استمع إلى المقال

علاقة إيلون ماسك، مالك “تويتر”، مع الصحافة تشتهر بالعداء، وقد أدت الإجراءات التي اتخذها خلال الأسابيع القليلة الماضية إلى تصعيد الموقف. 

بالنظر إلى أن “تويتر” جعلت التحقق من الحساب متاح للشراء، فقد ترددت المؤسسات الإخبارية والصحفيون الأفراد على حد سواء في المشاركة بنظام الدفع مقابل التحقق من الحساب. 

العديد من وسائل الإعلام، بما في ذلك “واشنطن بوست” و”بوليتيكو” و”فوكس ميديا”، أوضحت أنه ليس لديها نية للدفع للاحتفاظ بعلامات التحقق لمراسليها أو حساباتها الرئيسية. 

بعد إزالة “تويتر” لعلامة التحقق من حساب صحيفة “نيويورك تايمز”، حاول ماسك أن يظهر أن هذا التحرك ليس بثأر شخصي ضد الصحيفة، بل يتعلق بنظام العمل فقط.

قد يهم: ما علاقة إيلون ماسك بالارتفاع المفاجئ لعملة “دوج كوين”؟

ماسك يتسبب بمشكلة جديدة

في رد فعل على تصنيفها بواسطة “تويتر” على أنها وسيلة إعلامية تابعة للولايات المتحدة، أعلنت المؤسسة الإعلامية غير الربحية “الإذاعة الوطنية العامة” (NPR)، أنها لن تستخدم “تويتر” بعد الآن لتوزيع محتواها.

منذ حصولها على هذا التصنيف الذي يشير إلى مشاركة الحكومة في المحتوى التحريري للمنظمة الأميركية، ظل الحساب الرسمي للمؤسسة ممتنعا عن النشر.

بعد الآن، لن تنشر المؤسسة محتوى عبر حساباتها الرسمية البالغ عددها 52 حسابا ضمن “تويتر”، وذلك لأن كل تغريدة تنشر تحمل معها ذلك التصنيف المضلل.

هذه الخطوة تأتي في الوقت الذي وصلت فيه علاقة إيلون ماسك بالصحافة إلى أدنى مستوياتها، وتمثل “الإذاعة الوطنية العامة” المؤسسة الإخبارية الكبرى الأولى التي تنسحب من المنصة.

في أول رد فعل رسمي، قال الرئيس التنفيذي للمؤسسة: “نحن لا ننشر صحافتنا عبر منصات أظهرت اهتمام بتقويض مصداقيتنا وفهم الجمهور لاستقلالنا التحريري.

بحسب المؤسسة، فإن منصة “تويتر” رفضت طلباتها المتكررة لإزالة التصنيف غير الدقيق “وسيلة إعلامية تابعة للدولة”، الذي تغير الآن إلى “وسيلة إعلامية ممولة من الحكومة”.

في رد فعل لاحق قالت “الإذاعة الوطنية العامة” (NPR) إنها لا تزال موجودة عبر منصات التواصل الاجتماعي الأخرى، مع مراجعة ما إذا كان ينبغي توسيع وجودها ليشمل المنصات الخارجية الناشئة.

قد يهمك: الخصوصية في “تويتر” معرضة للخطر.. القصة الكاملة

“الإذاعة الوطنية العامة” ليست الوحيدة

إلى جانب “الإذاعة الوطنية العامة”، فإن “هيئة الإذاعة البريطانية” (BBC) تلقت كذلك تصنيف يشير إلى أنها ممولة من الحكومة، مما دفعها إلى التواصل مباشرة مع ماسك للمطالبة بإزالة التصنيف.

“هيئة الإذاعة البريطانية” اعترضت على التصنيف قائلة إنه مضلل، بينما قال إيلون ماسك إنه كان يحاول توفير أقصى قدر من الشفافية لمستخدمي المنصة

في مقابلة مع “هيئة الإذاعة البريطانية”، أوضح ماسك أن المنصة تريد أن تكون دقيقة، وأنها تنظر في تعديل التصنيف لأن الهدف هو المصداقية والدقة. 

كما تحدث ماسك في المقابلة عن أنه يتابع “هيئة الإذاعة البريطانية” عبر “تويتر” لأنه يعتقد أنها من بين الأقل تحيزا.

لكن من الواضح أن جوهر المشكلة يكمن في علاقة “تويتر” بالأخبار، حيث يدرك ماسك أن جزءا كبيرا من قيمة المنصة يأتي من ارتباطها بالأخبار، سواء كان ذلك بصفتها ناشرة للقصص من المؤسسات الإعلامية العريقة، أو كأداة ترويجية للكتاب المستقلين، أو كمكان للتحديثات الحية والمحادثات حول الموضوعات العاجلة. 

نتيجة لذلك، يبدو من غير المحتمل أن تكون هذه هي المعركة الأخيرة التي نراها بين ماسك ومؤسسة إعلامية معينة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات