استمع إلى المقال

في أواخر عام 2022، دخلنا في عصر جديد من الذكاء الاصطناعي، حيث أعلنت شركة “OpenAI” نظام “ChatGPT” بمستويات من القدرات والأداء لم نشهدها من قبل. 

هذا النظام الرائع يجسد مرحلة جديدة في عالم التفاعل بين البشر والذكاء الاصطناعي، وبالأمس بتاريخ 25 أيلول/سبتمبر 2023، حصلنا على تحديث أضاف الكثير للعالم الرقمي بأكمله.

لفهم مدى أهمية هذا التحديث، يجب أن نعود إلى الوراء قليلا، ونتتبع تاريخ تقنية “ChatGPT”، بدأت رحلتها كنظام واعد في عام 2020، ثم شهدت تطورات مستمرة وتحسينات ملحوظة على مر السنوات، ومنذ إطلاقها الأول، أصبحت “ChatGPT” اليوم رمزا للتفوق في مجال معالجة اللغة الطبيعية وتحقيق الاتصال البشري-الذكي.

اليوم، نتطلع إلى استكشاف أحدث تحديث لهذا العملاق الذكي، الذي سيغير طريقة تفاعلنا مع التكنولوجيا نهائيا، هذا التقرير سيأخذنا في جولة حول ما نالته تقنية “ChatGPT” من تحديثات جديدة، وكيف سيسهم في جعل حياتنا الرقمية أكثر إثراء وإبداعا من أي وقت مضى.

دردشة “ChatGPT” اأكثر ذكاءا

في خبر مثير للاهتمام، أعلنت شركة “OpenAI” بالأمس عن تحديث جديد للدردشة الذكية “ChatGPT” التي تستخدم نموذج “GPT-4″، إذ يتيح التحديث للمستخدمين التحدث بالصوت مع “ChatGPT” واختيار أحد الأصوات الاصطناعية الخمسة المتوفرة حاليا للرد عليهم، كما يتيح للمستخدمين مشاركة الصور مع “ChatGPT” وتحديد مناطق معينة للتحليل أو التعليق عليها.

وفقا لبيان “OpenAI”، فإن هذه الميزات ستكون متاحة للمستخدمين من ذوي الاشتراك المدفوع خلال الأسبوعين المقبلين، وسيكون التفاعل الصوتي محدودا لتطبيقات “iOS” و”أندرويد”، بينما ستكون قدرات معالجة الصور متاحة على جميع المنصات.

سام ألتمان رئيس شركة “OpenAI” قال في منشور على منصة “إكس” (تويتر سابقا)، “هذه خطوة كبيرة نحو تحقيق رؤيتنا لإنشاء دردشات ذكية تستطيع فهم وإنتاج لغات متعددة ووسائط مختلفة”، مضيفا، أن “ChatGPT هو أكثر من مجرد دردشة نصية، إنه صديق افتراضي يمكنك التحدث إليه ومشاركته أفكارك وصورك”.

تحديث ChatGPT

هذه التطورات تأتي في ظل منافسة شديدة بين شركات الذكاء الاصطناعي مثل “مايكروسوفت” و”جوجل” و”Anthropic” في تطوير دردشات ذكية تستخدم نماذج لغوية كبيرة، وقد أعلنت “جوجل” في وقت سابق، عن سلسلة من التحديثات لدردشتها الذكية “بارد”، كما أضافت “مايكروسوفت” خاصية البحث البصري إلى “بينغ”.

كما حصلت “OpenAI” على استثمارات ضخمة من شركة “مايكروسوفت” وغيرها من الشركات، وفي نيسان/أبريل 2023، أغلقت الشركة بيعا بقيمة 300 مليون دولار بقيمة تقديرية تتراوح بين 27 مليار دولار و 29 مليار دولار.

لكن هذه التطورات لا تخلو من المخاوف المتعلقة بالأصوات الاصطناعية التي قد تستخدم لإنشاء فيديوهات مزورة أو اختراق أنظمة الأمان، وبهذا الصدد قال مجموعة من الخبراء عبر قناة “CNBC” الأميركية، إن هذه التقنية قد تسمح للمستخدمين بتجربة أكثر طبيعية، ولكنها قد تمكن أيضا من إنشاء محتوى مضلل أو مخادع.

شركة “OpenAI” اعترفت بهذه المخاوف في بيانها، قائلة إن الأصوات الاصطناعية “تم إنشاؤها بالتعاون مع ممثلين صوتيين نعمل معهم مباشرة”، بدلا من جمعها من غرباء، موضحة أنها لا تحتفظ بمقاطع الصوت، وأنها لا تستخدمها لتحسين النماذج، ولكنها أشارت إلى أن الترجمات تعتبر مدخلات، وقد تستخدم لتحسين النماذج اللغوية الكبيرة.

تقنية “ChatGPT” مثال على التقدم الهائل الذي يحققه الذكاء الاصطناعي في مجال التواصل والتفاعل؛ ومع ذلك، فإن هذا التقدم يحتاج إلى توخي الحذر والمسؤولية لضمان استخدامه بطريقة أخلاقية وآمنة.

عصر جديد للذكاء الاصطناعي

في هذا العصر الجديد من الذكاء الاصطناعي، حيث يتجه العالم نحو تفاعل أكثر تقدما وروعة، نجد أن تحديثات نظام “ChatGPT” تعكس تلك الروح الرائعة للتطور التكنولوجي، إن إضافة التفاعل بالصوت والصورة تمثل نقلة نوعية تحققها “ChatGPT”، والتي ستغير طريقة تفاعلنا مع التكنولوجيا بشكل جذري.

الإمكانية الجديدة للتحدث بالصوت مع “ChatGPT” واختيار الأصوات الاصطناعية تعكس توجهنا نحو عالم أكثر شخصية وتفاعلية، يمكننا الآن تجربة محادثات واقعية وممتعة مع هذا الصديق الافتراضي الذكي، والميزة القدرة على مشاركة الصور تفتح أبوابا جديدة للتعبير والتواصل، حيث يمكن لـ “ChatGPT” أن يستخدم الصور كمدخلات لفهم السياق وإعطاء ردود ذكية ومستجيبة.

لكن مع هذا التقدم الهائل، يجب علينا أيضا أن نتذكر المسؤولية، الأصوات الاصطناعية والتفاعلات البصرية الجديدة تفتح أبوابا للإبداع، ولكنها قد تتسبب أيضا في تحديات أمنية وأخلاقية، يجب أن نضمن استخدام هذه التقنيات على نحو آمن وأخلاقي، ونتعامل معها بحذر لضمان عدم سوء الاستخدام أو إنتاج محتوى مضلل.

تقنية “ChatGPT” تمثل تجسيدا لروح الابتكار والتقدم التكنولوجي الذي نشهده في عصرنا الحالي، إنها تذكير بأن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يكون شريكا إبداعيا ومثمرا إذا تم استخدامه بحذر وتوجيهه بمسؤولية، وعلى الرغم من المخاوف الواجب مراعاتها، فإن هذا التقدم يضيف للحياة الرقمية آفاقا جديدة من الإثراء والإبداع، ويأخذنا إلى عالم أكثر تواصلا وتفاعلا مع التكنولوجيا.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات