استمع إلى المقال

في الآونة الأخيرة، انتشرت مجموعة من الحسابات الوهمية التي تم توليدها عبر الذكاء الاصطناعي في مختلف منصات التواصل الاجتماعي العربية، وهذا الانتشار لم يمر مرور الكرام، إذ لاحظه عدد من مؤثري “فيسبوك” إلى جانب أعضاء فريق “إكسڤار”. 

الحسابات يظهر بوضوح أنها مولدة عبر الذكاء الاصطناعي، إما عبر الأسماء التي تبدو متشابهة للغاية أو عبر الصور المميزة لأدوات توليد الصور عبر الذكاء الاصطناعي مثل “Midjourney”، ولكن ما الغاية من وجود هذه الحسابات، ولمن تعود. 

الجيل الجديد من اللجان الإلكترونية 

مصطلح لجان إلكترونية يطلق على مجموعة من الحسابات التي تسيطر عليها شبكة واحدة أو شخص واحد في بعض الأحيان، وتقوم هذه الحسابات بعمليات منسقة بدقة سواء كانت دعم لشخص أو مؤسسة أو شركة تجارية في بعض الأحيان، وفي أحيان أخرى تستخدم للهجوم. 

في الماضي، كان يحتاج مالك الشبكة لبناء جميع حساباته بشكل يدوي، وذلك عبر سرقة صور شخصية وأسماء المستخدمين من المنصات الأخرى، وفي بعض الأحيان عبر سرقة أسماء مستخدمين حقيقية يستخدمون المنصة ذاتها.

بعد ذلك، يبدأ في استخدام هذه الحسابات في نشر المعلومات أو حتى الهجوم وإيصال رسائل بعينها، وهو أسلوب شهير ومعتمد بكثرة في أكثر من دولة عربية وغربية. 

الجديد في هذا الأسلوب، أن مالك الشبكة ما عاد يحتاج إلى إجهاد نفسه في اختلاق معلومات الحسابات الجديدة أو صورها الشخصية، إذ يستطيع القيام بذلك عبر اشتراك مالي زهيد في إحدى منصات الذكاء الاصطناعي التوليدي. 

كما أنه لا يحتاج إلى كتابة آلاف التعليقات التي توضح وجهة نظره، مجرد أن يطلب من الذكاء الاصطناعي توليد مجموعة من النصوص المختلفة التي تؤيد فكرة ووجهة نظر واحدة حتى يصل إلى النتيجة التي يرغب بها، وذلك دون ملاحظة منصات التواصل الاجتماعي ودون انتباه آليات التنقيح المطبقة بها. 

نذير خطر 

منصات التواصل الاجتماعي لم تعد مجرد أدوات ترفيهية في العصر الحديث، بل أصبحت تمتلك القدرة على تغيير وجهة نظر الكثير من المستخدمين وتوجيه الجماهير، لذلك فإن ترك أعضاء اللجان الإلكترونية الوهمية يعيثون فسادا في هذه المنصات نذير خطر كبير. 

عبر عدة ضغطات بسيطة وفي مقابل أموال تدفع لرؤساء شبكات اللجان الإلكترونية، يستطيع فرد واحد أن يشن هجوما شرسا على أي شخص أو جهة أو مؤسسة عبر عدة ضغطات صغيرة لن تكلفه الكثير من الوقت أو المجهود. 

دور الردع لا يقع على عاتق منصات التواصل الاجتماعي فقط، بل يجب على أدوات الذكاء الاصطناعي أن تبدأ في تطبيق قيود أكثر صرامة وشراسة على هذه الاستخدامات وأن تحاول اكتشافها مبكرا قدر الامكان. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات