصطناعي

مستقبل “جوجل” والذكاء الاصطناعي خلال ال25 عام القادمة هو موضوع مثير للاهتمام والتخيل، “جوجل” هي واحدة من أكبر رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وتستخدمه في مختلف منتجاتها وخدماتها، مثل محرك البحث، والترجمة، والمساعد الشخصي، والسيارات ذاتية القيادة، وغيرها؛ في المستقبل، من المحتمل أن تواصل “جوجل” تطوير تقنيات الذكاء الاصطناعي، وتستفيد منها في حل المشكلات العالمية وتحسين حياة الناس.

بعض التوقعات المحتملة لمستقبل “جوجل” والذكاء الاصطناعي هي.

  • “جوجل” ستصبح أكثر قدرة على فهم نوايا المستخدمين ومصالحهم وسياقاتهم، وستقدم نتائج بحث أكثر دقة وشخصية، كما ستستخدم “جوجل” الذكاء الاصطناعي لإنشاء محتوى جديد ومفيد، مثل مقالات، وفيديوهات، وبودكاست.
  • “جوجل” ستزيد استخدامها للذكاء الاصطناعي في مجالات مثل الصحة، والتعليم، والبيئة، والأمن، وستساعد على تشخيص الأمراض، وإنشاء خطط علاجية، ورصد الأوبئة.، كما ستساهم في تحسين جودة التعليم، وزيادة فرص التعلم المدى الحياة؛ بالإضافة إلى ذلك، ستساعد على حماية البيئة، والحد من التلوث، والتكيف مع التغير المناخي؛ أخيرا، ستساعد على تعزيز الأمن السيبراني، والوقاية من الهجمات، والرد على التهديدات.
  • “جوجل” ستطور تقنيات الذكاء الاصطناعي التي تسمح بالتفاعل الطبيعي بين الإنسان والآلة، حيث ستستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء مساعدين ذكية يمكنهم التحدث بطلاقة بأكثر من لغة، وفهم المشاعر، والإبداع، كما ستستخدم الذكاء الاصطناعي لإنشاء وسائط حسية جديدة، مثل الواقع المعزز، والواقع الافتراضي، والواقع المختلط.

هذه بعض التوقعات المحتملة لمستقبل “جوجل” والذكاء الاصطناعي خلال ال25 عام القادمة؛ بالطبع، هذه التوقعات ليست حقائق مؤكدة، وقد تتغير بحسب التطورات التكنولوجية والاجتماعية والسياسية، لكن ما يبدو واضحا هو أن “جوجل” والذكاء الاصطناعي سيكونان لهما دورا كبيرا في تشكيل المستقبل.

“جوجل” والسيارات ذاتية القيادة

“جوجل” لديها مجموعة متنوعة من المنتجات والخدمات التي تهدف إلى جعل حياة الناس أسهل وأكثر إنتاجية، ومن بين هذه المنتجات، تبرز السيارات ذاتية القيادة، والتي تعتبر واحدة من أكثر المشاريع طموحا وابتكارا في مجال الذكاء الاصطناعي.

السيارات ذاتية القيادة هي تلك التي تستطيع قيادة نفسها دون تدخل بشري، باستخدام مجموعة من الحساسات والكاميرات والخرائط والبرامج للتعرف على البيئة المحيطة بها واتخاذ القرارات المناسبة، هذه السيارات لها العديد من المزايا المحتملة، مثل تحسين سلامة المرور، وتقليل انبعاثات الكربون، وزيادة كفاءة الوقود، وتوفير الوقت والمال للمستخدمين.

“جوجل” بدأت مشروعها في السيارة ذاتية القيادة بالفعل في عام 2009، تحت اسم “جوجل X”، وهو قسم سري للبحث والتطوير، وفي عام 2016، أصبح المشروع شركة مستقلة تابعة لشركة “ألفابت”، وهي شركة الأم لـ “جوجل”، تحت اسم “وايمو” (Waymo)؛ ومنذ ذلك الوقت، قامت “وايمو” بإجراء ملايين الأميال من التجارب على الطرق في عدة مدن أميركية، وأطلقت خدمة سيارات أجرة ذاتية القيادة في فينكس، أريزونا، في عام 2018، كما تعاونت “وايمو” مع شركات أخرى مثل “Fiat Chrysler” و”Jaguar Land Rover” لإنتاج سيارات ذاتية القيادة.

“جوجل” تؤمن بأن السيارات ذاتية القيادة هي المستقبل للنقل، وأنها ستغير حياة الناس للأفضل، كما أنها تهدف إلى جعل هذه التكنولوجيا متاحة للجمهور في أقرب وقت ممكن، ولكنها تواجه أيضا بعض التحديات والعقبات، مثل التشريعات المختلفة، والمخاوف الأخلاقية، والمنافسة من شركات أخرى؛ رغم ذلك، تواصل “جوجل” التطور والابتكار في هذا المجال، بإصرارها على جعل السيارات ذاتية القيادة حقيقة واقعة.

الرحلة القادمة

في ختام هذه الرحلة نحو مستقبل “جوجل” بعد مسيرة استمرت لمدة 25 عاما من الابتكار والتطور، نجد أننا أمام منظر مذهل لشركة تكنولوجية استثنائية، فمنذ بدايتها البسيطة كمحرك بحث في غرفة نوم صغيرة، أحدثت “جوجل” تحولات ثورية في كيفية تفاعل البشر مع التكنولوجيا والمعلومات.

اليوم، بينما ينظر العالم إلى “جوجل” كعملاق تكنولوجي، يضع القادة والمبتكرين داخلها بصماتهم في عالم الذكاء الاصطناعي والأجهزة الذكية وعمليات الاستحواذ، يبدو أن مستقبل الشركة سيستمر في مفاجأتنا ويثير تساؤلاتنا.

ستظل “جوجل” تحديا مستمرا لنفسها، حيث تسعى إلى توسيع نطاق اهتماماتها وابتكار منتجات جديدة؛ لذلك، ستظل في مقدمة الشركات الرائدة التي تشكل مستقبل التكنولوجيا وتأثيرها في حياة البشر، وبينما نستقبل هذا المستقبل بحماس، فإننا نترقب ما ستقدمه “جوجل” لنا في الرحلة القادمة نحو الابتكار والاستدامة وتحقيق الرؤى الجديدة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات