استمع إلى المقال

منذ إطلاقه في عام 2015، كان “ويندوز 10” هو الإصدار الأكثر شيوعا وشعبية من نظام التشغيل ويندوز من “مايكروسوفت” حتى ساعة إعداد هذا التقرير، هذا النظام ما زال يعمل على ملايين الأجهزة في جميع أنحاء العالم، ولكن في حزيران/يونيو 2021، أعلنت “مايكروسوفت” عن “ويندوز 11″، الإصدار الجديد والمحسّن من نظام التشغيل الذي يوفر تجربة مستخدم جديدة وميزات مبتكرة وأداء أسرع وأمان أفضل، بحسب تصريحات الشركة، وهو بالفعل يحقق تصاعدا ملحوظا في حصة الاستخدام، ولكنه تصاعد خجول إن صح التعبير.

وفقا لخدمة تتبع إحصاءات الاستخدام “Statcounter“، يمتلك نظام التشغيل “ويندوز 10” حصة استخدام تبلغ 71.36 بالمئة في نيسان/أبريل 2023، في حين يأتي “ويندوز 11” في المرتبة التالية بحصة استخدام تبلغ 23.11 بالمئة، ويليه “ويندوز 7” بحصة استخدام تبلغ 3.78 بالمئة.

على الرغم من أن “ويندوز 10” يشهد انخفاضا طفيفا بنسبة 2.10 بالمئة مقارنة بشهر آذار/مارس، وذلك بسبب إعلان شركة “مايكروسوفت” بأنها سيتم دعم “ويندوز 10” رسميا حتى تشرين الأول/أكتوبر 2025 فقط، في المقابل “ويندوز 11” حقق زيادة ملحوظة بنسبة 2.16 بالمئة في الفترة نفسها، ويتمتع “ويندوز 11” بجاذبية متزايدة بين المستخدمين الذين يتطلعون إلى تحديث تجربتهم والاستفادة من المزايا والتحسينات الجديدة المقدمة.

احصائيات مستخدمي ويندوز 11

من الملاحظ أيضا أن “مايكروسوفت” قد أنهت دعمها لنظام التشغيل “ويندوز 7” في كانون الثاني/يناير 2023، وهذا أدى إلى انخفاض حصة استخدامه بشكل كبير من أعلى مستوى كان عليه في كانون الأول/ديسمبر 2022 عند 11.2 بالمئة إلى 3.78 بالمئة فقط في نيسان/أبريل 2023، هذا التغيير الكبير في الاستخدام يشير إلى اتجاه المستخدمين للاعتماد على أحدث إصدارات النظام.

من الواضح أيضا أن هناك تحديات تواجه مستخدمي “ويندوز 10” في الترقية إلى “ويندوز 11″، وذلك بسبب المتطلبات العالية التي وضعتها “مايكروسوفت” للأجهزة التي تدعم النظام الجديد؛ لذلك، فإن العديد من المستخدمين واجهوا صعوبة في ترقية أجهزتهم، ولكن محاولات “مايكروسوفت” المستمرة في تطوير هذا النظام تعكس التزامها بمواكبة التكنولوجيا السريعة وتلبية تطلعات المستخدمين في هذا العصر الرقمي المتقدم.

باختصار، يتضح أن نظام التشغيل “ويندوز 11” يحظى بشعبية متزايدة، ورغم تحديات الترقية التي تواجهها المستخدمين، فإن شركة “مايكروسوفت” تسعى جاهدة لتطوير نظام يلبي احتياجاتهم، ويتماشى مع التطورات التكنولوجية الحديثة، سنستكشف في هذا التقرير أحدث التحسينات والمميزات التي جلبتها الشركة لنظام “ويندوز 11” وكيف تؤثر في تجربة المستخدم.

دعم هواتف “أيفون”

من بين المزايا التي يتصف بها نظام التشغيل “ويندوز11″، هو تطبيق يدعى “Phone Link”، والذي يسمح بربط هاتف المستخدم بجهاز الكمبيوتر الشخصي الذي يعمل بنظام “ويندوز 11” عبر البلوتوث أو الكابل، والتحكم في المكالمات والرسائل وجهات الاتصال من خلال الكمبيوتر.

في بادئ الأمر، كانت هذه الميزة متاحة فقط لهواتف “الأندرويد”، ولكن في شباط/فبراير 2023، أعلنت شركة “مايكروسوفت” عن بدء تجربة مبكرة لهذه الميزة مع مستخدمي هواتف “الأيفون”، وذلك من خلال برنامج “Windows Insider”، الذي يسمح للمستخدمين بتجربة أحدث التحديثات والإصلاحات قبل إطلاقها رسميا، وفي نيسان/أبريل 2023، أعلنت الشركة عن بدء طرح هذه الميزة لجميع عملاء “ويندوز 11” في 85 سوقا حول العالم، وبـ 39 لغة مختلفة.

للاستفادة من هذه الميزة، يحتاج المستخدم إلى تثبيت تطبيق “Phone Link” على جهازه الذي يعمل بنظام “ويندوز 11″، وتطبيق “Link to Windows” على هاتفه “الأيفون”، وإجراء عملية ربط بسيطة بين الجهازين عبر مسح رمز”QR”؛ بعد ذلك، سيتم إشعار المستخدم على جهازه الشخصي بالمكالمات والرسائل وجهات الاتصال التي تصل إلى هاتفه، وسيستطيع التحكم بها من خلال الكمبيوتر، وكما سيستطيع المستخدم الوصول إلى صور هاتفه على جهازه من خلال تطبيق “Photos”، وذلك باستخدام خدمة “iCloud”.

هذه الميزة تعد خطوة مهمة في تحسين التوافق بين نظام “ويندوز 11” وأجهزة “الأيفون”، وإزالة الحواجز بين الهاتف والكمبيوتر، وجعل استخدامهما أسهل وأسرع، وكما تعبر عن رؤية شركة “مايكروسوفت” في دعم اختلاف احتجاجات المستخدمين – بغض النظر عن نوع هاتفهم.

الذكاء الاصطناعي في “ويندوز 11”

الذكاء الاصطناعي هو مجال متطور ومثير في عالم التقنية، وهو يتيح للبرامج والخدمات أن تقوم بمهام معقدة ومبتكرة تحاكي قدرات العقل البشري، شركة “مايكروسوفت” هي رائدة في مجال الذكاء الاصطناعي، وهي تستخدمه في عدة منتجات وحلول، مثل محرك البحث “بينغ”، والمساعد الشخصي “كورتانا”، وخدمة الترجمة “مايكروسوفت ترانسليتور”، وغيرها.

الذكاء الاصطناعي في ويندوز 11

في مؤتمر “مايكروسوفت بيلد” للمطورين في أيار/مايو 2023، أعلنت الشركة عن عدة إنجازات في مجال الذكاء الاصطناعي لنظام التشغيل “ويندوز 11″، ومن بين هذه الإنجازات، نذكر.

البدء في دعم وتطوير الذكاء الاصطناعي على أجهزة “ويندوز 11” باستخدام نظام “لينكس” داخل نظام “ويندوز” (WSL)، والذي يسمح للمطورين بتشغيل إطارات عمل التعلم العميق المسرعة بواسطة وحدات المعالجة المخصصة للذكاء الاصطناعي (Tensor Cores) على بطاقات “إنفيديا RTX “.

إطلاق أداة “Microsoft Olive” لتحسين وتحويل نماذج التعلم العميق المبنية على إطار عمل “PyTorch” إلى تنسيق “ONNX”، والذي يسهل استخدامه على أجهزة “ويندوز 11”.

توسيع مفهوم المساعد الشخصي الذكي (Copilot)، والذي يستخدم نماذج لغوية كبيرة (LLM) مثل “GPT-4” لمساعدة المستخدم في إنجاز مهام مختلفة، مثل كتابة البرامج (GitHub Copilot)، أو إدارة المشاريع (Dynamics 365 Copilot)، أو إنشاء المحتوى (Microsoft 365 Copilot)، أو تطوير التطبيقات (Copilot for Power Platform).

دعم “ويندوز 11” لصيغة ملفات الأرشيف

في مؤتمر “مايكروسوفت بيلد” للمطورين أيضا، حصل “ويندوز 11” على تحديث مهم ومفيد جدا للمستخدمين، سيحتوي “ويندوز 11” أخيرا على دعم مدمج لصيغ الأرشيف، مثل “tar” و”7-Zip” و”rar” و”gz” وغيرها الكثير، مما يلغي الحاجة إلى تطبيقات طرف ثالث مثل “Win RAR”.

هذا الحل، المستند إلى مشروع “libarchive” مفتوح المصدر، لا يتعامل فقط مع ملفات “رار” ولكنه يدعم أيضا صيغا أخرى مختلفة، حيث تعد “مايكروسوفت” بتحسين وظائف الضغط مقارنة بالتطبيقات الخاصة بالأطراف الثالثة.

على الرغم من أن تاريخ الإطلاق الرسمي لم يُعلن بعد، ولكن من المتوقع أن يصل التحديث قريبا، مما يوفر للمستخدمين إمكانات مريحة وفعالة لضغط الملفات واستخراجها.

تطلعات المستخدمين

في ختام هذا التقرير، يتضح أن إضافات “مايكروسوفت” الأخيرة في نظام التشغيل “ويندوز 11” تمثل خطوات مبتكرة نحو تحسين تجربة المستخدم ومواكبة التطورات التكنولوجية الحديثة، ومع زيادة شعبية “ويندوز 11” والتحسينات التي جلبها، يبدو أن المستخدمين يتجاوبون على نحو إيجابي مع النظام الجديد.

من بين الإضافات اللافتة للنظر، نجد دعم هواتف “أيفون” من خلال ميزة “Phone Link”، التي تتيح للمستخدمين ربط هواتفهم بأجهزة الكمبيوتر العاملة بنظام “ويندوز 11” والتحكم فيها، هذه الخطوة تسهم في تحسين التوافق وتوفير تجربة مريحة للمستخدمين بغض النظر عن نوع هواتفهم.

كما أن استخدام الذكاء الاصطناعي في “ويندوز 11” يعكس التطور المستمر لشركة “مايكروسوفت” في هذا المجال المثير، وتوفير أدوات الذكاء الاصطناعي للمطورين يساعدهم على تطوير تطبيقات وحلول مبتكرة ومتقدمة.

باختصار، إضافات “مايكروسوفت” الأخيرة في “ويندوز 11” تعكس التزام الشركة بتلبية احتياجات المستخدمين والابتكار في مجال التكنولوجيا، وتحسينات الأداء والأمان، إضافة دعم هواتف “أيفون”، واستخدام الذكاء الاصطناعي، جميعها خطوات هامة نحو تطوير نظام يلبي تطلعات المستخدمين في العصر الرقمي المتقدم.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات