“بيغاسوس” في الأردن.. مخاطر المراقبة الإلكترونية على حرية التعبير والمشاركة المدنية

“بيغاسوس” في الأردن.. مخاطر المراقبة الإلكترونية على حرية التعبير والمشاركة المدنية
استمع إلى المقال

في سياق متزايد من القلق حول الخصوصية الرقمية وحقوق الإنسان،
تم الكشف عن تعرّض عدد من الصحفيين والنشطاء الحقوقيين في الأردن للتجسس من خلال برمجية “بيغاسوس”، وهي أداة مراقبة إلكترونية متقدمة.
الحوادث تُظهر تصاعد استخدام التكنولوجيا في المراقبة وانتهاك الخصوصية.
مما يثير مخاوف جدّية حول الأمان الرقمي وحماية البيانات الشخصية للأفراد، خاصة أولئك الذين يعملون في مجالات حساسة مثل الصحافة والدفاع عن الحقوق الإنسانية.

برمجية “بيغاسوس”

طوّرتها مجموعة “NSO” الإسرائيلية، تُعدّ من أكثر الأدوات تطوّراً في مجال التجسس الإلكتروني.
تتيح هذه البرمجية للمستخدمينَ الوصول الكامل إلى الأجهزة المستهدفة، بما في ذلك الرسائل النّصية، المكالمات، الصور، وحتى تفعيل الكاميرا والميكروفون بشكل سرّي.
في الواقع “بيغاسوس” خطيراً بشكل خاص، هو قدرة “بيغاسوس” على الاختراق دون الحاجة إلى أي تفاعل من جانب الضحية، من خلال “استغلالات الصفر ضغطه”.
لكن تدّعي مجموعة “NSO” أنها تبيع هذه البرمجية فقط للحكومات والوكالات الحكومية لأغراض مكافحة الإرهاب والجريمة،
لكن استخدامها في استهداف الصحفيينَ والنشطاء يثير تساؤلاتٍ حول كيفية تنظيم ومراقبة تجارة هذه التكنولوجيات المتقدمة.

كيف تم تنفيذ الهجوم

تم تنفيذ الهجوم باستخدام برنامج التجسس “بيغاسوس”، وهو برنامج متقدم يُستخدم في الاختراق والتجسس على الأجهزة الذكية.
تم توجيه هذا البرنامج ضد مجموعة متنوعة من الأفراد في الأردن بما في ذلك الصحفيينَ والنشطاء والمحامينَ وأعضاء المجتمع المدني.

الهجمات تمّت بواسطة مهاجمينَ غير معروفينَ، حيث استغلوا ثغرات أمنية في الأجهزة الذكية للوصول إلى الأنظمة.
تم استخدام استغلالات الصفر نقرة بنجاح، وهي هجمات تتيح للمهاجمينَ الوصول إلى الأجهزة دون التفتيش.


بالإضافة إلى ذلك، تم استخدام هجمات هندسة اجتماعية معقّدة حيث قام المهاجمون بالتّنكر على أنهم أشخاص آخرون مثل صحفيينَ وأرسلوا روابط ضارة عبر وسائل الاتصال مثل واتساب.

لذلك يُعتبر “بيغاسوس” واحداً من أكثر برامج التجسس تطوّراً وقدرة على تجاوز الحماية.
مما جعلها أداة مفضلة للمهاجمين في العديد من الحالات.

تأثير الهجوم

أثر الهجوم كان كارثياً على الأفراد المستهدفينَ.
إذ أدى الاختراق إلى انتهاك خصوصيتهم بشكل كبير، وتعرّض معلوماتهم الشخصية والمهنية إلى الاختراق والتجسس. هذا يهدد حقوقهم الأساسية للخصوصية والحرية وحرية التعبير.

بالإضافة إلى ذلك، تمثّل هذه الهجمات تهديداً مباشراً للمدافعينَ عن حقوق الإنسان والصحفيينَ والنشطاء، حيث يتعرّضون للمراقبة والتجسس والتهديد.
ويمكن أن يؤدي هذا الأمر إلى تقييد نشاطهم و ممارستهم لعملهم بحرية.

تقرير”Citizen Lab”

كشف تقرير “Citizen Lab” عن حملة واسعة النطاق لمراقبة المجتمع المدني الأردني باستخدام برامج “Pegasus” التجسسية بين عامي 2019 و 2023، حيث تم استهداف 35 شخصاً على الأقل، بما في ذلك صحفيون ونشطاء و محامون.
لذلك هذا الاستخدام واسع النطاق يثير مخاوف بشأن حرية التعبير وحرية التجمع في الأردن، ويهدد خصوصية الأفراد وقدرتهم على التواصل بحرية.
كما ان التقرير يطالب الحكومة الأردنية بإجراء تحقيق شامل في هذه الهجمات ومحاسبة المسؤولين عنها، ويطالب “NSO Group” بالتوقف عن بيع برامج “Pegasus” للحكومات التي قد تسيء استخدامها.

تقرير “Access Now”

كما كشفت شركة”Access Now” وشركاؤها عن هذا الاختراق أيضاً وأدان التقرير بشدة استخدام برنامج “بيغاسوس” التجسسي في الأردن، واصفاً إيّاه بـ “الانتهاك الصارخ لحقوق الإنسان، و تؤكد “Access Now” على الحاجة إلى اتخاذ إجراءات فورية من قِبل الحكومة الأردنية لمعالجة المشكل.
نتيجة لذلك تقوم شركة “Access Now” بتقديم الدعم والموارد لأولئك الذين تم استهدافهم ببرنامج “بيغاسوس” التجسسي.
من ناحية أخرى شركة “اكسس ناو” هي منظمة غير ربحية مدافعة عن حقوق الإنسان تعمل على تعزيز وحماية حقوق المستخدمينَ على الإنترنت في جميع أنحاء العالم.

يشير التقرير من “Access Now” لبعض أسماء الأفراد الذين تم استهدافهم.

**ممثلو المنظمات غير الحكومية**

– آدم كوجل، نائب مدير قسم الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في “هيومن رايتس ووتش”.

– هبة زيادين، كبيرة الباحثين في “هيومن رايتس ووتش” في الأردن وسوريا.

– منال كشت، مترجمة أردنية ومؤسسة شابات، وهي منظمة مجتمع مدني تهدف إلى تمكين المرأة في السياسة.

**محامو حقوق الإنسان**

– عمر عطعوط، محام أردني وخبير دستوري وناشط سياسي.

– هالة عاهد، محامية أردنية في مجال حقوق الإنسان، تدافع عن معتقلي الرأي والنقابات العمالية في الأردن.

– علاء الحياري، محام أردني وناشط سياسي.

– جمال جيت، محامي حقوق الإنسان وعضو المنتدى الوطني للدفاع عن الحريات.

– عاصم العمري، محام أردني في مجال حقوق الإنسان وعضو المنتدى الوطني للدفاع عن الحريات.

– لؤي عبيدات، محام أردني وقاض سابق وعضو المنتدى الوطني للدفاع عن الحريات.

**الصحفيون والمؤسسات الإعلامية**

– رنا صباغ، المحررة الأولى لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا في مشروع الإبلاغ عن الجريمة المنظمة والفساد (OCCRP) والمؤسس المشارك لإعلامي من أجل صحافة استقصائية عربية (أريج).

– لارا دعميس، مراسلة استقصائية لمنطقة الشرق الأوسط وشمال إفريقيا لدى OCCRP.

– داود كتاب، صحفي وناشط إعلامي وكاتب عمود فلسطيني أميركي حائز على جوائز، يشغل حاليًا منصب المدير العام لشبكة الإعلام المجتمعي.

– حسام غرايبة، مدير إذاعة الحسنى ومقدم برنامجها الصباحي.

“هيومن رايتس ووتش”

اكتشفت منظمة العفو الدولية هيومن رايتس ووتش العام الماضي أن الأجهزة المحمولة الشخصية التابعة لاثنين من موظفيها المقيمينَ في الأردن قد تم استهدافها بواسطة برنامج “بيغاسوس” أيضاً.
تم اختراق هذه الأجهزة باستخدام برنامج “Pegasus” من خلال هجوم بدون نقرة.

في الختام

استخدام برنامج “بيغاسوس” للتجسس في الأردن يشكل حدثاً مهماً يسلط الضوء على خطر المراقبة الإلكترونية على حقوق الإنسان والديمقراطية.

ومع ذلك أن استخدام “بيغاسوس” للتجسس ليس محصوراً في الأردن فحسب، بل يتم تطبيقه في العديد من البلدان حول العالم، ما يثير القلق العالمي بشأن خطر المراقبة الشاملة.

كما توضح المقالة أن استغلال “بيغاسوس” يشكل تهديداً جسيماً لحرية الكلام والمشاركة المدنية، مما يضعف أساسيات المجتمع المدني.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
5 1 صوت
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات