أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة.. كيف تعمل وما أهميتها؟

أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة.. كيف تعمل وما أهميتها؟
استمع إلى المقال

أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة هي الجانب الأكثر استخداما في الهاتف، إذ يتعامل معها المستخدم النهائي طوال اليوم من أجل الوصول إلى الوظائف المختلفة في الهاتف، ورغم ذلك، إلا أن الكثير من المستخدمين لا يدركون أهمية نظام تشغيل الهواتف المحمولة أو كما يعرف اصطلاحا “السوفتوير”. 

“السوفتوير” هو الجانب الذي تبدع فيه الشركة المصنعة للهاتف، إذ يمكنها أن تعدله كما ترغب حتى يصل إلى تجربة المستخدم الأفضل والتي تفضلها الشركة، وينطبق ذلك على أنظمة التشغيل المختلفة مثل نظام ‘iOS” الخاص بجوالات “أبل” حصرا أو نظام “أندرويد” الذي تستخدمه أغلب الشركات الأخرى، وبينما تصنع “أبل” نظامها من الصفر، إلا أن الشركات الأخرى مثل “سامسونج” تعتمد على نواة “أندرويد” مفتوحة المصدر وتمزج بينها وبين لمسات الشركة الخاصة ليخرج لنا نظام “OneUI” الذي طورته الشركة لأجهزتها حصرا. 

نظام التشغيل هو نقطة الفصل الأهم بين الأجهزة المختلفة التي قد تقدم المواصفات ذاتها ولكن مع تجربة مستخدم مختلفة، وذلك لأن أكثر الهواتف اختلافا مثل “أيفون” تعتمد على شاشات “سامسونج” وكاميرات “سوني”، كما أنه يحدد بشكل كبير العمر الافتراضي للهاتف وجودة التجربة النهائية. 

قد يهمك أيضا: أكسير حياة الهواتف المحمولة.. هل تتعمّد الشركات قتل هواتفها؟

ما هي أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة؟ 

طريقة عمل أنظمة تشغيل الهواتف المحمولة لا تختلف كثيرا عن أنظمة تشغيل الحواسيب المنزلية أو أنظمة تشغيل الأجهزة الذكية مثل التلفاز الذكي وغيرها، إذ يمثل نظام التشغيل الواجهة البرمجية التي تسمح للمستخدم بالتواصل مع العتاد المثبت في الهاتف مثل عدسات الكاميرا وشرائح الاتصال أو المعالج المركزي.

التواصل بين المستخدم والعتاد في الهاتف يجري في اتجاهين، إذ يطلب المستخدم من العتاد القيام بالوظائف المختلفة مثل التقاط الصور أو إدخال نص بعينه للإرسال عبر منصات التواصل المختلفة، وعندما ينتهي العتاد من الوظيفة التي طلبها المستخدم، فإن نظام التشغيل يترجم الإشارات الواردة من العتاد إلى شكل يستطيع المستخدم فهمه بسهولة. 

رغم أن الدور الذي يقوم به نظام التشغيل في الهواتف المحمولة يبدو بسيطا، إلا أنه يتضمن الكثير من الجوانب المحورية في استخدام الهاتف التي تجعل نظام التشغيل أشبه بالحارس الشخصي الملاصق للمستخدم طوال اليوم، وذلك بسبب طبيعة استخدام الهواتف المحمولة في الكثير من جوانب الحياة مثل إستقبال الأموال وإرسالها أو تتبع الخرائط للوصول إلى مكان ما وأيضا إجراء المكالمات الهاتفية وتخزين الصور. 

صلاحيات نظام التشغيل تشمل جميع أجزاء ومكونات الهاتف مهما كانت صغيرة أو كبيرة، إذ يستطيع “السوفتوير” الوصول إلى جميع المستشعرات والبيانات المخزنة في الهاتف، وذلك يشمل الميكروفون ومكبر الصوت والكاميرا ومستشعر التقاط الأماكن GPS إلى جانب البيانات المخزنة في الهاتف أو التي يتم الوصول إليها عبر الهاتف مباشرة مثل الصور الشخصية وبيانات الحسابات البنكية والمستندات والمراسلات وحتى المكالمات. 

طبيعة عمل “السوفتوير” تجعله الجانب الأهم في أي هاتف محمول، إذ أن اختراق نظام التشغيل في الهاتف المحمول يعني قدرة المخترق على الوصول إلى أدق التفاصيل المتعلقة بحياتك وجميع بياناتك الشخصية التي لا ترغب في وصولها إلى أي أحد. 

قد يهمك أيضا: صناعة الهواتف المحمولة في مصر.. حقيقة أم سراب؟

أنظمة تشغيل مختلفة 

“السوفتوير” هو جزء لا يتجزأ من منظومة عمل الهواتف المحمولة، لذلك كان ملاصقا لها منذ بداية ظهورها، ورغم أن نظامي ” أندرويد” و “iOS” هما اللذان يسيطران على الساحة حاليا، إلا أنه توجد الكثير من الأنظمة المختلفة التي ظهرت واندثرت قبل أن تأخذ فرصة في الانتشار، وربما كان نظام “ويندوز فون” المثال الأكثر وضوحا على ذلك، إذ لم يستطع مقاومة الزحف الجارف لأجهزة “أندرويد” و”iOS” مما أدى لتخلي “مايكروسوفت” عن المشروع تماما. 

نظام “سيمبيان” كان أحد الأنظمة الأثرية التي بدأت عصر الهواتف المحمولة الذكية، وبينما كان النظام من تطوير نوكيا وكان يمتلك كافة مقومات النجاح المختلفة، إلا أنه اندثر مع سقوط إمبراطورية نوكيا السابقة، كما أن هناك العديد من أنظمة التشغيل المعاصرة التي تتواجد حاليا إلى جوار نظامي “أندرويد” و  “iOS”، وربما كان نظام “Ubuntu Touch” هو أحد أبرز هذه الأنظمة، وهو يستند إلى توزيعات مخصصة للهواتف المحمولة من نظام “أوبنتو” للحواسيب. 

خرائط جوجل

نظام “PureOS” يعد أحد الأنظمة المعاصرة أيضًا والتي تقدم نموذجا يختلف كثيرا عن “أوبنتو” رغم أنه يستند إلى النواة مفتوحة المصدر ذاتها، وهناك أيضا نظام “Manjaro” و “Plasma” و “KaiOS”، وذلك دون احتساب النماذج المختلفة المتوفرة من نظام “أندرويد” التي تقوم الشركات المختلفة بتخصيصها مثل “OneUI” أو “Miui” وغيرها من هذه الأنظمة.

الأنظمة المختلفة التي ذكرناها لم تكن قادرة على تقويض حصة “أندرويد” و “iOS” من قطاع الهواتف المحمولة، وبحسب آخر إحصائية لموقع “StatCounter”، فإن حصة “أندرويد” السوقية تجاوزت 71 بالمئة من إجمالي الهواتف المحمولة المباعة مقابل 27 بالمئة لهواتف “iOS” والحصة المتبقية موزعة بين جميع أنظمة التشغيل الأخرى وهي أقل من 2 بالمئة من إجمالي الهواتف المباعة. 

“أندرويد” و “iOS” هما نظاما التشغيل الأكثر انتشارا حول العالم، وذلك لأسباب متنوعة ومختلفة كثيرا، إذ أن كل نظام تشغيل يتبع سياسة مختلفة عن الآخر بشكل كبير ورغم ذلك تمكن كلاهما من النجاح بشكل كبير، ويظهر الاختلاف الأكبر بين النظامين في طريقة الوصول إلى النظام واستخدامه، حيث تمنع “أبل” أي شركة أخرى من العبث مع نظام تشغيل “iOS” وتطلقه حصريا لأجهزة “أيفون”، وعلى العكس تماما فإن “جوجل” تتيح خدماتها ومشروع “أندرويد” لأي شركة ترغب في التعديل عليه وإضافة لمستها عليه واستخدامه مع أجهزتها.

هذا الاختلاف يبدو بسيطا للغاية، ورغم ذلك فإنه العامل الأكثر تأثيرا في تجربة نظامي التشغيل، إذ تطبق “أبل” سيطرة أكبر على أنظمتها مما يجعل أنظمتها أكثر أمنا من أجهزة “أندرويد” التي يستطيع أي مبرمج أو مخترق الوصول إلى الشفرة المصدرية للنظام واكتشاف ثغرات أمنية فيه، ويظهر ذلك بوضوح في عدد المستخدمين المتأثرين بالثغرات الأمنية المكتشفة في أنظمة أندرويد بالفترة من 2019 وحتى 2021، إذ وصل عددهم إلى مليون مستخدم، ولكن لا يعني ذلك أن نظام “iOS” خالي من الثغرات الأمنية تماما. 

أحد الاختلافات الواضحة هو أداء الأنظمة مع الهواتف، وهي نقطة تتفوق بها “أبل” لأنها تعمل على تهيئة النظام وتحسينه للعمل مع العتاد المثبت داخل مجموعة ثابتة من الهواتف لا تتجاوز العشرة هواتف، وعلى العكس من ذلك فإن “أندرويد” لا تعمل على تهيئة النظام بالشكل الدقيق الذي تستخدمه “أبل” بسبب عدد الأجهزة الضخم التي تستخدمه والذي قد يتجاوز المئات. 

قد يهمك أيضا: أسباب تجعلك تفكر مرتين قبل اقتناء أجهزة صينية

أهمية اختيار نظام تشغيل آمن 

شركات الهواتف التي تستخدم نظام “أندرويد” تعمل على تعديل أنظمة التشغيل الخاصة بها كما ترغب، وذلك يعني أنها تعبث كثيرا في الرمز المصدري لنظام التشغيل وتضعه في إضافات قد لا تدري عنها، وربما يكون المثال الأوضح على ذلك هو نظام تشغيل “MIUI” الذي يعد نسخة معدلة من نظام أندرويد تابعة لشركة “شاومى” الصينية، إذ بدأت الشركة منذ عام 2018 بعرض إعلانات دعائية داخل النظام ذاته سواء في تطبيق الإعدادات أو تطبيقات النظام الرئيسية الأخرى، وهو أمر لا يحدث مع بقية هواتف “أندرويد” من الشركات الأخرى. 

لذلك فإن اختيار نظام التشغيل الذي لم يتعرض إلى الكثير من التعديل أمر لا يقل أهمية عن اختيار مواصفات الهاتف الأخرى من ناحية العتاد مثل الكاميرا وحجم الشاشة وغيرها من المواصفات الأخرى. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.