الإنترنت ونتائج الثانوية العامة بالمنطقة.. معاناة مستمرة فهل من حلول؟

الإنترنت ونتائج الثانوية العامة بالمنطقة.. معاناة مستمرة فهل من حلول؟
استمع إلى المقال

في ظل إعلان نتائج امتحانات الثانوية العامة في سوريا والعراق وقريبا مصر، تعاني العائلات الساعية لمعرفة نتائج أبنائها من مشكلة الوصول إلى موقع وزارة التربية في بلدان المنطقة، حيث يتوقف عن الاستجابة لساعات، مما يمنع الطلبة من معرفة النتائج، فما هي أسباب تلك المشاكل، وهل من حل لها.

اجتياز امتحان الثانوية العامة يُعد أمرا هاما للطلبة الذين يتطلعون لمواصلة التعليم العالي، حيث يمنح اجتياز هذا الامتحان الطلبة الفرصة للتسجيل في الجامعات والكليات والمعاهد العليا في كل بلدان المنطقة وفي العالم بشكل عام.

بالأمس، أعلنت وزارة التربية السورية، المسؤولة عن إعلان النتائج وتوفيرها للطلاب عبر موقعها الرسمي، في بيان عن نتائج امتحانات الثانوية العامة، موضحة أن نسبة النجاح بلغت 66.3 بالمئة، أما في العراق فقد بلغت نسبة النجاح من الامتحانات الوزارية للصف الثالث المتوسط، نحو 90 بالمئة.

المشاكل تقض مضاجع الطلبة 

بغض النظر عن نسبة النجاح والرسوب، فإن المشكلة المتكررة منذ سنوات ما تزال ماثلة أمام الأعين، حيث أن الموقع الإلكتروني لوزارة التربية سواء في العراق أو سوريا وبقية بلدان المنطقة، خاصة في الشام وشمال إفريقيا، أصبح كابوسا يقض مضاجع الطلبة، وذلك بسبب توقفه عن الاستجابة حتى قبل الموعد المحدد لصدور النتائج. 

مع استمرار المشكلة لساعات طويلة، فإن هذا الأمر يجعل الطلبة ينتظرون وقتا طويلا لمعرفة الخبر الذي قد يحدد مصير حياتهم المستقبلية وشكلها، وهءا ما تسبب بتذمر كبير للطلبة وذويهم تابعناه عبر مواقع التواصل الاجتماعي. 

هذه المشكلة تحدث عندما يرسل المتصفح حزما مع طلب، لكنه لا يتلقى حزم استجابة من الخادم، ويتلخص سبب حدوث ذلك في مشكلات الخادم، حيث يتعذر على الخادم نفسه تلقي الحزم على مستوى الشبكة، أو يتعذر على برنامج الخادم الاستجابة للطلب بعد تلقي الحزم على مستوى الشبكة.

هناك الكثير من الأسباب المحتملة لذلك، لكن معظمها تتعلق بنقص الموارد التي تتداخل مع عمل الخادم، أو تسببت بتعطل برنامج الخادم، أو حتى تسببت في تعطل نظام تشغيل الخادم.

البنية التحتية في المنطقة

البنية التحتية للاتصالات في المنطقة -باستثناء الخليج- تُعد من بين أقل البنى التحتية تطورا، ومن الصعب الحصول على اتصالات النطاق العريض، ولا توجد وثائق منشورة عن البنية التحتية.

الفجوة الرقمية في المنطقة تعود جزئيا إلى الافتقار إلى البنية التحتية للاتصالات السلكية واللاسلكية، التي تضررت بشدة خلال السنوات الماضية نتيجة الحروب والأزمات والأوضاع الأمنية والسياسية بتلك البلدان، مما ترك العديد من المناطق دون الوصول إلى الإنترنت أو التقنيات الرقمية الأخرى. بالإضافة إلى ذلك، أدت التكاليف المرتفعة ومحدودية توافر التكنولوجيا إلى تفاقم المشكلة.

هذه الفجوة الرقمية لها تداعيات خطيرة، حيث تحد من الوصول إلى المعلومات والخدمات والموارد الحيوية، وتعيق النمو الاقتصادي وتمنع البلدان من الاستفادة من الفرص التي توفرها الثورة الرقمية. 

كما أنها تساهم في ارتفاع مستويات الفقر وعدم المساواة، حيث إن أولئك الذين ليس لديهم إمكانية الوصول إلى التكنولوجيا الرقمية يكونون في وضع غير مؤات عندما يتعلق الأمر بالعثور على عمل والوصول إلى الخدمات.

صعوبة الوصول إلى الإنترنت

في السنوات القليلة الماضية، أصبح الوصول إلى الإنترنت مقيدا بشكل متزايد، وهذا الأمر يرجع إلى عدد من العوامل، بما في ذلك صعوبة الحصول على بنية تحتية جديدة للإنترنت، وصعوبة الحفاظ على البنية التحتية القائمة، وصعوبة الحصول على التراخيص والتصاريح اللازمة للعمل.

نتيجة لهذه القيود، انخفضت سرعة الإنترنت في سوريا والعراق بشكل كبير والوضع ذاته في مصر وحتى اليمن ولبنان وفلسطين والأردن. ففي سوريا مثلا وبحسب البيانات العالمية، هناك 8.11 مليون مستخدم للإنترنت في البلاد في بداية عام 2023، بمعدل انتشار يبلغ 35.8 بالمئة من إجمالي السكان.

البيانات من مؤشر “Speedtest” لشهر حزيران/يونيو 2023، الذي تصدره شركة “أوكلا” لتقييم سرعة الإنترنت حول العالم، تشير إلى أن متوسط سرعة اتصال الإنترنت عبر الهاتف المحمول هو 11.5 ميجابت في الثانية، مما يضعها في المركز 129 عالميا، بينما يبلغ متوسط سرعة اتصال الإنترنت الثابت نحو 3.9 ميجابت في الثانية، الأمر الذي يجعله يأتي في المركز 177 عالميا، من أصل 180 مركزا.

الوصول إلى الإنترنت يعد أيضا أكثر تكلفة، حيث يتعين على مزودي خدمة الإنترنت في بلدان المنطقة فرض أسعار أعلى لتغطية تكاليف صيانة البنية التحتية.

محدودية الوصول هذه كان لها تأثير كبير على الشعوب، حيث أصبح الوصول إلى المعلومات والتواصل مع الآخرين واستخدام الإنترنت لأغراض تجارية وتعليمية أكثر صعوبة. 

بالإضافة إلى ذلك، فإن نقص الوصول إلى الإنترنت جعل من الصعب على المواطنين الوصول إلى الرعاية الطبية، حيث تتطلب العديد من الخدمات الطبية الوصول إلى الإنترنت من أجل توفير الرعاية.

ختاما، تعاني بلدان المنطقة من مشاكل مستعصية على الحل في الوقت الحالي فيما يتعلق بخدمات الإنترنت والاتصالات، الأمر الذي يؤثر تأثيرا واضحا على المواطنين، بما في ذلك انخفاض النشاط الاقتصادي، وزيادة مخاطر تعطل الخدمات الأساسية مثل الخدمات المصرفية والرعاية الصحية والتعليم، وهذا ما نشاهده يتكرر مع نهاية كل عام دراسي إبان إعلان نتائج الامتحانات الوزارية “البكالوريا”.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات