استمع إلى المقال

رمز الاستجابة السريعة “QR CODE” هو ذلك المربع الذي نشاهده في الكثير من المنتجات والتطبيقات والسلع، والذي يحتوي على مجموعة مربعات تظهر للعيان وكأنها عشوائية، اختُرع هذا الرمز في عام 1994 من قبل شركة السيارات اليابانية “Denso Wave”، ويضم هذا الرمز بيانات

ومعلومات حول العنصر المرفق به، ولدى قراءة الرمز عن طريق جهاز تصوير مثل الكاميرا على سبيل المثال، تظهر بيانات لموقع أو معرّف ما، أو يتم التحول إلى موقع ويب، أو يدعو لتحميل تطبيق أو استخدامه أو حتى لإتمام عمليات الشراء.

أصبح نظام الاستجابة السريعة شائعًا بشكل كبير؛ نظرًا لسرعة قراءته وقدرته التخزينية الأكبر مقارنةً بالباركود القياسي، وانتشر الرمز في البداية مع منتجات مختلفة، مثل أغلفة المجلات والإعلانات والمنتجات والسلع في المحلات.

على الرغم من الاستخدامات المتعددة، لم تلق هذه التقنية نموًّا كبيرًا، بسبب عدم توفر تقنية متاحة للعامة لمسح رموز الاستجابة السريعة بسهولة. بل اقتصر وجود هذه التقنيات على منصات محددة تتموضع معظمها في آسيا، مثل تطبيقات علي بابا للتجارة الإلكترونية وتطبيق وي تشات للمحادثة الفورية. أغلب الهواتف الذكية آنذاك لم تكن تملك التكنولوجيا المدمجة لقراءة رموز الاستجابة السريعة، لذا تعيّن على المستخدم تنصيب تطبيقات خارجية لمسح الرموز.

 كانت الأرقام توضح ندرة استخدام هذه التقنية، ففي يونيو/حزيران من عام 2011، أشارت أبحاث السوق إلى أن 14 مليون مستخدم للهواتف المحمولة في الولايات المتحدة قد أجروا مسحًا ضوئيًا لرمز الاستجابة السريعة على هواتفهم الذكية. ويمثل هذا الرقم آنذاك حوالي 6.2٪ فقط من إجمالي مستخدمي الهواتف هناك.

محاولات الإنعاش

على الرغم من انتكاسة تقنية رمز الاستجابة السريعة، وعدم انتشارها كما هو متوقع، كانت هناك محاولات ومنعطفات ساعدت في انتعاش هذه التقنية بعض الشيء، ففي عام 2017، قدمت

آبل نظام التشغيل iOS 11، الذي دمج ماسح ضوئياً لرمز الاستجابة السريعة مباشرة في برنامج الكاميرا الخاص به. وحذت شركة جوجل حذوها في نظام أندرويد بعد عام واحد فقط، وهذا ما حطم الحواجز التي تعيق استخدام الرموز، وبدأت العلامات التجارية والمسوقوّن في استخدامها كطريقة للوصول إلى الدعم الفني للمنتجات أو لإضافة جهات اتصال بسرعة على تطبيق سناب شات.

ولكن كل هذه المحاولات لم تكن كافية لدفع هذه التقنية نحو الأمام بشكل واضح، حتى ضربت جائحة كورونا العالم في نهاية عام 2019.

كوفيد.. قبلة الحياة لرمز الاستجابة السريعة

مع بدء انتشار فيروس كوفيد-19 في العالم، وفرض العديد من الدول الإغلاق التام في مدنها، ناهيك عن القلق والمخاوف المتعلقة من عمليات اللمس المباشر في التعاملات اليومية الضرورية، كان لا بد من تقنية تساعد في عمليات الشراء والتبادل ومعرفة تفاصيل المنتجات دون لمسها، هنا وجد العالم ضالته في تقنية رموز الاستجابة السريعة، وأظهر مدى قدرتها على تقديم الكثير من الخدمات اللاتلامسية.

 على سبيل المثال، بدأت أغلب المطاعم في تقديم خدماتها اللاتلامسية، بما في ذلك توصيلات الشرفات، والطلب عبر الأجهزة المحمولة من خلال إدراج رموز الاستجابة السريعة على

قوائم الطعام لديها. وهذا دفع الكثير من الصناعات حول العالم لاستخدام هذه التقنية في محاولة للحد من خسائرها؛ بسبب فيروس كوفيد -19.

وذكر تقرير نشره موقع “cnbc” الإخباري في عام 2021، أن بيتلي “Bitly” وهي خدمة لإدارة الروابط، شهدت زيادة بنسبة 750% في عمليات مسح رمز الاستجابة السريعة على مدار 18 شهرًا مضى. وقال رئيس بيتلي Raleigh Harbour، إن المطاعم أدركت مدى أهمية هذه التقنية، لتسهيل الخدمات بدون لمس.

في استطلاع أجراه موقع “statista” في يونيو/حزيران 2021 في الولايات المتحدة، تبيّن أن 45% من المشاركين في الاستطلاع يستخدمون رمز الاستجابة السريعة للتسويق مرة واحدة على الأقل في ثلاثة أشهر. بالإضافة إلى أن 54% من المشاركين الذين تتراوح أعمارهم بين 18-29، و48% من الذين تتراوح أعمارهم بين 30 و44 عامًا يستخدمون رمز الاستجابة السريعة للتسويق.

وبين الاستطلاع أيضًا أن 11 مليون أسرة في الولايات المتحدة استخدموا رمز الاستجابة السريعة في عام 2020، ما يشكل ارتفاعًا بنسبة 9.76 مليون أسرة مقارنة بعام 2018.

سلبيات وإيجابيات

رمز الاستجابة السريعة يحتوي على الكثير من المعلومات كما ذكرنا، وهو تقنية مفيدة للتواصل مع الجمهور في حالات التسويق. لكنه ككل تقنية يتضمن إيجابيات وسلبيات.

الإيجابيات

  • السرعة

تم تصميم رمز الاستجابة السريعة ليناسب استخدام الهواتف الذكية، ولا شك بأن عملية مسح الرمز عن طريق كاميرا الهاتف أسرع من كتابة عنوان URL بكثير.

  • التكلفة

لا تتطلب رموز الاستجابة السريعة أي تدريبات خاصة لاستخدامها، ونظرًا لإمكانية تخزين الكثير من المعلومات ضمن الرمز، حيث يمكنك تقليل تكاليف الطباعة والتسويق عن طريق إعادة توجيه العملاء إلى صفحة ويب مزودة بكل المعلومات.

  • كفاءة

 يمكن فحص رمز الاستجابة السريعة من زوايا متعددة، وحتى بالإمكان الاحتفاظ بمعلوماتها في حالة تلف رمز الاستجابة السريعة جزئيًا. وهو أسهل بكثير من استخدام الباركود.

السلبيات

  • غير مريح

يتطلب رمز الاستجابة السريعة هاتفًا ذكيًا لديه القدرة على مسح الرمز ضوئيًا. وتتمتع أغلب الهواتف الحديثة بهذه الميزة المضمنة في كاميرا الهاتف، ولكن في كثير من الأحيان يتعين على المستخدم تنزيل تطبيق خارجي.

  • الإنترنت

 يتطلب رمز الاستجابة السريعة أيضًا اتصالاً بالإنترنت ليعمل. قد تكون بيانات الجوال ضعيفة لدى بعض المستخدمين إضافة إلى عدم قدرتهم على الوصول إلى شبكة Wi-Fi أحياناً، ما يمنعهم من الوصول إلى معلومات رمز الاستجابة السريعة.

  • عدم الثقة

بالنسبة للعديد من الأشخاص حتى الآن، يعد رمز الاستجابة السريعة تقنية جديدة إلى حد ما. وقد يكون من غير الواضح ما هو المطلوب من المستخدم، فقد لا يرغب الأشخاص المتمرسون في التكنولوجيا في مسح الرموز التي تقودهم إلى موقع غير مألوف، حيث يمكن أن تتعرض معلوماتهم الشخصية للخطر.

مخاطر رمز الاستجابة السريعة

وأوضح تقرير نشر على موقع شركة “businesswire” الأمريكية للبيانات في عام 2020 أن 34% من مستخدمي رموز الاستجابة السريعة ليس لديهم أي مخاوف تتعلق بالخصوصية أو الأمان أو أية مخاوف أخرى أثناء استخدام رمز الاستجابة السريعة. لكن مخاطراً قد تواجه المستخدمين يمكن اختصارها في:

  • إعادة توجيه الدفعات

إحدى الطرق الأكثر شيوعًا لاستغلال المهاجمين لأكواد رمز الاستجابة السريعة، هي إرسال المدفوعات إلى حساباتهم المصرفية تلقائيًا.

تعمل هذه الحيلة عندما يتم استبدال رمز الاستجابة السريعة الفعلي من قبل المهاجمين في متاجر البقالة، أو في مناطق أخرى، حيث يقوم المستهلكون بمسح الرمز ضوئيًا والدفع.

من ناحية أخرى، قد يتلقى الأفراد الذين يستخدمون مواقع التسوق عبر الإنترنت بريدًا إلكترونيًا للتصيد الاحتيالي، يحتوي على رسالة تتطلب بشكل عاجل موافقتهم على الدفع في أحد مواقع التسوق.

قد يكون التحقق من الأخطاء الإملائية أو التعديلات المحتملة في المجال الاحتيالي، والتي تجعله مشابهًا للمجال الأصلي، مفيدًا جدًا في تحديد عنوان URL المستنسخ. والإضافة إلى أنه يجب على المستخدم تجنب مسح رمز الاستجابة السريعة المضمن في رسالة بريد إلكتروني من مصدر غير معروف لتجنب التعرض للتصيد الاحتيالي.

  • تحديد هوية المستخدم

هناك طريقة أخرى شائعة لاستغلال رموز الاستجابة السريعة من قبل المهاجمين، وهي الحصول على معلومات التعريف الشخصية للمستخدم، حيث يمكن لهؤلاء المهاجمين استخدام معلومات

تحديد الهوية الشخصية بطرق متعددة. فبمجرد قيام المستخدم بمسح رمز الاستجابة السريعة المتاح في أي متجر أو حتى على الإنترنت، يتم تثبيت برنامج ضار على الجهاز، وهو ما قد يكشف بسرعة عن معلومات حساسة حول المستخدم، مثل رقم جواز السفر أو رقم الاتصال أو حتى كلمات المرور.

وفقًا لتقرير صدر عن لجنة المنافسة والمستهلك الأسترالية “ACCC”، تم الإبلاغ عن أكثر من 28 عملية احتيال تتضمن رموز استجابة سريعة أدت إلى أضرار مادية كبيرة.

  • كشف موقع المستخدم

العديد من المهاجمين يراقبون موقع المستخدم في الوقت الفعلي، حيث يتتبع مجرمو الإنترنت باستمرار بعض الأشخاص الذين يتعرضون للهجوم من قبل البرامج الضارة المثبتة على أجهزتهم، بعد مسح رمز الاستجابة السريعة.

يقوم المتسللون بتغيير رمز الاستجابة السريعة الأصلي وربط البرامج الضارة التي يتم تثبيتها تلقائيًا على الجهاز،  بمجرد قيام شخص ما بفتح الرابط بعد مسح رمز الاستجابة السريعة، ويمكن لهذا البرنامج الوصول بشكل أكبر إلى موقع الجهاز، أو قوائم جهات الاتصال، أو حتى بيانات هامة يهدف المتسللون إلى استغلالها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.