استمع إلى المقال

“جوجل” تُعتبر من الشركات الرائدة في مجال التكنولوجيا والابتكار، حيث تسعى باستمرار لتحسين تجربة المستخدم وتقديم حلول رائدة للاحتياجات الرقمية، وعلى الرغم من هذا التفاني والتطلع الدائم، إلا أنها قامت بإيقاف العديد من تطبيقاتها ومشاريعها على مر السنين.

مشروع “نطاقات جوجل” (Google Domains) على سبيل المثال، هو آخر المشاريع التي قامت “جوجل” بإيقافها، تم إطلاق هذا التطبيق في عام 2014 كبرنامج تجريبي محدود في الولايات المتحدة، وكان الهدف المرجو منه، تسهيل عملية شراء وإدارة نطاقات الإنترنت للأفراد والشركات الصغيرة.

مع ذلك، قررت “جوجل” قبل أسابيع إيقاف الخدمة؛ بسبب تراجع الطلب عليها والمنافسة الشرسة من شركات أخرى مثل “GoDaddy” و”Namecheap”.

“نطاقات جوجل” ليس المشروع الوحيد الذي تم إلغاؤه في مسيرة “جوجل”، فقد شهدت الشركة إيقاف العديد من التطبيقات والمشاريع قبل إطلاقها، مما يثير التساؤل حول التفاصيل لهذه التطبيقات المفقودة.

من بين هذه المشاريع المثيرة التي لم تر النور بعد، تطبيق ملغي يعرف باسم “Bubble Characters”، كان يحمل في طياته وعودا كبيرة للمستخدمين من “جيل Z”، في هذا السياق، دعونا نتعمق في رحلة استكشاف هذا المشروع الغامض، ونحاول كشف الستار عن تفاصيله وما قد يكون مستقبله.

تطبيق محادثة لمستخدمي “الجيل Z”

تقرير صحفي أفاد، بأن “جوجل” قررت التخلي عن خططها لإطلاق تطبيق محادثة للهاتف المحمول يستخدم الذكاء الاصطناعي، والذي كان يستهدف مستخدمي “الجيل Z” بشكل خاص، وكان المشروع قد فقد أولويته في إطار جهود إعادة تنظيم داخلية داخل الشركة العملاقة.

تطبيق “Bubble Characters” كان يضم خيارا من شخصية رقمية متحدثة تستخدم نماذج لغوية كبيرة، وهي مجموعة بيانات ضخمة تستخدم لفهم وإنشاء نص شبيه بالإنسان، وكان التطبيق مصمما لتوفير طريقة أكثر شخصية وتفاعلا لمستخدمي “الجيل Z” للتواصل مع أجهزتهم.

“جوجل” أولت الذكاء الاصطناعي الخاص بها “Bard”، منافس “ChatGPT” كل اهتمامها على حساب هذا التطبيق، وذلك في إطار إعادة تنظيم داخلية كما ادعت الشركة، وهو أحد المشاريع التي تستخدم نفس التقنية التي كان يستخدمها “Bubble Characters”، ويهدف “Bard” إلى توفير محادثات طبيعية وذكية مع المستخدمين عبر منصات مختلفة، وشهدت هذه العملية رحيل بعض المسؤولين الرئيسيين في منظمة “Assistant”، التي كانت تشرف على تطوير “Bubble Characters”.

قرارات “جوجل”

قرارات “جوجل” في إلغاء بعض المشاريع وتطبيقاتها، مثل “نطاقات جوجل” و”Bubble Characters”، تعكس طبيعة الصناعة التكنولوجية الديناميكية التي تعمل فيها الشركة، وقد يكون إلغاء هذه المشاريع نتيجة لتحديات السوق والتغيرات الاستراتيجية أو رغبة “جوجل” في التركيز على المشاريع الأكثر نجاحا وتوافقا مع رؤيتها المستقبلية.

مع ذلك، فإن إلغاء هذه المشاريع لا يشوب “جوجل” بالفشل، بل يعكس التجربة والجرأة في تجربة الأفكار الجديدة والتطور المستمر، إذ قد يكون لإلغاء هذه المشاريع تأثير إيجابي على “جوجل”، حيث يمكنها توجيه مواردها واهتمامها نحو المشاريع التي تعود بأكبر قيمة للمستخدمين وتلبي احتياجاتهم بشكل أفضل.

باختصار، إلغاء المشاريع هو جزء من رحلة الابتكار الطويلة والتجربة المستمرة لشركة “جوجل”. وبينما يمكن أن تكون هناك خيبات أمل بسبب إلغاء بعض المشاريع، فإن هذا يمهد الطريق لتركيز الشركة على المشاريع الأكثر استدامة والقادرة على تحقيق تأثير أكبر في المستقبل.

في نهاية المطاف، فإن تفوق “جوجل” ونجاحها يعتمدان على قدرتها في التكيف مع التغيرات والابتكار، ونحن ننتظر بشوق ما تقدمه الشركة في المستقبل، وكيف ستستمر في تحويل حياتنا الرقمية.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات