استمع إلى المقال

كشف مارك زوكربيرج، الرئيس التنفيذي، في شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي 2021، عن الاسم الجديد للشركة والذي يدعى ميتا (Meta)، وجاء ذلك وقتها ضمن خطط زوكربيرج الطموحة في جلب ما يسمى “الميتاڤيرس”؛ أو الواقع الرقمي البديل إلى الحياة.

وقال زوكربيرج خلال حدث Facebook Connect الذي كشف فيه عن الاسم الجديد بأن التغيير يأتي بعد أن توسّعت نشاطات الشركة كي تشمل ما هو أبعد بكثير من مُُجرد كونها شبكة للتواصل الاجتماعي. كما يأتي الاسم الجديد، Meta كي يُعبّر عن المشروع الأبرز والأكثر طموحًا منذ تأسيس الشركة ميتاڤيرس “Metaverse”.

سهم يتهاوى ومليارات تتلاشى

أفاد تقرير الأرباح ربع السنوية لموقع فيسبوك التابعة لشركة ميتا يوم الأربعاء الماضي عن إحصائية مذهلة حيث يفيد هذا التقرير بأن فيسبوك يخسر مستخدمِيه لأول مرة في تاريخه! نعم، فـ لأول مرة على الإطلاق، يشهد نمو الشركة ركودًا في جميع أنحاء العالم.

ووفقًا لهذا التقرير، فَقَدَ فيسبوك مستخدميه اليوميّين لأول مرة في تاريخه البالغ 18 عامًا، حيث انخفض بحوالي نصف مليون مستخدم في الأشهر الثلاثة الأخيرة من عام 2021، وبلغ 1.93 مليار تسجيل دخول يوميًا. كانت الخسارة أكبر في إفريقيا وأمريكا اللاتينيّة، مما يشير إلى أن سعي الشركة الطويل لإضافة أكبر عدد ممكن من المستخدمين قد بلغ ذروته.

وبالفعل، انخفض سعر سهم ميتا بأكثر من 20 في المائة في التداول بعد ساعات العمل عقب الأخبار، حيث انخفض إلى حوالي 249 دولارًا للسهم الواحد ويهدّد بمحو حوالي 200 مليار دولار من قيمته السوقيّة.

أسباب السقوط المدوّي لسهم ميتا وخسارة مارك زوكربيرج

أشار زوكربيرج بأن السبب الرئيسي وراء تضرر نمو مبيعات الشركة قد تضرر تحديدًا مع اتجاه مستخدمين، لا سيما الشباب، إلى منصات منافسة، وهذا هو سبب أهمية تركيزنا على Reels على المدى الطويل.

 وتواجه ميتا تحديات على جبهات متعددة، منها ازدهار منصة تيك توك المنافس الشرس، وتدقيق المنظمين الفيدراليين والدوليين ممارساتها التجارية للشركة، وبدأت في تحوّل كبير للتركيز على ميتافيرس.

وبالرغم من هذه الأرقام المخيبة للآمال، استمرت مجموعة تطبيقات الشركة، والتي تشمل إنستاغرام وواتساب وماسنجر فيسبوك، في إضافة المستخدمين على نحو متواضع. واستمر عدد الذين يسجلون الدخول شهريًّا إلى فيسبوك في النمو، حتّى مع انخفاض عدد المستخدمين يوميًّا.

أثر خسائر شركة ميتا على مارك زوكربيرج

 كان لهذه الخسائر الفادحة التي تعرضت لها شركة ميتا بين ليلة وضحاها أثر سلبي بالتأكيد على ثروة مارك زوكربيرج، البالغ من العُمر 37 عامًا. فقد هوَت ثروته بنحو 31 مليار دولار دفعة واحدة، وكانت هذه الخسارة المدوّية كفيلةً لإقصائه من بين قائمة أغنى 10 مليارديرات على مستوى العالم، في واقعة تحدث لأول مرة منذ يوليو 2015.

 تُحاكم في كل مكان

تواجه شركة ميتا العديد من التحديات الكبيرة خلال الآونة الأخيرة بسبب البيانات الخاصة بالمستخدمين، بالإضافة إلى تراجع عدد المستخدمين النشطين، لكنها على ما يبدو أمام مشكلة أكبر في الفترة القادمة تهدد كلّ من فيسبوك وإنستاغرام.

وحسب تقرير شركة ميتا السنوي، لوحظ أنها تهدد بإيقاف خدمات كل من فيسبوك وإنستاغرام تحديدًا في منطقة الاتحاد الأوروبي، ويرجع هذا بسبب القوانين الجديدة التي فرضها الاتحاد والتي تلزم ميتا بـمعالجة البيانات على خوادم ومراكز بيانات تتواجد في دولها، وهذا الأمر قد يؤدي في النهاية إلى وقف خدمات الشركة عن تلك المنطقة في حال عدم الرضوخ للقوانين الجديدة.

في أي مكان تقوم ميتا بـمعالجة بيانات مستخدميها؟

تعمل شركة ميتا على معالجة بيانات المستخدمين من فيسبوك وإنستاغرام عبر خوادم ومراكز بيانات في الولايات المتحدة، حيث يوجد هناك مقرها، ورفضت الشركة في وقت سابق فكرة توجّهات شبيهة بالخضوع لرقابة بعض الدول مثل الصين – التي لا تعمل بها تطبيقات الشركة منذ سنوات.

وتعمل ميتا حاليًا على التواصل لاتفاق مع الاتحاد الأوروبي بحيث يتسنّى لها معالجة بيانات مستخدميها بالشكل المعتاد في الولايات المتحدة.

وفي حالة إذا لم يتم الوصول إلى اتفاق يرضي الطرفين، وقتها قد تضّر ميتا إلى إيقاف خدماتها هناك بمختلف أنواعها؛ والتي يأتي في مقدمتها فيسبوك وإنستاغرام.

 في الوقت نفسه، هناك الكثير من الشركات الصغيرة والمتوسطة في الاتحاد الأوروبي، والتي تعوّل خدمات شركة ميتا بهدف الوصول لمستخدميها والتسويق لمنتجاتها، ويستخدم هذه الخدمات ملايين الأشخاص للتواصل فيما بينهم ونشر المحتوى.

وبالتالي في حالة إذا قامت ميتا بإيقاف خدمات فيسبوك وإنستاغرام في الاتحاد الأوروبي بسبب هذه القوانين الجديدة، فإن هذا يمنع الوصول لتلك الخدمات وسيكون بمثابة ضربة موجعة لتلك الأطراف.

كلمة أخيرة:

من المتوقع بأن الأيام القادمة ستكون أيام تيك توك والمنصات الشبيهة على نفس النمط، وقد يخسر فيسبوك المزيد من مستخدميه لا سيما الشباب، إلى منصات منافسة. ولهذا السبب، إن أرادت فيسبوك الاستمرار في ريادة السوشيال ميديا وعدم فقدان مقعدها للمنافسين، التركيز أكثر وأكثر على الفيديوهات من نوعية “Reels”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات