استمع إلى المقال

قبل ستة أشهر، أطلقت “سبيس إكس” الرحلة التجريبية الأولى الفاشلة لصاروخ “ستارشيب”، وتستعد الشركة الآن لإطلاق الصاروخ مرة أخرى، فهل تنجح في سعيها المتواصل لبناء المركبة الفضائية القادرة على غزو الفضاء.

“سبيس إكس” تحاول من جديد

قبل أن ينطلق أكبر صاروخ في العالم من منصة إطلاقه، مما أدى إلى تناثر الحطام والشظايا في ساحل تكساس، وقبل أن يبدأ في الانفجار في الجو، كان لدى إيلون ماسك، مؤسس شركة “سبيس إكس” ومديرها التنفيذي، تنبؤ بكيفية سير الرحلة التجريبية الأولى لصاروخه “ستارشيب”.

الآن، بعد مرور أكثر من ستة أشهر، وبعد أن أدت رحلة المركبة الفضائية الأولى إلى إجراء تحقيق من قبل إدارة الطيران الفيدرالية، ودعوى قضائية من قبل دعاة حماية البيئة، وأمل مسؤولي “ناسا” في أن يكون صاروخ ماسك الشاهق المصنوع من الفولاذ المقاوم للصدأ موثوقا بما يكفي لحمل رواد الفضاء التاليين يوما ما إلى سطح القمر، فإن شركة “سبيس إكس” تستعد لإطلاق المركبة الفضائية مرة أخرى.

لا يزال يتعين على إدارة الطيران الفيدرالية إصدار ترخيص إطلاق، لكن “سبيس إكس” أوضحت مؤخرا في بيان أن “ستارشيب” يمكن إطلاقها في منتصف شهر تشرين الثاني/نوفمبر الحالي، فيما أشار مسؤولو “ناسا” إلى أنهم حريصون على قيام “سبيس إكس” بتجديد الاختبارات.

الشركة أضافت نظامًا لقمع المياه إلى منصة الإطلاق، الذي من شأنه أن يساعد في تخفيف الاهتزازات المدوية الناجمة عن محركات المرحلة الأولى المذهلة للصاروخ البالغ عددها 33 محركا.

كما أنها أضافت طريقة جديدة لفصل مراحل الصاروخ، وتم إجراء اختبارات متعددة للمحرك لمواصلة فهم كيفية أدائها أثناء الطيران. مع ذلك، بالرغم من التحديثات، فإن الإطلاق الناجح إلى المدار من منشأة الإطلاق ليس مضمونا، لكن الإثارة لا تزال موجودة.

أهمية الرحلة

ماسك تصور في الأصل أن “ستارشيب” قد تستخدم لمساعدة البشرية في الوصول إلى المريخ، وهو الهدف النهائي لشركة “سبيس إكس”، لكن بالإضافة إلى استكشاف الفضاء السحيق، تعتزم الشركة أيضا استخدام “ستارشيب” لإطلاق الجيل التالي من أقمار “ستارلينك” للإنترنت.

لكن أهمية الرحلة التجريبية تتجاوز بكثير ما هو معلن، إذ يعد هذا حدثا رئيسيًا لشركة “سبيس إكس” حيث تحاول مرة أخرى قلب صناعة الفضاء رأسا على عقب، ولوكالة “ناسا” أيضا.

وكالة الفضاء تستثمر 4 مليارات دولار في تطوير الصاروخ والمركبة الفضائية، وقد وضعت المركبة في قلب حملتها لإعادة رواد الفضاء إلى القمر لأول مرة منذ عام 1972.

بينما ينطلق رواد الفضاء المستقبليون المتجهون إلى القمر عبر صاروخ “SLS” التابع لوكالة “ناسا” ويطيرون إلى القمر في كبسولة “Orion”، فإن “ستارشيب” هي المركبة الفضائية التي من المفترض أن تنقلهم من وإلى سطح القمر.

رسميا، خطة “ناسا” هي إرسال رواد فضاء إلى هناك بحلول عام 2025، لكن من المرجح أن يتأخر هذا الجدول الزمني بشكل ملحوظ.

أحد المخاوف هو أن “ستارشيب” تتطلب إعادة ملء خزان الوقود الخاص بها أثناء وجودها في مدار الأرض بواسطة أسطول من الناقلات في تصميم معقد للغاية.

“سبيس إكس” لم تبني أو تطلق أي من تلك الناقلات، وقبل أن تسمح وكالة “ناسا” لروادها بالصعود على متن “ستارشيب”، يجب على الشركة أن تجعل “ستارشيب” تحلق عدة مرات لإثبات موثوقيتها.

في الآونة الأخيرة، أشار المفتش العام لوكالة “ناسا” إلى العودة إلى القمر باعتبارها التحدي الأكبر لوكالة الفضاء، حيث تأمل “ناسا” أن تستأنف “ستارشيب” برنامجها الاختباري سريعا.

ختاما، يشعر مسؤولو “ناسا” بالقلق من أن الصعوبات التقنية المرتبطة بمركبة “ستارشيب” التابعة لشركة “سبيس إكس” قد تؤخر المهمة المقررة حاليا في كانون الأول/ديسمبر 2025 إلى وقت ما في عام 2026، ويعتمد مدى التأخير على الوقت الذي يمكن فيه للشركة استئناف اختبارات الطيران.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات