استمع إلى المقال

قطاع السيارات في السنوات الأخيرة شهد قفزات كبيرة وتحولات مذهلة، حيث تتجه العديد من البلدان إلى إنهاء عصر السيارات التقليدية التي تعمل بالوقود الأحفوري، والانتقال إلى السيارات الكهربائية التي تستخدم مصادر الطاقة النظيفة والمستدامة.

في هذا السياق، تشهد الولايات المتحدة الأميركية جهودا حثيثة لدعم انتقالها إلى استخدام السيارات الكهربائية، من خلال سلسلة من القوانين والتشريعات التي تعزز استخدام هذه السيارات، وتحد من استخدام السيارات التقليدية. لذا دعونا نستكشف القوانين الأميركية لدعم السيارات الكهربائية، ونتساءل عما إذا كانت نهاية السيارات التقليدية قريبة وهل تمثل السيارات الكهربائية مستقبل النقل المستدام.

قد يهمك: ما التحديات والفرص أمام السيارات الكهربائية؟

مساعي أميركية

بالأمس، اقترحت وكالة حماية البيئة الأميركية معايير جديدة لانبعاثات المركبات، التي قد تؤثر بشكل كبير على صناعة السيارات في الولايات المتحدة.

على الرغم من أن هذه المعايير لا تحظر تماما استخدام المركبات التي تعمل بالوقود الأحفوري، فإنها تهدف إلى دفع صناعة السيارات نحو الاعتماد على المركبات الكهربائية بشكل أكبر، واستهدفت هذه المعايير طرازات 2027 والمركبات الأحدث، وضمنا الشاحنات الخفيفة والسيارات التجارية الثقيلة.

هذه الخطوة قد تساعد على تجنب انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بحوالي 10 مليارات طن بحلول عام 2055، وهو ما يعادل ضعف الكمية المنبعثة عبر الولايات المتحدة في العام 2022، وفقا لوكالة حماية البيئة.

إضافة إلى المعايير الجديدة الصارمة للانبعاثات التي ستبدأ بنماذج العام 2027، أشارت وكالة حماية البيئة الأميركية إلى أن هذه المعايير المقترحة ستساهم في توفير مبلغ يصل إلى 12 ألف دولار لأصحاب السيارات الخفيفة على مدار عمر السيارة، كما ستقلل من واردات النفط بحوالي 20 مليار برميل.

السيارات الكهربائية

الانتقال السريع

وفقا لوكالة حماية البيئة، فإن مسودة المعايير التي قدمتها تهدف إلى تعزيز استخدام السيارات الكهربائية وتسريع الانتقال إليها. وتتوقع الوكالة أنه في حال تم الموافقة على المعايير المقترحة، فإن 67 بالمئة من مبيعات السيارات الخفيفة الجديدة في عام 2032 ستكون كهربائية، بينما سيكون هذا الرقم 46 بالمئة للسيارات المتوسطة الحجم الجديدة في العام نفسه.

بحلول عام 2032، سيكون على أساطيل المركبات الخفيفة الوصول إلى متوسط 82 جراما فقط من ثاني أكسيد الكربون المنبعث لكل ميل، وهو يمثل انخفاضا بنسبة 56 بالمئة عن المعايير الحالية، التي ستدخل حيز التنفيذ بدءا من عام 2026، أما المركبات متوسطة الخدمة، فيستهدف خفض انبعاثات ثاني أكسيد الكربون بنسبة 44 بالمئة، ويجب أن تكون في المتوسط 275 جراما فقط لكل ميل بحلول عام 2032.

حسب وكالة حماية البيئة، فإنه من المتوقع أن يتم استخدام المرشحات على نطاق واسع لتقليل انبعاثات جسيمات البنزين، ونشر تقنيات للحد من ثاني أكسيد الكربون بشكل أكبر للمركبات التي تعمل بالغاز، والتي لم يتم التخلص منها تدريجيا بموجب القواعد المقترحة.

الوكالة تتوقع أن تساهم قواعدها للمركبات الثقيلة في تجنب انبعاث 1.8 مليار طن من ثاني أكسيد الكربون بحلول عام 2055، ما يعادل إزالة جميع انبعاثات قطاع النقل في الولايات المتحدة لمدة عام كامل، وتقدر الوكالة أن 50 بالمئة من المركبات المهنية الجديدة من المرجح أن تكون خالية من الانبعاثات بحلول عام 2032، كما أنه من المتوقع أن تحقق نصف الشاحنات الجديدة انبعاثات صفرية بنسبة 25 إلى 35 بالمئة بحلول ذلك التاريخ.

قد يهمك: ما التحديات والفرص أمام السيارات الكهربائية؟

جهود جبارة

الحفاظ على البيئة والتحول إلى الطاقة المستدامة يُعد من أهم التحديات التي تواجه العالم اليوم، وتتطلب هذه التحديات إجراءات قوية من الحكومات والشركات، بما في ذلك الانتقال إلى المركبات الخضراء وتبني معايير أكثر صرامة للانبعاثات الضارة.

التزام وكالة حماية البيئة الأميركية بتخفيض انبعاثات الكربون والمواد الضارة يساعد على عملية النقل بشكل كبير، واستخدام تكنولوجيا جديدة مثل المرشحات والمركبات الخالية من الانبعاثات، كجزء من هذه الجهود العالمية للحفاظ على كوكبنا، وإذا تم تنفيذ هذه الخطط بنجاح، فمن الممكن تخفيض الانبعاثات بنسبة كبيرة، وخفض الآثار السلبية على الصحة العامة والبيئة.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات