استمع إلى المقال

استجواب عسير عاشه الرئيس التنفيذي لشركة “تيك توك” شو زي تشو، أمام “الكونغرس” الأميركي، أمس الخميس، استمر لأكثر من 6 ساعات، فما تفاصيل الاستجواب، وما المتوقع بعد ذلك، أي باختصار ما مصير “تيك توك”. 

الاستجواب يتعلق باتهامات أميركية للشركة الصينية، بأنها تستخدم بيانات المشتركين الأميركيين في التطبيق عبر تزويدها لبكين، وتحديدا “الحزب الشيوعي” الحاكم، وهو ما يمثل تهديدا للأمن القومي الأميركي.

قبل الاستجواب، كانت الولايات المتحدة حظرت استخدام “تيك توك” في المؤسسات الرسمية، وعلى نهجها سارت بريطانيا وكندا، إضافة إلى الاتحاد الأوروبي، ولكن ماذا بشأن بريطانيا بالتحديد.

في المملكة المتحدة، كانت الحكومة منعت استخدام “تيك توك” في مؤسساتها، لكن الجديد تمثل بقيام البرلمان البريطاني بذات الخطوة، الأمر الذي يمنع المشرّعين من الوصول إلى التطبيق الصيني داخل البرلمان، ويمكنهم استخدامه عبر أجهزتهم الخاصة خارج القبة التشريعية.

مجلسا العموم واللوردات، قالا إن التطبيق “سيحظر على كل الأجهزة المرتبطة بالبرلمان والشبكة البرلمانية الأوسع نطاقا (…) الأمن السيبراني يمثل أولوية قصوى بالنسبة إلى البرلمان”.

قد يهمك: كيف يعمل “تيك توك” على تعزيز الجريمة والتطبيع معها؟ 

“يجب حظر منصتكم”

بالعودة إلى استجواب “الكونغرس”، فإن المشرعين اتهموا “تيك توك” بتقديم محتوى ضار وإحداث “أزمة عاطفية” للمستخدمين الشباب، ناهيك عن اتهامه باستخدام بيانات المستخدمين الأميركيين لصالح بكين.

النائبة الجمهورية كاثي ماكموريس رودجرز، بدأت جلسة الاستماع مع الرئيس التنفيذي لشركة “تيك توك”، بقولها إنه “في غضون دقائق من إنشاء حساب على التطبيق الصيني، تعزز خوارزمية المحتوى، محتوى إيذاء النفس واضطراب الأكل، وتشجع التحديات الخطيرة التي يمكن أن يعرض حياة الأطفال للخطر”.

رودجرز أردفت، أن “تيك توك اختار بشكل متكرر المسار الذي يعطيه المزيد من التحكم، والمزيد من المراقبة والمزيد من التلاعب. يجب حظر منصتكم”.

بحسب رودجرز، فإن “المستخدمين الأميركيين للتطبيق هم أميركيون يمكن للحزب الشيوعي الصيني الحاكم جمع معلومات حساسة عنهم، والتحكم فيما نراه ونسمعه ونؤمن به”.

“المحتوى على تيك توك أدى إلى تفاقم مشاعر التوتر العاطفي لدى الأطفال”، قال ذلك النائب الديمقراطي عن ولاية نيو جيرسي، فرانك بالوني خلال جلسة الاستماع في “الكونغرس”. 

قد يهمك: “إنستجرام” و”تيك توك”.. بين الأصالة والتسويق 

تحركات “تيك توك” غير كافية؟

النائب الجمهوري بوب لاتا، لفت إلى أنه وأثناء سماع فتاة تبلغ من العمر 10 سنوات، اختنق إبان قيامها بما يسمى “تحدي التعتيم” من مقاطع الفيديو المنشورة على “تيك توك”.

لاتا أردف، انه “لا ينبغي حماية تيك توك بموجب القسم 230 من قانون آداب الاتصالات لعام 1996″، وهو قانون يمنح منصات الإنترنت حصانة للمحتوى الذي ينشئه المستخدمون.

السناتور ديانا ديجيت سألت في جلسة الاستماع، تشو، عما يفعله “تيك توك” لمنع انتشار المعلومات المضللة على المنصة، مردفة: “لديكم ضوابط حالية، لكنها لا تعمل على إبعاد هذه المعلومات بشكل رئيسي عن الشبان، وعن الأميركيين بشكل عام”.

ديجيت أضافت، أن تحركات “تيك توك” غير كافية، وتابعت: “قدمت لي تعليقات عامة فحسب، حول أنكم تستثمرون وأنكم قلقون وأنكم تعملون. لا يكفيني ذلك. لا يكفي ذلك الآباء الأميركيين”.

في الحقيقة، فإن حكومات دول عدديدة في العالم، على رأسها الولايات المتحدة تشعر بالقلق من إمكانية قيام شركة “بايت دانس” المالكة لتطبيق “تيك توك”، بإعطاء سجل التصفح أو بيانات أخرى متعلقة بالمستخدمين للحكومة الصينية، أو الترويج لدعاية ومعلومات مضللة.

قد يهمك: من “تيك توك” إلى البالونات.. مساعي الصين الحثيثة على التجسس 

ماذا قال تشو؟

تشو، الرئيس التنفيذي لتطبيق “تيك توك”، دافع عن التطبيق في جلسة الاستماع، بقوله إن “60 بالمئة من الشركة تملكها مؤسسات استثمارية عالمية. 20 بالمئة يملكها مؤسسها و20 بالمئة يملكها موظفون في كل أنحاء العالم”.

تشو أضاف، أن “المطلوب هو قواعد شفافة واضحة تنطبق على كل شركات التكنولوجيا”، مردفا أن “الملكية ليست أساسا لمعالجة هذه المخاوف”.

اللافت أن تشو، أشار إلى أن بعض البيانات الأميركية ما زالت متاحة لموظفي شركة “بايت دانس” في الصين. “اليوم، لا تزال هناك بعض البيانات التي نحتاج إلى حذفها”.

تشو قال خلال جلسة الاستماع: “يأتي السواد الأعظم من مستخدمينا إلى منصتنا من أجل المحتوى المُسلّي، لكن هناك أشخاصا ينشرون بعض المعلومات الخطيرة ونحتاج إلى التعامل مع ذلك بجدية شديدة”.

بحسب التقديرات، فإن نحو 150 مليون أميركي يستخدمون تطبيق “تيك توك”، المملوك لشركة “بايت دانس” الصينية، في وقت يُتوقع أن تصل عائدات “تيك توك” من الإعلانات في الولايات المتحدة إلى 6.83 مليار دولار هذا العام، مسجلة ارتفاعا من 780 مليون دولار في 2020، وذلك وفقا لشركة “إنسايدر إنتليجنس” للأبحاث.

قد يهمك: خوارزمية “تيك توك” المزيفة.. كيف تتحكم المنصة بانتشار المقاطع؟ 

مصير “تيك توك”؟

شهادة الرئيس التنفيذي لتطبيق “تيك توك”، شو زي تشو، أمام “الكونغرس” اختتمت تحركات تقوم بها الشركة الصينية منذ أسبوع لإقناع الأميركيين ومشرعيهم بأن التطبيق ينشئ قيمة اقتصادية ويدعم حرية التعبير.

“تيك توك” قالت، إنها أنفقت أكثر من 1.5 مليار دولار على ما تسميه مساعي صارمة لتأمين البيانات تحت اسم “مشروع تكساس” الذي يعمل به في الوقت الرهان 1500 موظف بدوام كامل، وتعاقدت مع شركة “أوراكل” لتخزين بيانات مستخدمي التطبيق الأميركيين، مبيّنة أنها تستخدم تصفية صارمة للمحتوى الذي ربما يضر الأطفال.

الشركة قالت في وقت سابق من هذا الشهر، إنها في المراحل الأولى من تطوير ميزة تسمح للآباء بمنع أبنائهم المراهقين من مشاهدة مقاطع الفيديو التي تحتوي على كلمات أو علامات تصنيف معينة.

بالعموم، فإن جلسة الاستماع بمثابة لحظة حاسمة بالنسبة لتطبيق “تيك توك”، خصوصا وأن إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن تواجه ضغوطا كبيرة من المشرعين لحظر التطبيق في البلاد لأسباب تتعلق بالأمن القومي.

في النهاية، فإن “تيك توك” بحسب العديد من الخبراء، أمام خيارين أحلاهما مر، إما الحظر الشامل في الولايات المتحدة الأميركية، أو أن يتم بيعها من قبل الشركة التي تملكها “بايت دانس” لصالح شركة أميركية، والوقت هو الكفيل بمعرفة أي خيار سيتم على الأرض.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.