استمع إلى المقال

“السوفتوير” أو نظام تشغيل الهاتف هو الواجهة الرسومية التي يتم التعامل معها عند استخدام أي ميزة في الهاتف، لذلك يتدخل “السوفتوير” في كافة جوانب الجهاز وكافة المكونات التي يمتلكها الجهاز بداية من التقاط الصور بالكاميرا وإجراء المكالمات وانتهاء بالعمليات المعقدة، التي تتطلب مستوى أمنيا مرتفعا، مثل التعاملات المالية من خلال الهاتف أو حتى المكالمات والرسائل الحساسة والمشفرة.

أهمية “السوفتوير” تكاد تتجاوز أهمية مكونات الهاتف والعتاد الآخر المستخدم في الهاتف، والسبب وراء ذلك كونه المنتج النهائي لتكامل كافة المكونات في الهاتف وعملها معا، ويظهر ذلك بوضوح في الهواتف التي تمتلك أحدث المعالجات وأقوى مستشعرات الكاميرا، ولكن النتيجة في النهاية هي هاتف بطيء لا يمكن استخدامه لفترات طويلة مستمرة أو صور ضبابية ذات الكثير من التأثيرات التي تضيع ملامحها.

رغم أهمية “السوفتوير” في الهاتف، إلا أن الجانب الأهم هو التكامل والتوافق بين نظام التشغيل والعتاد الفيزيائي الموجود في الهاتف، وهو الأمر الذي يجعل هواتف “آيفون” القديمة تعمل بصورة جيدة مع الأنظمة الأحدث، بينما قد لا يحدث ذلك مع هواتف “أندرويد“.

لذلك تعمل الشركات على إرسال تحديثات “سوفتوير” مختلفة إلى أجهزتها، من أجل الحفاظ على حالة النظام واستمرار عمله على أكمل وجه، وذلك إلى جانب علاج المشكلات التي قد تظهر في أي نظام تشغيل أو الثغرات الأمنية الطارئة.

قد يهمك أيضا: أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة.. كيف تعمل وما أهميتها؟

الأنواع المختلفة من تحديثات “السوفتوير”

تحديثات “السوفتوير” تأتي جميعها للهواتف على شكل واحد، وذلك بفضل الاعتماد على تقنية إرسال التحديث عبر الهواء (OTA)، لذلك عندما يوجد تحديث للهاتف، فإنك تجد أمامك رسالة تنبئك بوجوده وضرورة تثبيته، ورغم أن التحديثات تأتي على شكل واحد إلا أنها تختلف في جوهرها، وتندرج تحت نوعين بشكل عام، وهما  تحديثات “السوفتوير” الأمنية، وتحديثات إضافة المزايا في “السوفتوير”

التحديثات الأمنية التي تحصل عليها أنظمة تشغيل الهواتف، عادة ما تكون أصغر حجما من تحديثات إضافة المزايا، وهي لا تؤثر كثيرا في أداء الهاتف، إذ يقع دورها الرئيسي في إصلاح الثغرات التي اكتشفت في النظام بعد إطلاق النسخة النهائية منه أو تحديث الوضع الأمني للنظام، حتى تستطيع مواجهة التهديدات الأحدث وصد الهجمات السيبرانية، وهي تصدر بصورة دورية من أغلب شركات الهواتف.

إضافة المزايا وإصلاح الأعطال في “السوفتوير” يتم عبر نوع آخر من التحديثات، وهي التحديثات الأكبر حجما والأقل في عددها من التحديثات الأمنية، إذ تأتي هذه التحديثات لإتاحة ميزة جديدة في النظام أو حتى إصلاح عطل ما في تشغيل النظام وأحيانا تؤثر على الأداء، وتأتي لتحسين أداء الهاتف بشكل كبير قبل إطلاق تحديث النظام الشامل.

التحديثات الأمنية وتحديثات إضافة المزايا كلاهما يعملان على الإصدار ذاته من النظام دون ترقيته، لذلك فإن كنت تمتلك هاتفا يعمل بنظام “أندرويد 10” فإن التحديثات الأمنية أو تحديثات إضافة المزايا له ستعمل حصرا مع نظام “أندرويد 10″، وهي تختلف عن التحديثات التي يحصل عليها “أندرويد 11” وهكذا.

تحديثات ترقية النظام تكون الأقل عددا بين جميع أنواع تحديثات “السوفتوير“، وذلك لأنها تتطلب وقتا أطول للعمل عليها وتقدم أكبر مجموعة من المزايا والخصائص الجديدة المختلفة إلى الهاتف.

بينما تقوم أغلب الشركات بإرسال التحديثات الأمنية وتحديثات إضافة المزايا بشكل مستمر، إلا أن تحديثات الترقية قد تتوقف عند جيل معين للهاتف أو بعد مرور مدة زمنية بعينها من إطلاق الهاتف للمرة الأولى.

قد يهمك أيضا: تتبع الموقع الجغرافي لمستخدمي الهواتف الذكية.. خدمة توجيهية أم تعقب؟

التحديثات الأمنية الصغيرة هامة؟

صغر حجم التحديثات الأمنية وعدم إضافتها لأي مزايا جديدة يجعل بعض المستخدمين يتجاهلون تثبيتها، وهو ما يتركهم عرضة للهجمات السيبرانية وسرقة البيانات أو الحسابات البنكية، لذلك ورغم صغر حجم التحديثات الأمنية وعدم إضافتها لأي مزايا جديدة للنظام، فإنها تكاد تعد أهم تحديثات “السوفتوير“.

جميع أنظمة “السوفتوير” من مختلف الشركات سواء كانت “أندرويد” أو “iOS”، هي عرضة للهجمات السيبرانية وقد تسبب في اختراق الهاتف وسرقة البيانات أو الحسابات البنكية، كما أن بعض هذه الهجمات تهدف للتجسس على المستخدم، لذلك تستخدم الشركات التحديثات الأمنية الصغيرة لمواجهة هذه الهجمات والتغلب عليها.

“أبل” التي تمضي عاما كاملا لتطوير نظامها وتزوده بأحدث أنظمة الحماية، أصدرت سابقا تحديثا أمنيا لمواجهة هجمات “بيغاسوس” التي كانت منظمة من قبل مجموعة “NSO” للتجسس على هواتف المستخدمين.

Embed from Getty Images

أنظمة” iOS” بشكل عام تعد أكثر أمنا من أنظمة *أندرويد” ويصعب اختراقها بسبب طبيعة النظام المختلفة، إذ تغلق “أبل”  النظام بشكل كامل ولا تسمح لأي شخص بالوصول إلى ملفات النظام الرئيسية وتعديلها إلا عند كسر حماية الهاتف، لذلك بنت هواتف “أيفون” سمعة لنفسها بأنها أكثر أمنا من غيرها من الهواتف، وما يساعد هذه السمعة هو سرعة استجابة “أبل” بالتحديثات الأمنية لمواجهة أي اختراقات أو ثغرات.

شركة “Kaspersky” المطورة للبرنامج الأمني الشهير، أجرت دراسة حول الهجمات الخبيثة على الهواتف المحمولة، ووجدت أن أكثر من 95 بالمئة من الهجمات تتم على هواتف “أندرويد”، بينما 98 بالمئة من عمليات سرقة حسابات البنوك تأتي أيضًا من هواتف “أندرويد“، وهو ما أكدته أيضًا دراسة “Norton” للحلول الأمنية، إذ وجدت بأن هواتف “أندرويد” أكثر عرضة للهجمات الخبيثة من “آيفون“.

عرضة “أندرويد” للهجمات لا تنبع من عيب جوهري في النظام، بل السبب وراء ذلك يعود إلى كون النظام مفتوحا ويمكن لأي مستخدم حول العالم تصميم برامجه بسهولة وبثها في متجر “جوجل بلاي”، حتى إن كانت تمتلك تطبيقات خبيثة، وبينما تحاول “جوجل” جاهدة القضاء على البرامج الخبيثة في متجرها، إلا أن معدل ظهور البرامج الخبيثة الجديدة أكبر من ذاك الذي تستطيع “جوجل” مواجهته يدويا.

قد يهمك أيضا: ٥ أسباب تجعل الهواتف الرائدة هي الخيار الأفضل

الاختلاف الرئيسي بين تحديثات “iOS” و تحديثات “أندرويد”

هواتف “أيفون” تتمتع بمدة دعم أطول كثيرا من هواتف “أندرويد” في المعتاد وذلك بفضل سياسة “أبل” في دعم هواتفها وإرسال تحديثات ترقية النظام وبقية أنواع التحديثات إليها، إذ تدعم “أبل” هاتفها لمدة تزيد عن 6 سنوات منذ ظهوره للمرة الأولى، وذلك بحسب احصاءات موقع “Statista”.

أما تحديثات “السوفتوير” الأمنية فإنها تمتد إلى 7 أو 8 سنوات من تاريخ إصدار الهاتف، أي بعد توقف ترقيات النظام لمدة عامين تقريبا، وتعد “أبل” الشركة الوحيدة التي توفر هذا الاختيار رغم تحذيرها للمستخدمين بأن الأجهزة القديمة قد لا تكون قادرة على مواجهة التحديات الأمنية بالجودة ذاتها.

“أبل” تستطيع القيام بذلك لأنها تطور النظام لمجموعة محدودة من الهواتف، وذلك بعكس نظام “أندرويد” الذي يتم تطويره لعدد غير محدود من الهواتف، بسبب طبيعة النظام كونه مفتوح المصدر، لذلك فإن كل شركة تصدر هواتف “أندرويد” تعتمد على سياسة تحديث خاصة بها.

“سامسونج” ترسل التحديثات لهواتفها حتى 4 أعوام وذلك يشمل التحديثات الأمنية وتحديثات إصلاح أعطال النظام، بينما إرسال تحديثات ترقية النظام يختلف من هاتف إلى هاتف، وكذلك “جوجل” ترسل التحديثات الأمنية لمدة 5 أعوام، كما أن “كوالكوم” الرائدة في صناعة شرائح الهواتف المحمولة تعد بتحديث معالجاتها حتى 4 أعوام مهما كان نوع الهاتف المستخدم فيه المعالج.

الشركات الصينية لا تعلن بشكل واضح أو صريح عن المدة المتوقعة لتحديث أنظمة هواتفها الذكية، ولكن عبر ملاحظة الهواتف المتاحة حاليا، وجد الباحثون أن “شاومي” ترسل التحديثات الأمنية لمدة 3 سنوات على الأكثر، وقد تتوقف الشركة عن إرسال التحديثات قبل هذه المدة أيضا، وبينما تحاول “جوجل” و“سامسونج” تطبيق نوع من الحماية على هواتفها وإغلاق النظام قدر الإمكان، إلا أن شركات الهواتف الصينية مثل “شاومي” أو “أوبو” تترك النظام مفتوحا عرضة للعبث من أي مخترق يمر أمامه.

تحديثات “السوفتوير” بشكل عام هي النقطة المحورية في عملية تطوير نظام تشغيل للهاتف، إذ يجب أن تمتلك فريقا قادرا على تزويد الهواتف بالكثير من التحديثات ومواكبة التطور في عالم الاختراقات الأمنية ومزايا الهواتف المحمولة على حد سواء، ولذلك انتهت الكثير من الشركات التي حاولت تقديم أنظمة “سوفتوير” خاصة بها دون أن ترى هذه الأنظمة النور.

قد يهمك أيضا: 7 خرافات وشائعات غير صحيحة عن الهواتف الذكية

مخاطر امتلاك هاتف ذكي بدون تحديثات أمنية

التحديثات الأمنية هي الجانب الأهم في أي نظام تشغيل ويجب أن تكون العامل الأول الذي يجعلك تختار هاتفا من عدمه، إذ أن امتلاك هاتف ذكي دون تحديثات أمنية لفترة طويلة يجعلك عرضة لعمليات السرقة والاحتيال وهجمات الاختراق المعقدة والتي لن يكون هاتفك قادرا على صدها.

خطورة الأمر تزداد عند متابعة التحول الرقمي الموجود في أغلب دول المنطقة، والذي يجعلك تتحكم في حساباتك البنكية من إرسال أو استقبال بكل سهولة عبر هاتفك، لذلك إن كان الهاتف عرضة للاختراق، فإن الحسابات البنكية ستكون متاحة بكل سهولة للمخترقين لسرقتها والوصول إليها.

التجسس على حياتك الشخصية هو أحد مخاطر امتلاك هاتف دون تحديثات أمنية، إذ يستطيع المخترقون بسهولة تشغيل كاميرا الهاتف الأمامية أو الخلفية والميكروفون عن بعد، وتصوير سكان المنزل وتسجيل المقاطع الصوتية لهم بكل سهولة.

بالمحصلة، فإن حماية الأمن الشخصي للمستخدمين، هو أمر لا يجب التهاون أو التساهل فيه، لذلك يجب أن تكون مدة التحديثات الأمنية هي العامل الأول في اختيار أي شخص للهاتف المحمول قبل أي مواصفات أو مزايا أخرى.

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.