استمع إلى المقال

ربما يقيم في منزل صغير مستأجر في الوقت الحالي، لكن يبدو أن ملياردير “تيسلا”، إيلون ماسك، يتراجع عن تعهده الذي قطعه عام 2020 بعدم امتلاك منزل.

بعيدا عن المنزل الزجاجي المشاع، لدى إيلون ماسك أحلام كبيرة في بناء بلدة، ويخطط لبناء مدينته المسماة “سنيلبروك” في مقاطعة باستروب في جنوب شرق أوستن.

مشروع “تيسلا” السري

داخل شركة “تيسلا”، كان يُعرف المشروع السري باسم “المشروع 42″، ودعت الخطط إلى بناء مبنى مثير ذو جدران زجاجية بالقرب من المقر الرئيسي لشركة صناعة السيارات.

هذا المشروع السري وصف بأنه منزل للرئيس التنفيذي، إيلون ماسك، حيث أظهر أحد المفاهيم هيكلا على شكل مسدس ملتوٍ على أرض الواجهة البحرية مع وجود مصنع “تيسلا” في الخلفية. 

بينما صورت رسومات أخرى صندوقا زجاجيا واسعا، يذكر بمتجر “أبل” في الجادة الخامسة في مانهاتن، مع منطقة سكنية يبدو أنها تشمل غرف نوم وحمامات ومطبخا.

بمرور الوقت، تغيرت خطط المشروع، التي كان موظفو “تيسلا” يعملون عليها بشكل سري في العام الماضي.

كما أظهرت بعض الصور ميزة الشلال كجزء من المناظر الطبيعية المحيطة بالمبنى، وشاحنة صغيرة ذات مظهر مستقبلي، تشبه شاحنة “تيسلا” المرتقبة “Cybertruck”، تقترب من مسافة بعيدة.

في مرحلة ما، كانت هناك تكهنات بين الموظفين بأن المشروع يمكن أن يشمل متحفا، لكن طلب شراء زجاج متخصص بملايين الدولارات – وهو نوع الألواح الكبيرة الحجم المستخدمة في واجهات المباني – أثار القلق بين بعض الموظفين حول الغرض من استخدام المواد.

بعد هذا الأمر، حقق أعضاء مجلس إدارة شركة “تيسلا” فيما إذا كان قد تم إساءة استخدام موارد الشركة وما إذا كان ماسك نفسه له دور.

من بين الأسئلة التي تم طرحها كجزء من التحقيق الداخلي للشركة، كان مقدار الوقت الذي أنفقه الموظفون في المشروع.

في الوقت الحالي، لا يمكن معرفة نتيجة التحقيق الذي أجرته الشركة وحالة المشروع، لكن الشركة حققت في العام الماضي في طلب الزجاج داخليا وما إذا كان تم تأمين المواد لاستخدام ماسك الشخصي.

بعد أن خضع المشروع للتدقيق من محامي شركة “تيسلا” وأعضاء مجلس الإدارة، فكرت الشركة بإلغاء طلبية الزجاج محل التحقيق أو استخدام المواد لغرض آخر، ومن غير المعروف ما إذا كان الزجاج قد تم تسليمه إلى “تيسلا”.

“تيسلا” تواجه التحقيقات

بحسب التقارير، تحقق هيئة الأوراق المالية والمدعون الفيدراليون في ما إذا كانت أموال الشركة قد تم استخدامها لبناء منزل زجاجي سري للرئيس التنفيذي إيلون ماسك في أوستن بولاية تكساس.

المحققون يركزون على المشروع السري المشار إليه داخليا باسم “المشروع 42” لتقييم ما إذا كان الاستخدام المقصود للهيكل الزجاجي هو ميزة شخصية لماسك.

في الأسابيع الأخيرة، أرسل مكتب المدعي العام الأميركي في نيويورك مذكرات استدعاء لعدد من موظفي “تيسلا” السابقين والحاليين. 

في حين فتحت هيئة الأوراق المالية والبورصات أيضا تحقيقا مدنيا بشأن اختلاس الأموال والمزايا لأغنى رجل في العالم. لا يزال كلا التحقيقين في المراحل المبكرة، وقد لا تواجه “تيسلا” ادعاءات أو اتهامات رسمية بشأن هذه المسألة.

إمبراطورية ماسك العقارية

بينما كان موظفو “تيسلا” يعملون في المشروع 42، كانت شركة صناعة السيارات الكهربائية تحاول تشغيل مصنع التجميع الجديد في تكساس، وهو مشروع كثيف رأس المال وبالغ الأهمية لطموحاتها للنمو، حيث تصنع الشركة سيارة الكروس أوفر Model Y في المصنع الذي افتتح رسميا في عام 2022.

كان شركاء ماسك يبحثون في الوقت نفسه عن عقار في منطقة أوستن لرجل الأعمال الملياردير، حيث يعد مصنع “تيسلا” في منطقة أوستن، الذي تسميه الشركة “جيجا تكساس”، جزءا أساسيا من إمبراطورية ماسك التجارية المتوسعة في ولاية تكساس.

ماسك وموظفوه وصفوا رؤية لمدينة فاضلة على طول نهر كولورادو، مع خطط لدمج بلدة في مقاطعة باستروب، على بعد نحو 56 كيلومترا من أوستن، حيث يخطط إيلون ماسك لبناء مدينته على جزء من آلاف الأفدنة من المراعي والأراضي الزراعية المشتراة حديثا خارج عاصمة تكساس، وفقا لسندات الملكية وسجلات الأراضي الأخرى.

في اجتماعات مع ملاك الأراضي ووكلاء العقارات، وصف ماسك رؤيته بأنها نوع من المدينة الفاضلة في تكساس على طول نهر كولورادو، حيث يمكن للموظفين العيش والعمل.

المسؤولون التنفيذيون في “بورينج”، وهي شركة تشغيل الأنفاق التابعة لماسك، ناقشوا وبحثوا في دمج المدينة في مقاطعة باستروب، مما يسمح لماسك بوضع بعض اللوائح في بلديته وتسريع خططه.

ماسك وكبار مسؤوليه التنفيذيين يريدون أن يتمكن موظفوه في منطقة أوستن، بما في ذلك العمال في شركة “بورينج”، وشركة تصنيع السيارات الكهربائية “تيسلا” وشركة الفضاء والاستكشاف “سبيس إكس”، من العيش في منازل جديدة بإيجارات أقل من السوق.

المدينة المخطط لها تقع بجوار منشآت “سبيس إكس” و”بورينج” قيد الإنشاء الآن، ويتضمن الموقع مجموعة من المنازل النموذجية، ومسبحا، ومنطقة رياضية خارجية، وصالة ألعاب رياضية.

بموجب قانون ولاية تكساس، تحتاج المدينة إلى 201 ساكنا على الأقل قبل أن تتمكن من التقدم بطلب الدمج، ومن ثم الحصول على موافقة من قاضي المقاطعة.

على مدى السنوات الثلاث الماضية، اشترت الكيانات المرتبطة بشركات ماسك أو المديرين التنفيذيين ما لا يقل عن 3500 فدان في منطقة أوستن، أي ما يعادل 4 أضعاف مساحة سنترال بارك في نيويورك، وفقا لسندات المقاطعة وسجلات الأراضي الأخرى.

بعض مسؤولي العقارات والأراضي المحليين أشاروا إلى أن أشخاصا مقربين من ماسك أخبروهم أن الملياردير يمتلك المزيد من الأراضي في المنطقة، بما يصل إلى 6000 فدان.

عمليات شراء الأراضي في تكساس تمت من خلال 4 شركات ذات مسؤولية محدودة على الأقل ترتبط بأعمال ماسك أو مسؤوليها في سندات المقاطعة وسجلات الأراضي وملفات الأعمال الحكومية التي تدرج أسمائهم.

الخطط تتضمن مشروعا لبناء مجمع سكني خاص لماسك الذي من المحتمل أن يكون على بعد مسافة من المدينة المخطط لها، حيث يعتبر ماسك هو المحرك الرئيسي للخطط، ويجب أن تتم الموافقة على جميع عمليات شراء الأراضي من قبله.

حياة ماسك غير المستقرة

حافظ المدير التنفيذي البالغ من العمر 52 عاما خلال معظم حياته المهنية على أسلوب حياة متنقل إلى حد ما، وقلل من الحاجة إلى امتلاك منزل أو العديد من الممتلكات الشخصية.

ماسك، الذي يمتلك أيضا شركة “تويتر” للتواصل الاجتماعي، يسافر غالبا، ويتنقل ذهابا وإيابا بين مواقع شركاته المختلفة في تكساس وكاليفورنيا، حيث تحدث عن النوم في مصنع سيارات “تيسلا” بكاليفورنيا خلال فترات العمل المكثفة. 

منذ أن سيطر على “تويتر” في أواخر شهر تشرين الأول/أكتوبر، أوضح ماسك أنه نام في المقر الرئيسي لشركة التواصل الاجتماعي في سان فرانسيسكو.

في عام 2020، تعهد ماسك علنا بعدم امتلاك منزل، وشرع في بيع 7 منازل في كاليفورنيا، وأشار في عام 2021 إلى أنه نقل مقر إقامته الأساسي إلى منزل ريفي في جنوب تكساس بقيمة 50 ألف دولار تقريبا استأجره من “سبيس إكس”، حيث يشغل منصب الرئيس التنفيذي.

إلى جانب ذلك، استعان بمجموعة من وكلاء العقارات ليعرضوا له قصورا في منطقة أوستن، وتجول شخصيا في بعض المنازل، وأخبر مستشاروه الماليون الوسطاء أن هناك متطلبات معينة، بما في ذلك الرغبة في الحصول على مساحة كبيرة من الأرض لم تكن متوفرة في العقارات في السوق في ذلك الوقت.

بعد انتشار الأخبار، اعترض ماسك على فكرة أنه كان يتطلع لشراء منزل، لكنه أقر بأن الوقت قد حان للعثور على مكان أكثر انتظاما للإقامة فيه، وغرد في شهر كانون الأول/ديسمبر 2021 قائلا، “ربما ينبغي أن أعيش في مكان ما”.

في الوقت نفسه، كانت الشركات ذات المسؤولية المحدودة المرتبطة بأعمال ماسك أو مديريه التنفيذيين تشتري الأراضي في منطقة أوستن، وفقا لسجلات الأراضي والسندات.

على سبيل المثال، اشترت شركة ذات مسؤولية محدودة يديرها جاريد بيرشال، أحد كبار مستشاري ماسك، أكثر من 500 فدان عبر نهر كولورادو في منطقة أوستن في عام 2021، حسبما تظهر السجلات.

بشكل عام، تختلف سياسات الشركة بشأن ما يشكل إنفاقا شخصيا أو مهنيا من قبل المديرين التنفيذيين في الإدارة التنفيذية اعتمادا على الشركة، ويمكن أن يكون هناك مجال واسع للمناورة، حيث يمكن أن تشمل حزم التعويضات الوصول إلى طائرة خاصة بالشركة، أو المساعدة من مستشار مالي أو عضوية في نادي.

من النادر أن توقع مجالس الإدارة على استخدام أموال الشركة للمنازل الشخصية، بالرغم من أن ذلك قد يحدث فيما يتعلق بأجزاء من المنازل المستخدمة لأغراض العمل، مثل غرف الاجتماعات للمديرين التنفيذيين أو تجمعات مجالس الإدارة.

ختاما، في إيداعات الأوراق المالية، أشارت شركة “تيسلا” إلى أن لجنة التدقيق التابعة لمجلس الإدارة يجب أن تراجع وتوافق على المعاملات التي تزيد قيمتها عن 120 ألف دولار، والتي يكون لشخص ذي صلة، مثل المسؤول التنفيذي، مصلحة مادية فيها.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات