ألعاب إكس بوكس على بلاي ستيشن.. هل فشلت مايكروسوفت في تسويق ألعابها؟

ألعاب إكس بوكس على بلاي ستيشن.. هل فشلت مايكروسوفت في تسويق ألعابها؟
استمع إلى المقال

منذ ظهور منصات الألعاب للمرة الأولى في تسعينات القرن الماضي، رافقها ظهور مجموعة من الألعاب الحصرية التي تصدر لمنصة دون غيرها، لذلك كان هناك مجموعة من الألعاب التي تصدر لأجهزة “بلاي ستيشن” دون أجهزة “دريم كاست” في الماضي أو “إكس بوكس” اليوم، وكذلك كان الأمر من الناحية الأخرى مع ألعاب تصدر حصرا للمنصات الأخرى دون “بلاي ستيشن”، ومع دخول الحاسب الشخصي عصر الألعاب، ارتفع معدل هذه الحصريات. 

الحصريات أو ألعاب الطرف الأول هي الألعاب التي تطورها كل شركة منصات لأجهزتها الخاصة، وهي عادة لا تصدر على المنصات المنافسة لها، ويكون الهدف الرئيسي لهذه الألعاب هو زيادة المبيعات بشكل يبرر تكلفة تطوير اللعبة إلى جانب بيع المزيد من المنصات، ولكن هناك فائدة أخرى لهذه الحصريات لدى المستخدمين ومحبي كل منصة على حدة. 

Console Wars - XBOX FINAL SURPRISE - YouTube

كانت هذه الحصريات الوقود الأول والأخير لحروب المنصات، إذ يدعي كل محبو منصة أن منصتهم أفضل بسبب وجود الحصريات، وهي حرب كانت “مايكروسوفت” تخسرها في السنوات الماضية حتى استحواذها على عدة استديوهات تطوير ألعاب. 

للوهلة الأولى، ظن الجميع أن “مايكروسوفت” ستبدأ الدخول في حرب الحصريات وستقدم ألعابا حصرية لمنصاتها، ولكن الشائعات الأخرى التي ظهرت في الأيام الماضية تشير أن هذه الألعاب قد تصل إلى المنصات المنافسة، وهو الأمر الذي أغضب محبي المنصة الخضراء، وجعل المنافسين ينعتونها بالفشل التسويقي، ولكن أين الحقيقة؟ 

استراتيجية مختلفة 

لا تعترف المنصات مباشرة بالحرب الدائرة بين محبي كل منصة ومريديها، وذلك لأسباب قانونية وتجارية، ولكن هذا لا يعني أنها لم تشارك سابقا فيها، إذ قدمت “سوني” في السابق إعلانا متلفزا يسخر من بعض القيود التي تضعها “مايكروسوفت” على ألعابها، كما أنها وجهت اتهامات قاسية أثناء التحقيقات المتعلقة بالصفقة الأخيرة للاستحواذ على “أكتيفيجن-بليزارد”. 

لكن هذه الاتهامات والسخرية لا تعني أن الشركتين يكرهان بعضهما البعض، وذلك لأن الفلسفة الأولى التي تحدد خطط الشركات هي الربحية، إذ يجب أن تحقق استثمارات الشركة الربح الذي تحتاجه حتى وإن كان بطرق مختلفة قد لا تعجب اللاعبين ومحبي المنصات. 

Microsoft Reportedly Offered Sony 10-Year Deal to Keep Call of Duty on  PlayStation - Gameslaught

“مايكروسوفت” تدرك هذا جيدا، لذلك أعلنت صراحة منذ اليوم الأول للاستحواذ على “أكتيفيجن-بليزارد” أنها لا تمانع في صدور “Call Of duty” على المنصات المنافسة، بل وعرضت صفقات من أجل ضمان سريان هذا الوعد.

رغم أن المنطق الذي يفكر به محبو “إكس بوكس” يحتم على الشركة جعل “Call of duty” وهي من أكبر الألعاب وأكثرها شعبية في العالم لعبة حصرية لا تصدر إلا لمنصتهم المفضلة، ولكن هذا التفكير يكلف “مايكروسوفت” الكثير من الأموال. 

هذه الصفقة والشائعات الأخيرة تؤكد على شيء رئيسي، وهو أن “مايكروسوفت” تنوي اتباع استراتيجية مختلفة مع عناوين الألعاب الخاصة بها، وهي استراتيجية تبحث عن زيادة الأرباح ومضاعفتها أولا وقبل كل شيء. 

كلفة واحدة وأرباح متجددة 

الألعاب تختلف عن المنتجات الفيزيائية المعتادة، إذ أن بناء المزيد من النسخ وإعادة بيعها لا يكلف الشركة شيئًا خاصة في عصر المنتجات الرقمية الذي نعيشه، إذ يكفي أن تضع الشركة لعبتها على المتاجر الرقمية ليعاد بيعها ملايين المرات. 

كلفة صناعة الألعاب لم تعد كما كانت في الماضي، وهو الأمر الذي كان واضحا في زيادة أسعار الألعاب التي طبقتها “سوني” مؤخرا، وحتى في الخطط المستقبلية للشركة التي ترغب في رفع أسعار الألعاب لتصل إلى 100 دولار تقريبا، ورغم أن هذا الأسلوب والنهج قد يولد المزيد من الأرباح التي تغطي الكلفة الإضافية لتطوير الألعاب، إلا أنه يخاطر بإبعاد جزء من اللاعبين الذين قد يرفضون مثل هذه الزيادة في الأسعار. 

“مايكروسوفت” تنوي اتباع استراتيجية مختلفة كما يبدو، وهي استراتيجية تركز على إطلاق الألعاب على المنصات الأخرى، في النهاية، تكلفت الشركة تطوير اللعبة، ولن تحتاج إلى إعادة تطويرها بشكل كامل، بل مجرد تحسينات لتعمل على المنصات الأخرى وتبدأ في توليد الأرباح. 

كما أن الألعاب التي تحقق نجاحا واسعا على منصات “إكس بوكس” ستحظى بشعبية واسعة عندما تصدر على المنصات المنافسة مثل “بلاي ستيشن” و”نينتندو”، لذلك تحقق هدفها من المبيعات بشكل أسرع من الإصدار الأصلي.

“سوني” أيضا تتبع هذا الأسلوب مع بعض ألعابها منذ الجيل السابق، إذ كانت تطلق الألعاب الحصرية الخاصة بها على منصات الحاسب الشخصي، ولكن بعد مضي عدة سنوات، ويبدو أن “مايكروسوفت” تخطط لإطلاقها بعد مضي عام واحد فقط على الإطلاق الأصلي. 

اللاعب هو المستفيد 

إطلاق الألعاب الحصرية على جميع المنصات يفيد اللاعب أولا وأخيرا، إذ يتيح له فرصة لتجربة عناوين جديدة وألعاب جديدة دون دفع أي تكلفة إضافية لاقتناء منصات أخرى، وهو الأمر الذي يصب في مصلحة اللاعبين رغم أن جزء كبير من اللاعبين يمتلك أكثر من منصة منزلية. 

في النهاية، لا يمكن القول بأن الألعاب الحصرية هي العامل التسويقي الوحيد الذي يجذب المستخدمين من وإلى المنصات المختلفة، إذ أصبح اللاعبون يبحثون عن تشكيلة من الخدمات التي تفيدهم وتلبي احتياجاتهم،  لذلك يجب على الشركات البدء في اتباع سياسة جديدة ونهج جديد في نشر الألعاب الخاصة بها، ويبدو أن “مايكروسوفت” ستكون أول من يتبع هذه السياسة. 

هل أعجبك المحتوى وتريد المزيد منه يصل إلى صندوق بريدك الإلكتروني بشكلٍ دوري؟
انضم إلى قائمة من يقدّرون محتوى إكسڤار واشترك بنشرتنا البريدية.
0 0 أصوات
قيم المقال
Subscribe
نبّهني عن
0 تعليقات
Inline Feedbacks
مشاهدة كل التعليقات