تقنيات التعرف على الوجه في الهواتف.. بين الآمال والمخاوف

تقنيات التعرف على الوجه في الهواتف.. بين الآمال والمخاوف
استمع إلى المقال

منذ ظهور الهواتف المحمولة ومساعي الشركات في تأمين الهواتف تنصب على ابتكار طرق جديد لإغلاق الهاتف وحماية محتوياته، لذلك ابتكرت الشركات العديد من الطرق المختلفة مثل إدخال كلمات المرور أو الرموز التفعيلية وحتى الضغط على أماكن سرية بعينها في الشاشة، ولكن التطور الأكبر الذي شهده هذا القطاع كان استخدام عوامل التأمين الحيوية. 

عوامل التأمين الحيوية تعتمد على شيء لا يملكه أحد إلا مالك الهاتف الحقيقي، وذلك مثل بصمة العين أو بصمة الإصبع وفي الهواتف ذات مستوى التأمين الأعلى بصمة الوجه بالكامل، ولكن هل تمكنت هذه التقنيات من معالجة القصور البارز في تقنيات تأمين الهواتف القديمة. 

الحاجة إلى التأمين عبر بصمة الوجه 

بصمة الوجه ومزايا التعرف على الوجه كانت من الابتكارات التقنية الهامة التي تركت أثرا كبيرا في عالم تأمين الهواتف المحمولة والأمن الرقمي، وقد يتسائل البعض عن السبب وراء تقديم مثل هذه التقنية أو الحاجة إليها في حين وجود تقنيات أخرى لحماية الهواتف مثل بصمة الإصبع أو الرمز السري وغيرها. 

السبب وراء تقديم هذه التقنية وتحولها إلى واحدة من التقنيات الرائجة، هو الحاجة إلى طريقة سهلة وسريعة لفتح الهاتف دون الضغط على أي أزرار أو إدخال أي رموز في الهاتف، وذلك إلى جانب الحاجة التقنية لإزالة الأزرار الفيزيائية من واجهة الهاتف لزيادة حجم الشاشة ونسبة الشاشة إلى حجم الجهاز، وهو الأمر الذي كان واضحا للغاية عندما قدمت “أبل” هاتف “آيفون X” الذي كان أول هاتف من الشركة يعتمد على تقنية بصمة الوجه “FaceID” بدلًا من بصمة الإصبع.

“أبل” ليست الشركة الوحيدة التي تقدم تقنية بصمة الوجه لإغلاق الهاتف، ولكنها من الشركات التي تعتمد على مجموعة من العوامل المختلفة حتى تعمل هذه التقنية بدلا من الاعتماد بشكل رئيسي على عدسة الكاميرا الأمامية، إذ تمزج “أبل” بين خليط من المستشعرات وخوارزميات مختلفة للتعرف على الوجه وتحليله، لذلك تجد أن دقة عمل التقنية في هواتف “أبل” تتفوق كثيرا عن غيرها من الهواتف وحتى على تقنيات “أبل” الأخرى لحماية الهواتف. 

تقنية بصمة الوجه توفر مستوى أعلى من الأمان في غالبية الحالات، وذلك إلى جانب سهولة كبيرة في الاستخدام تجعل تجربة المستخدم مع الهاتف أمرا ممتعا ومستقبليا للغاية، إذ تعمل فقط عبر النظر إلى الهاتف مباشرة دون الضغط على أي أزرار أو إدخال أي كلمات. 

منذ أن استخدمت “أبل” هذه التقنية وجعلتها عاملا رئيسيا في جميع هواتفها، تسابقت جميع الشركات التقنية إلى تقديم نسختها من هذه التقنية، وحاولت بعض الشركات أيضا تقديم مزايا إضافية، وذلك مثل خاصية بصمة شبكية العين التي استخدمتها “سامسونج” في بعض هواتفها.

كيف تعمل هذه التقنية؟ 

شركات التقنية تبتكر طرقا مختلفة وخاصة بها حتى تتمكن من تفعيل خاصية بصمة الوجه، ولكن التقنية الأكثر تقدما وأمنا هي التي تستخدمها “أبل” بمفردها حتى الآن، وذلك لأنها لا تعتمد فقط على شكل الوجه والتعرف عليه، بل تعتمد على مجموعة من القياسات المختلفة التي تنتج عن مستشعرات الهاتف وتتعامل معها الشركة عبر الخوارزميات المعقدة. 

“أبل” تدعي بأن السبب الحقيقي في نجاح تقنيتها هو الاعتماد على مستشعر العمق في العدسة الأمامية إلى جانب مستشعرات ثلاثية الأبعاد ومحركات عصبية، وتعمل هذه المستشعرات معًا من أجل قراءة بيانات الوجه المختلفة سواء كانت حجم العينين وحجم مكونات الوجه، ثم ترسل هذه القراءات إلى المحرك العصبي والخوارزميات الخاصة به لتحليل الوجه ومعرفة إن كان صاحب الهاتف أم لا. 

فقدان أي جزء من مستشعرات بصمة الوجه في هواتف “أبل” يعني أن هذه الخاصية لن تعمل بشكل جيد، لذلك تجد نتوء الشاشة الكبير في “أبل”، وفي الشركات الأخرى التي تخلت عن نتوء الشاشة، فإنه يصعب عليها وضع كل هذه المستشعرات تحت الشاشة وبالتالي يمكن القول بأن خاصية بصمة الوجه في هذه الشركات ليست بقوة بصمة وجه “أبل”. 

سامسونج” و“جوجل” تعملان على تقديم مستشعرات وتقنيات جديدة حتى تتمكن من رفع كفاءة بصمة الوجه الخاصة بهواتفها المختلفة، وهو الأمر الذي ظهر في براءات الاختراع الجديدة التي قدمتها هذه الشركات. 

 هل نجحت تقنية بصمة الوجه في حماية الهواتف؟ 

رغم محاولات الشركات لتقديم تقنية قويّة يصعب اختراقها، إلا أن بعض الشركات لم تتمكن من الوصول إلى تحقيق هذه المعادلة الناجحة بعد، وهو الأمر الذي أثبته بحث ميداني أجرته شركة متخصصة في أمن المعلومات.

التقرير أظهر أن جزءا كبيرا من الهواتف التي تعتمد على بصمة الوجه يمكن خداعه عبر استخدام صورة رقمية مطبوعة على ورقة، وظهر ذلك تحديدا مع الهواتف التي تستخدم مستشعر كاميرا أمامية فقط من أجل تأمين الهاتف دون الاعتماد على بقية المستشعرات. 

معدلات نجاح التقنية ترتفع كثيرا عندما تبدأ في الاعتماد على مجموعة مستشعرات إلى جانب خوارزميات معقدة، وهو الأمر الذي أثبتته هواتف “أبل”، لذلك تسعى الشركات التقنية العملاقة إلى تقديم نسختها من هذه التقنية. 

سهولة استخدام التقنية كانت الدافع الأكبر لتقديمها إلى الهواتف المحمولة، ومع تطور تقنيات الذكاء الاصطناعي، من الممكن أن نرى تطورا في هذه التقنية أيضا واستخدام تقنيات الذكاء الاصطناعي لمساعدتها على الوصول إلى نتائج أكثر دقة وجودة. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات