استمع إلى المقال

الكثير من التطبيقات تحاول منافسة “تويتر” أملا في جذب قاعدة المستخدمين الكبيرة التي تمتلكها المنصة والتي تشعر بالاستياء من قرارات إيلون ماسك الأخيرة، ولكن من بين جميع هؤلاء المنافسين يظهر تطبيق “Threads” الذي أعلنت عنه “ميتا” ليكون المنافس الأكثر خطورة على الطائر الأزرق. 

تطبيق “Threads” هو التطبيق الوحيد الذي يمتلك المقومات الحقيقية للقضاء على “تويتر” وجذب كل المستخدمين والهيئات العامة الموجودة فيه، ولكن لماذا اختارت “ميتا” هذا الوقت تحديدا لتعلن فيه عن التطبيق الجديد، وهل ينتهي عصر “تويتر” حقا. 

مقومات نجاح “Threads” 

تطبيق “Threads” هو جزء من المنظومة المتكاملة التي تقدمها “ميتا” عبر تطبيقاتها، وتحديدا جزء من منصة “إنستغرام” لمشاركة الصور، ورغم أن نوع التوافق والترابط بين المنصتين غير معروف حتى الآن، إلا أن “Threads” بكل تأكيد تستغل شعبية “إنستغرام” الواسعة بين الأوساط المختلفة. 

الشعبية التي تمكنت منصة “إنستغرام” من الاستحواذ عليها في السنوات الأخيرة صنعت لها مكانة مميزة يصعب على التطبيقات الأخرى منافستها، إذ أصبحت الوجهة الأولى لمن يرغب في مشاركة الصور بمختلف أنواعها، ويمكن القول بأنها تعد إحدى أنجح منصات “ميتا” رغم أن “فيسبوك” يتمتع بعدد أكبر من المتابعين، إلا أن ولاء متابعي “إنستغرام” لمنصتهم أكبر. 

الربط الذي تحاول “ميتا” القيام به بين “إنستغرام” و”Threads” هو مفتاح النجاح الحقيقي دون النظر إلى المزايا والإمكانيات الموجودة داخل المنصة، وإذا تمكنت المنصة من جذب كل مستخدمي “إنستغرام” إليها، فإن هذا في حد ذاته يعد نجاحا كبيرا، إذ تمتلك المنصة أكثر من 2 مليار مستخدم نشط شهريا. 

“إنستغرام” تمتلك حسابات رسمية لجميع الشركات والمؤسسات الدولية الحكومية والخاصة إلى جانب كوكبة واسعة من المشاهير في مختلف القطاعات، لذلك لن تواجه التحدي ذاته الذي واجهته المنصات الأخرى التي كانت تحاول القضاء على “تويتر”، إذ لن تحتاج لإقناع المستخدمين بالقدوم إليها. 

تطبيقات “ميتا” بشكل عام تتمتع بشعبية كبيرة بين المستخدمين، وسواء كانت هذه التطبيقات مثل “واتساب” أو “فيسبوك”، فإن المستخدمين في العادة يفضلون الاعتماد عليها أكثر من التطبيقات الأخرى، وعدد مستخدمي “واتساب” رغم ضعف مزاياه مثال حي على ذلك. 

التوقيت القاتل لـ “تويتر” 

لم يكن بإمكان مارك زوكربيرج اختيار توقيت أفضل من هذا لإطلاق تطبيق “Threads”، إذ أن المنافس الأكبر الذي يقف أمامه وهو “تويتر” يعيش فترة هي الأسوأ، وقرارات ماسك المتخبطة الأخيرة تعجل بهجرة المستخدمين من المنصة.

مؤخرا، أعلن ماسك عن قيود جديدة لاستخدام “تويتر”، وهي تتعلق بعدد التغريدات التي يمكن للمستخدم قراءتها في النسخة المجانية أو المدفوعة من المنصة، ورغم أن هذه القيود ارتفعت قليلًا، إلا أن فكرة وجود القيود مؤذية للشركات والمستخدمين المعتادين على حد سواء، وهو الأمر الذي جعل المستخدمين يثورون على إيلون ماسك. 

تطبيق “Threads” يظهر كأنه المنقذ الذي يقدم تجربة تشبه “تويتر” ولكن بشكل مجاني بالكامل ودون أي تكاليف إضافية أو قيود صارمة على المنصة وبشكل مستقر بالطبع، لذلك يتوقع أن يحقق التطبيق نجاحا غير مسبوق في جذب مستخدمي “تويتر”. 

كاتب المقال أحمد حسن ينصح بقراءة ...

“تويتر” تخضع لطلبات الرقابة الحكومية.. بموافقة إيلون ماسك؟