“إنفيديا” تستعد للانضمام إلى نادي التريليون دولار؟

“إنفيديا” تستعد للانضمام إلى نادي التريليون دولار؟
استمع إلى المقال

في عام 2018، أسست “أبل” نادي التريليون دولار، الذي انضمت إليه لاحقا “مايكروسوفت” و”أمازون” و”ألفابت”، ومن الواضح الآن أن النادي بانتظار انضمام عضو جديد، فهل تستطيع شركة “إنفيديا” فعل ذلك.

بعد أن أعلنت عن نتائجها المالية للربع الأول من العام الحالي، ارتفعت أسهم “إنفيديا” بنحو 30 بالمئة، مما مهد الطريق للشركة لتصبح الشركة الأميركية رقم 5 المدرجة في البورصة التي تبلغ قيمتها السوقية حاليا تريليون دولار. 

هذا الأمر يتيح للشركة الانضمام إلى نادي التريليون دولار، المكونة أعضائه من شركات “أبل” و”أمازون” و”مايكروسوفت” و”ألفابت”، وكل ذلك بفضل الرغبة الشديدة في الحصول على رقائق الذكاء الاصطناعي في عصر الذكاء الاصطناعي التوليدي.

في الوقت الحالي تقترب القيمة السوقية لشركة الرقائق من 951 مليار دولار، مما يعني ضعف القيمة السوقية لثاني أكبر شركة رقاقات، “TSMC” التايوانية.

الذكاء الاصطناعي التوليدي ساعد “إنفيديا”

كل طرق الذكاء الاصطناعي تؤدي إلى “إنفيديا” لأنها تهيمن على سوق الرقائق المستخدمة لتشغيل “ChatGPT” والعديد من الخدمات المماثلة.

من أجل إنشاء محتوى جديد يتراوح من القصائد إلى الصور وحتى التعليمات البرمجية للحاسب، يستخدم الذكاء الاصطناعي التوليدي مجموعة كبيرة من البيانات الموجودة مسبقا.

نماذج الذكاء الاصطناعي الضخمة الحالية تتطلب تشغيل الآلاف من وحدات معالجة الرسومات، وتستحوذ “إنفيديا” على نحو 88 بالمئة من سوق وحدة معالجة الرسومات.

بالنظر إلى أن نماذج اللغات الكبيرة، مثل “GPT”، أصبحت أكبر وأكثر قوة، فإن أجهزة وبرامج “إنفيديا” ساعدت في تعزيز ثورة التعلم العميق، التي بدورها أدت إلى الحاجة إلى المزيد من وحدات معالجة الرسومات.

خلال السنوات القليلة الماضية، ركزت “إنفيديا”، المعروفة بشرائحها المستخدمة في ألعاب الفيديو، على سوق مراكز البيانات. 

في فترة الوباء، توسعت أعمال الشركة بسرعة عندما انطلقت الألعاب، وازداد اعتماد السحابة وتحول عشاق العملات المشفرة إلى رقائقها من أجل تعدين العملات المشفرة.

شركتا “مايكروسوفت” و”جوجل” تعتقدان أن الذكاء الاصطناعي يمكن أن يغير طريقة إنجاز العمل. في سعيهما للسيطرة على الصناعة، تتسابق الشركتان لإضافة التكنولوجيا إلى محركات البحث وبرامج الإنتاجية.

محللو بنك “جولدمان ساكس” يقدرون أن الاستثمار الأميركي في الذكاء الاصطناعي قد يقترب من 1 بالمئة من الناتج الاقتصادي للبلاد بحلول عام 2030.

“إنفيديا” مرادف للذكاء الاصطناعي

في هذه الأيام، أصبحت “إنفيديا” مرادفا للذكاء الاصطناعي، ولن يتمكن أحد في أي وقت قريب من اللحاق بالشركة واستبدال منصتها للذكاء الاصطناعي.

كل الأنظار تتجه إلى “إنفيديا” بعد أن توقعت الشركة الأميركية الكبرى رقم 5 من حيث القيمة السوقية، أن تكون إيرادات الربع الثاني من العام الحالي أكثر بنسبة 50 بالمئة بالمقارنة مع توقعات المحللين.

الشركة أشارت إلى الطلب على معالجات الرسومات التي تدعم تطبيقات الذكاء الاصطناعي، لذا فهي توقعت تحقيقها مبيعات بقيمة 11 مليار دولار للربع الثاني من السنة المالية 2024.

في هذا العام، ارتفعت أسهم الشركة بأكثر من 160 بالمئة، مضيفة 586 مليار دولار من القيمة السوقية.

لا يزال من الصعب التغلب على إستراتيجية المنصة الشهيرة للشركة والنهج الذي يركز على البرامج، حيث أن “إنفيديا” ليست مجرد شركة حوسبة لوحدة معالجة الرسومات، بل إنها في الأساس شركة حوسبة عملاقة تعمل بالذكاء الاصطناعي. 

نتيجة لذلك، تتمتع “إنفيديا” بالحرية الكاملة في مشهد الذكاء الاصطناعي، وقد استفادت من الاستثمارات الكبيرة في مجال الأعمال والنهج المركزة التي تمكنها بشكل أساسي من السيطرة على أسواقها.

بينما يقدم اللاعبون الآخرون شرائح أو أنظمة، فقد أنشأت “إنفيديا” نظاما بيئيا قويا يتضمن الرقائق والأجهزة المرتبطة بها ومجموعة كاملة من البرمجيات وأنظمة التطوير التي تم تحسينها لرقائقها وأنظمتها.

كانت “إنفيديا” ذكية جدا في دمج الإمكانات الجديدة في نظامها. الشركات الناشئة الأخرى في مجال الذكاء الاصطناعي قلصت استثماراتها في الأدوات البرمجية، لذا فبينما قاموا بإنشاء منصات الحوسبة السحابية التي قد تكون أسرع أو أرخص من منصات “إنفيديا”، فإنها لا تأتي بتحسين متناسب في تجربة البرمجة الحالية.

بشكل عام، فإن النتائج المالية لشركة “إنفيديا” تُظهر أن الطفرة التوليدية للذكاء الاصطناعي قد تكون المحرك الكبير التالي للنمو، وقد تكون هذه نقطة انعطاف أخرى في التاريخ التكنولوجي، مثل محرك الاحتراق الداخلي أو الإنترنت.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات