استمع إلى المقال

على مدار العقدين الماضيين، شهد العالم تصاعداً ملحوظاً في حدة الحروب السيبرانية، حيث تطورت من مجرد تخريب واستطلاع إلكتروني إلى عمليات معقدة تهدف إلى التجسس، السيطرة، وحتى تعطيل البنى التحتية الحيوية للدول.
تعدّ روسيا من الدول الرائدة في مجال التجسس الإلكتروني، حيث تستخدم أجهزتها الاستخبارية،
مثل المخابرات العسكرية الروسية (GRU)، تقنيات متطورة لاختراق الأنظمة الإلكترونية وسرقة البيانات.

في هذا السياق

ظهرت مؤخرًا ظاهرة جديدة تُعرف باسم “الروبوتات الخاصة بالاستخبارات”.
تشير هذه إلى شبكات واسعة من الأجهزة المتصلة بالإنترنت، مثل أجهزة التوجيه، التي تخترق وتستخدم لأغراض التجسس الإلكتروني والهجمات الإلكترونية.
تشكل تهديدًا خطيرًا على الأمن القومي والبنية التحتية الحيوية، مما يمكن من الوصول إلى معلومات حساسة وشن هجمات.

ملخص عن عملية مكتب التحقيقات الفيدرالي ضد شبكة الروبوتات الروسية:

في يناير/ كانون الثاني 2024، كشف مكتب التحقيقات الفيدرالي (FBI) عن عملية سرية قام بها ضد شبكة روبوتات ضخمة من أجهزة توجيه “SOHO” كانت تستخدم من قبل “GRU”، وهي وحدة الاستخبارات العسكرية الروسية.

استهدفت شبكة الروبوتات هذه، التي تتكون من مئات من أجهزة توجيه “Ubiquiti Edge OS” المُصابة ببرامج “Moobot” الضارة، مجموعة واسعة من الجهات،
بما في ذلك الحكومات الأميركية والأجنبية، والكيانات العسكرية، وقطاعات الأمن، والشركات الرئيسية.

بموجب أمر قضائي، تمكن عملاء مكتب التحقيقات الفيدرالي من الوصول عن بعد إلى أجهزة التوجيه المُخترقة وحذف البيانات والملفات المسروقة والخبيثة.
كما تم تعديل قواعد جدار الحماية لأجهزة التوجيه لمنع وصول “GRU” إليها، وجمع معلومات حول محاولات “GRU” لإحباط العملية.
أكد مكتب التحقيقات الفيدرالي أن العملية لم تؤثر على الوظائف العادية لأجهزة التوجيه أو جمع معلومات محتوى المستخدم المشروعة.

أهمية العملية:

كما تعد عملية مكتب التحقيقات الفيدرالي ضد شبكة الروبوتات الروسية خطوة مهمة في مكافحة التجسس الإلكتروني والهجمات الإلكترونية على الولايات المتحدة وحلفائها.
هذه العملية تظهر التزام مكتب التحقيقات الفيدرالي بحماية الأمن القومي الأمريكي، باستخدام قدراته التقنية المتقدمة لتعطيل الأنشطة العدوانية.

الروبوتات الروسية:

تُشير هذه الروبوتات إلى شبكات واسعة من الأجهزة المُتصلة بالإنترنت، مثل أجهزة التوجيه،
يتم اختراقها من قبل “GRU” واستخدامها لأغراض التجسس الإلكتروني والهجمات الإلكترونية.

تشكل هذه الروبوتات تهديدًا خطيرًا على الأمن القومي للولايات المتحدة وحلفائها،
حيث تمكّن من الوصول إلى معلومات حساسة وشن هجمات على البنية التحتية الحيوية.

ما هي مخاطر الروبوتات الروسية؟

  • التجسس الإلكتروني: يمكن استخدام الروبوتات الروسية لجمع معلومات حساسة من الحكومات والكيانات العسكرية والشركات.
  • الهجمات الإلكترونية: يمكن استخدام الروبوتات الروسية لشنّ هجمات على البنية التحتية الحيوية، مثل شبكات الكهرباء والاتصالات.
  • نشر المعلومات المضللة: يمكن استخدام الروبوتات الروسية لنشر معلومات مضللة على وسائل التواصل الاجتماعي للتأثير على الرأي العام.
  • تعطيل الخدمات: يمكن استخدام الروبوتات الروسية لتعطيل الخدمات عبر الإنترنت، مثل مواقع الويب وتطبيقات الهاتف المحمول.

ختاماً

كذلك أظهرت عملية مكتب التحقيقات الفيدرالي ضد شبكة الروبوتات الروسية التزام الولايات المتحدة بحماية الأمن القومي من الهجمات الإلكترونية هذه العملية خطوة مهمة في مكافحة التهديدات المتزايدة التي تشكلها الروبوتات الروسية، لكنها ليست كافية.

تطورت الهجمات السيبرانية بشكل ملحوظ، وروسيا ليست الدولة الوحيدة التي تشكل تهديدًا.
تشنّ الصين أيضًا هجمات إلكترونية على الولايات المتحدة، بما في ذلك الهجمات التي تستهدف الخدمات الحيوية والمجتمع الأمريكي.
يراقب العالم باهتمام التطور الكبير في مجال الهجمات الإلكترونية، بينما تسعى الولايات المتحدة جاهدة لتقليل خطر الهجمات الروسية والصينية.

من المهم أن تواصل الولايات المتحدة تطوير تقنيات جديدة لمكافحة هذه التهديدات.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
5 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات